|
عهد جديد ومنطق قديم سلوى غازي سعد الدين بعد أن أُسقط النظام الدكتاتوري كان بإمكان العراقيين مراجعة تاريخهم وخصوصا أحداث ما يسمى بثورة العشرين التي جلبت على العراق الأنظمة الفاسدة والدكتاتورية بسبب عقلية المقاومة المزعومة التي ادعاها بعض من المعممين ورؤساء العشائر أصحاب المصالح الذاتية ودعاة القومية والعنصرية التي خدعت جمهور العامة الذين صدقوا أوهام وخرافات زعماء وهواة السلطة والجاه والنفوذ. وكانت نتيجة العبثية هي تدمير البنى التحتية وهدم ما بنته الحكومة البريطانية والعراقية في عهد الانتداب، من مدارس ومعاهد ومستشفيات، ويجب أن لا ينسى المواطن العراقي أن هناك العديد من مشاريع إسالة المياه والجسور والسدود الموجودة في عدة محافظات هي من إنجازات القوات البريطانية "المحتلة"!! في الوقت نفسه أسست بريطانيا العديد من الإدارات المدنية ولكن لم يتسنى للبريطانيين بناء العراق بالصورة التي كانوا قد أعد لها الاداريون الانكليز بسبب أخاديع وأكاذيب "المقاومين" و"المجاهدين" المشؤومين التي جلبت لنا حكومات فاسدة ماعدا الفترة الأولى من حكم النظام الملكي وبعدها توالت الدكتاتوريات على العراق إلى أن وصل بنا إلى حكومة حزب البعث وبعد تحرير العراق من دنس وفوضى عصابة حزب البعث وطفح بعض السياسين المعارضين لحكومة صدام على السطح السياسي بفضل الولايات المتحدة وجنودها الأبطال وبفضل الفقراء والمساكين الذين ضحوا وعانوا الأمرّين من نظام الطاغية. وما إن جلس هؤلاء المتظاهرون بالفضيلة والوطنية وسلكوا المسلك السياسي حتى اخذوا برفع رايات وشعارات هوجاء وهومقاومة "المحتل والاحتلال"!!، وهؤلاء الأخلاف لا يختلفون عن أؤلئك الأسلاف الذين قتلوا وبرروا عمليات الخطف والذبح – لم ننسى بعد ذبح الجنود البريطانيين على أيدي أفاقي ثورة العشرين - والتفخيخ والتفجير ضد الشعب العراقي وضد الجنود الذين ساعدوا الشعب العراقي للتخلص من أبشع الأنظمة "العثمانية والبعثية" وعضوا اليد التي امتدت إليهم بالخير وليس هناك اي فارق بل وحتى فروقات بين فكر حزب البعث وأفكار غالبية السياسيين والأحزاب التي تولت السلطة بعد الفين وثلاثة وهم يتبون نفس الأفكار القديمة التي تبنتها قطعان مقاومة الانتداب البريطاني وما تبنته هذه المقاومة الحالية لما يسمونه "الاحتلال والغزوالامريكي للعراق". إضافة إلى ذلك نضيف معادات هؤلاء الإسلاميين والقوميين للغرب وإسرائيل ومحابات الدول الدكتاتورية القومية والإسلامية هذا المنطق هونفس أسلوب صدام حسين عندما كان في السلطة وحتى آخر يوم حينما خاطب العراقيين وحثهم على محاربة "المحتل الامريكي والصهاينة"!! واليوم نسمع نفس الخطاب البعثي من قبل أعضاء البرلمان وتعتبر هذه الأساليب هي ضربات ضد الديمقراطية إذ لم يبقى للمواطن طاقة وتحمل لأعباء العداوات والكراهيات وإذا فضل السياسيون والأحزاب ورجال الدين السير على على خطى أسلافهم فإن النتيجة هي أن العراق والعراقيين سيظلون في عداد الدول والمجتمعات المتخلفة والرجعية ويجب على البرلمانيين ورؤساء الأحزاب أن يتراجعوا عن هذا المنطق الصدامي والاعتذار للشعب الذي صوت لهم في أقسى وأحلك الظروف.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |