|
أرحموا سوريا بسكوتكم يرحمكم الله!
رياض الحسيني/ كاتب وناشط سياسي عراقي العزلة التي تعيشها سوريا الدولة العربية المسلمة يمكن ان نتفهم دوافعها ومبراراتها من قبل اميركا واسرائيل ومن يدور في فلكهما من الدول الاوربية، لكن كيف يمكن تفهّم موقف الدول العربية والاسلامية بهذا الخصوص ونخص بالذكر مصر "العروبة" والمملكة العربية السعودية "الاسلامية"؟! اذا ماكان لسوريا رؤية وموقف اتجاه الصراع العربي الاسرائيلي فهل معنى ذلك ان يقف العرب والمسلمين ضد سوريا والشعب السوري خدمة للمشاريع الاسرائيلية في المنطقة؟! في اية خانة يمكننا ان نصنّف "تشفي" البعض بالنظام السوري جراء التفجير الارهابي الاخير فيما هو في النهاية "تشفي" بعرب ومسلمين واشقاء لنا علينا التزامات اتجاههم؟! الانكى ان بعض المعبئين سلفا بنظرية المؤامرة وجدوها مادة مثيرة للشهية في اتهام المخابرات السورية في تدبير هذا الهجوم؟! حقيقة استغرب لهكذا هرطقات وكلام لاينم الا عن حقد مسبق وكراهية كبيرة وتصفية حسابات ضيقة المستفيد الاول والاخير منها العدو الاسرائيلي. الغير منطقي وليس من شيم العرب اصلا حالة "التشفي" التي لاتنم عن خلق فضلا عن انها حالة مرضية لاتليق بمن يتبناها لو كان شخصا عاديا فكيف اذا تبنت الدولة تلك الحالة؟ ذلك يعني اننا امام حالة مستعصية لنظام مريض بحاجة الى معالجة قطعا. البعض لم يكن موفقا وهو يعبأ كل قنواته الاعلامية من صحف وفضائيات ومواقع الكترونية باتجاه ادانة المخابرات السورية سلفا ومن دون دليل عبر مقالات وتحقيقات ورؤى مفضوحة الدوافع والتوجهات. الاغرب من ذلك ان هذا الاعلام اثار زوبعة اعلامية اخرى بسبب منع دخول عدد واحد فقط من صحيفة الحياة السعودية الى سوريا وهو اجراء روتيني وطبيعي في كل الدول العربية ومن ضمنها المملكة وليس سوريا باستثناء. لماذا لانجد اعتراضا مثلا حينما تمنع دولة عربية دخول كل الصحف التي لاتتلائم مع توجهاتها وبالتحديد فيما يخص "الحالة اللبنانية" مع الاخذ بنظر الاعتبار ان سوريا معنية بالشأن اللبناني اكثر منها بحكم الصراع العربي الاسرائيلي من جهة وبحكم الحدود التي تربط البلدين فضلا عن الترابط التأريخي بينهما بينما لايربط بعض الدول بلبنان ونقولها بمرارة الا الوتر الطائفي الذي بدا مفضوحا وهي تضرب عليه باستمرار. بيد ان المملكة العربية السعودية نفسها قد منعت دخول صحيفة الحياة "موضوع النزاع" الى السعودية مرات عديدة لم يكن اولها في تشرين الاول من عام 2002 وذلك على اثر رسالة كان قد وجهها مجموعة من المثقفين الاميركيين الى نظرائهم السعوديين. كذلك مُنعت الصحيفة مرة اخرى منتصف العام 2003 كما لم يكن اخرها في نهاية آب من عام 2007 وذلك على اثر مقال تطرق فيه كاتبه الى المواطن السعودي "محمد الثبيتي" وهو يشغل موقع "قاض" في مايسمى "دولة العراق الاسلامية" التي اعلنها في العراق تنظيم القاعدة الارهابي، وقتها مُنعت الجريدة "لأجل غير مسمى" بينما صودرت جميع النسخ حتى قبل طرحها في الاسواق! علاوة على ذلك لم يكتف وزير الاعلام اياد مدني وقتها بهذا الاجراء بل طالب بفصل مجموعة من الصحفيين ايضا، فلماذا لم نسمع دعوات "المحاربين" من اجل الحريات الصحفية يومها؟ وأين كانت حرية الكلمة وقتها؟! هذا مع الفارق بين ماتنشره الحياة منذ فترة ضد سوريا بحجة حرية الكلمة التي لاتسري الا على سوريا بينما لم نقرأ مايشبه تلك التحقيقات او المقالات بخصوص ماتعرضت له كل مدن الممكلة العربية السعودية تقريبا من تفجيرات في فترات عديدة! فهل تجرؤ صحيفة الحياة على نشر ولو بالتنويه ان الحكومة السعودية هي من تقوم بهذه التفجيرات كما تعاملت مع التفجيرات الاخيرة في منطقة "السيدة زينب" السورية؟! يمكن للدول العربية التنصّل عن التزاماتها الاسلامية والعربية وهذا شأنها كحكومات اثبتت عجزها بهذا الاتجاه مرات عديدة ولم يعد عجزها خافيا على احد ولكن ليس مبررا ولامقبولا ولا بأي شكل من الاشكال ان توظّف كل امكانياتها بالضد من سوريا كدولة عربية وشعب مسلم تحت حجج واهية ولافتات عريضة تستبطن نتانة وكراهية وتنفيس عن مرض عضال. هل نسي هؤلاء موقف سوريا كدولة وشعب من كل القضايا العربية والاسلامية؟! كيف ينسى الواحد منا سوريا وهي الدولة العربية الوحيدة التي يتنقل فيها العربي من دون حتى رسوم دخول رغم حاجتها الماسة للعملة الصعبة بسبب اقتصادها الضعيف؟ كيف يمكن تجاوز وقوف سوريا حكومة وشعبا مع الشعوب العربية؟ لماذا تحاول بعض الاطراف دك اسفين بين سوريا وباقي العرب والمسلمين وهل في ذلك مصلحة للعرب ان تغلق مكاتب وسفارات وقنوات التعاون مع سوريا والاستعاضة عنها بالعدو الاسرائيلي؟ سوريا اثبتت انها جديرة بالوقوف ضد اي هجمة سواء اكانت عربية من الظهر او اسرائيلية في المواجهة ودائما تخرج منتصرة لانها على حق وقد اثبت الشعب السوري انه على قدر الرهان والمسؤولية ولكن متى يفهم بعض العرب ان خسارة سوريا يعني خسارة للعرب والمسلمين؟ العقل والمنطق يقولان ارحموا سوريا ولو بالسكوت فاذا لم نرحم من في الارض لن يرحمنا من في السماء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |