|
استيقظ باكرا ليس كعادته في شهر رمضان الذي تصرّمت أيامه ، طلب من زوجته أن توضّب أغراض سفرتهم الموعودة حيث سيقضون عيد الفطر ، ألقى نظرة لم يعلم أنها ستكون الأخيرة على أطفاله وبدون شعور انحنى على طيبة التي لم يتجاوز عمرها الثالثة ليقبّلها فاستيقظت وابتسمت وسألته ببراءتها المتناهية : إلى أين أنت ذاهب يا أبي ، أجابها بعد أنّة حزينة وغريبة في يوم كهذا - إلى صلاة العيد يا حبيبتي - وهل ستعود !!! - ..... إنشاء الله وسنذهب جميعا لزيارة الأولياء الصالحين - باي باي - باي باي حبيبتي خرج من البيت مسرعا ليلتحق بالصلاة مع إخوته المؤمنين فوجد المسجد مكتظّا بالمصلين الذين توافدوا من أماكن عديدة من بغداد فهذا تقليد ساروا عليه ونهلوه من آباءهم وأجدادهم.. - أهلا أبا مدين ، كيف حالك - أهلا أخي العزيز كيف حالك - كل عام وأنت بخير - كل عام وأنت وعائلتك بألف خير والعراق بخير إنشاء الله - هل سنذهب إلى كردستان مثل كل سنة - اعتذر يا صديقي . اعتقد أنني سآخذ عائلتي لزيارة الأئمة والأولياء في النجف وكربلاء - ما سبب هذا التغيير يا أخي - لقد رأيت في المنام أني في الجنة ولا اعتقد أن هناك مكانا أفضل من العتبات المقدسة جنة الله في الأرض - إنشاء الله أنت في الجنة - أجمعين إنشاء الله بعد إتمام الصلاة ودّع أبا مدين صديقه وخرج مسرعا من المسجد ليشتري الصمون وقيمر العرب كالعادة في أول يوم العيد .. ما إن وطأت قدماه باب المسجد إلا وواحد من المجاهدين الذين يرومون العشاء مع الرسول يفجّر نفسه ليسجل رقما جديدا من الأيتام والأرامل في العراق وليجيب على سؤال طيبة البريئة ، والدك لن يعود أبدا .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |