|
التشيّع على كل الوجوه منتصرا .... عليٌّ ومعاوية
حميد الشاكر مهما تغيرت اساليب اعداء الشيعة والتشيّع لاهل البيت ع فأن هناك حقيقة واحدة لاتتغير في معادلة التشيّع واعدائه ، الا وهي حقيقة الانتصار لهذا التشيّع في نهاية المطاف !. والحقيقة فأن هناك شيئ ما في حقيقة طائر العنقاء الشيعي هذا حيّر اصحاب الالباب في سرّ قوة هذا التشيّع ولماذا هو لايقبل الهزيمة ولايقبل الاندحار ولايقبل الموت ايضا ، بل واكثر من ذالك هو السرّ الاخر للتشيع الا وهو قدرته العظيمة ليس على البقاء حيّا مدى الحياة ، بل وكذالك منتصرا كيفما كان !. ربما يكون السرّ في اهل بيت النبوة انفسهم عليهم السلام جميعا ، باعتبار ان التشيّع لهم اخذ من صفاتهم ووجودهم الكثيرمن قسمات وجوده المذهبي والفكري ، ولهذا نجد ان عليّا بن ابي طالب ع وان كان في واقع التاريخ والظاهر قد قتل وانتقلت السلطة لعدوه معاوية ، ولكن مع ذالك عندما تسأل اي مسلم على وجه الارض اليوم وغداً مَن الذي انتصر على الحقيقة عليٌّ أم معاوية ؟. فلا ريب انه سيجيبك الانسان العاقل انه عليٌّ ع ذاك الاسطورة الذي ينحدر عنه السيل ولايرقى اليه الطير هو المنتصر !. وفي نفس الاطار عندما تسأل اليوم مَن هو المنتصر على الحقيقة الحسين بن عليّ ع أم يزيد بن معاوية ؟. فأن جميع من يؤمن بمحمد رسول الله ص وبدينه سيجيبك بلا ادنى ريب انه الحسين بن عليّ ع هو الذي انتصر بالامس وبقي منتصرا حتى هذه اللحظة !. وهذا اعجب مافي معادلة اهل البيت ع ، وهو نفس اغرب مافي معادلة الشيعة والمتشيعة لاهل البيت ، فمع ان الواقع البشري والتاريخي والسياسي يظهر هزيمة عليّ والحسين في ساحات السياسة الوسخة ، ولكن وبلا ادنى تردد يكون نفس هذا العليّ بن ابي طالب ع وولده ابن رسول الله الحسين ع ، قد انتصروا بالكلية في ساحات النفوس والقلوب الانسانية الاسلامية المحمدية النيرة !. اذن هل المنتصر مَن يربح كرسي السلطنة أم من يربح عرش القلوب والافئدة ؟. ان هذه المعادلة الخاصة بآل محمد ص يبدو انها هي نفسها من يتحكم بمعادلة التشيّع واعداءه ، ومع ان الشيعة والمتشيعة لمحمد وال بيته ع قد هزموا سياسيا كثيرا واستضعفوا على مدى التاريخ طويلا ، وشوهت سمعتهم في الميادين والكتب وعلى السنة دعاة الجحيم والضلالة سنينا ....، مع ذالك عندما تسأل القلوب والعقول اليوم مَن هو المنتصر على الحقيقة المتشيعة أم اعدائهم ؟. فلاريب ان لم تجيبك السَنة القوم صراحا فستجيبك ضمائرهم من الداخل ، ونفوسهم وقلوبهم التي ملئت رعبا من التشيّع ، واعلامهم وسياساتهم وصراخهم ودنانيرهم الموزعة يمينا وشمالا وانتحارييهم ..... الخ : بأن التشيع قد استولى على عرش القلوب والعقول تماما هذه الايام ، وان كان لايملك في يده هذا التشيع درهما ولادينارا او سيفا ولازمّارا !. أليست هي معادلة غريبة نوعا ما : أقلية ترعب اكثرية ، ضعفاء تهزم جبابرة ، فقراء يحسدهم تجّار ، علماء يتكالب عليهم جهلاء ، ومتقون يستهزء بهم فاسقون ؟. وبالمقابل عندما تسأل عن هزيمة اعداء التشيّع ولماذا هم بهذه الحالة البائسة من الوجود مع تملكهم لكل شيئ في هذه الحياة الدنيا ، فأن ليس هناك من جواب سوى جواب : ان الملك الحقيقي للقلوب وليس للابدان ، والانتصار الواقعي للحسين بن علي ومبادئه وليس للسلطان ، وانه وان كان التشيّع ضعيفا في وجوده لكنه قويا في حجته وعلومه ؟!. غريبة هذه معادلة اعداء التشيع ، ومع انهم يدركون حقيقة النصر ومكامنه ، وصلابة العقيدة وصلاحها ، لكنهم مع ذالك يتمسكون بالباطل الزاهق ويتركون الحق الدامغ !. في الماضي حاول اعداء التشيّع ابادة اهل الشيعة بشتى الاساليب والصور حتى تسليط سيف السلطان عليهم للابادة ، فملئت الارض مقابرا في زمن ال امية ، وملئت الطوامير سجونا ، وحكم قضاء الجور على مَن يسمّي طفله عليّاً بالاعدام والنفي ....، وما ان انقضى ملك ال امية الاسود على المتشيعة حتى ظهرت الحقيقة بأنتصار الضعيف على القوي ، والمظلوم على الظالم ، والحسين على يزيد وعليٌّ على معاوية والمتشيعة على انصار بني أمية ..، وكأنما هي لحظة هدمت مابنته اسطورة ملك بني امية بمئات السنين ، ولتحل محله ما بناه عشق القلب بسرعة ، وحتى اليوم اضحى أسم عليّ اجمل بكثير من أسم معاوية !. وكذا اسم الحسين أقوى من أسم يزيد !. وكذا اسم متشيّع اوثق من كابوس سلفي !. بقي عليًّ ع بكلماته وخطبه بعلمه وشجاعته بنظافته وعلو كعبه بتقواه وورعه بحكمته وايمانه بأمامته وسلطانه بقرءانه وسنته .....، وانتهى معاوية والى الابد بحكومته ودهائه بلعبه وسياسته بجهله وانقطاع تراثه بدرهمه وديناره !. وبقي الحسين بن عليّ ع بثورته وأمانه ، وبأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وبشهادته ودمائه ، وباهل بيته وسبيانه ، وباصحابه وعنوانه .....، وانتهى يزيد بعربدته وطغيانه .... !. وهكذا يبقى التشيّع بحبه وانسانه ، بعلمه واحزانه ، وبفرحه ووجدانه ، وببكائه وأيمانه ، وبعشقه للحياة وعمرانه ..... وتنتهي طيور الظلام السلفية وغربانه .....!. ((كذالك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض كذالك يضرب الله الامثال)) ؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |