الديمقراطية .. (27)

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

المصلح الاجتماعي

أليس هوذلك الثائر على تقاليد المجتمع الموجودة وبعضها الهادم للنظم المتبعة الناقم عليها الخالق لمباديئ جديدة يحاول احلالها محل القديم الموروث؟؟فالمصلح مخترع وخالق -لاناقد ولا مصور ولا مقلد - فهولا شك سيوجد قواعد جديدة ورصينة لحركة المجتمع

وهذاما دعا المصلحون الى انكاراجترارالبالي وترديد خرافات السلف واساطير ما سطره ووضعه الوضاعون وحرفهوالمزيفون من احاديث ومن عدم الاخذ بها لانها منافيه لروح الرساله ومناقضة للسنه الشريفه ويا باهى العقل ويمجها الضمير وتتنافى مع سنن التطور وقوانين المجتمع.

وفي هذا الصدد يقول رائد التنوير والعقلانية الشيخ الطهطاوي : ( ان مدار سلوك جادة الرشاد والاصابة منوط باولي الامر من هذه العصابة -شيوخ الازهر - التي ينبغي ا ن تضيف الى ما يجب عليها نشره من السنة الشريفة ورفع اعلام الشريعة المنيفة معرفه سائر المعارف البشرية المدنية التي لها مدخل في تقدم الوطنية لاسيما وان هذه العلوم الحكمية العلمية التي يظهر الان انها اجنبية هي علوم اسلاميه نقلها الاجانب الى لغاتهم من الكتب العربية ) رفاعة الطهطاوي - منهاج الالباب-ص273

مما حدا بالسيد الافغاني الى رفع عقيرة الاصلاح بوجوه المتعنتين من السلفيين والمتحجرين قائلا:( لقد فسد الاسلام بالجهل في تعاليمه الصحيحة عبرالاجيال ولابد من ثورة لاصلاحها والاواجه المسلمون الهلاك وان اخطاء القرون الماضية من عمر الاسلام ومساؤها انما حصلت نتيجه لسوء فهم جوهر الاسلام كما احتواها القران والسنة وله ايضا الاسلام في جوهره دين عقلاني يدعوالى تحرير العقل الانساني من الخرافات والوثنيات ويفتح الباب واسعا امام العلم الذي هوالعمود الفقري للتقدم. وعلى المسلمين اذا ارادوالخروج من كهف التخلف والانحطاط ان ياخذومن اوربا ما ينفعهم من العلوم الحديثة ) وللافغاني مقولة بالغة الاهمية .. يوكدها ويكررها هي ( ان الشرائع تتغير بتغير الامم ) ج-الاعمال الكامله ص281 يلاحظ في هذه الكلمات عمق تفكير الافغاني وحكمته في تشخيص الداء ووصف العلاج وهذا ماورثهوعنه تلامذته وبالخصوص رفيق دربه وناشر افكاره الامام محمد عبده ورؤيته المتحررة ودعوته للتجديد الديني كان رائدا في فتح ابواب الرحمة الدينية في مواجهة تشدد مشايخ الازهر. وسعى لفتح سبلا يسيره وسهله وشرعيه ومتفقه مع صحيح الدين امام الاسلام والمسلين..ويتطلع الى مستقبل متحرر من الروءية السلفية المنغلقة . على ان -بعضا من اساطين العلم واساتذة التحقيق ومتخصصي الباحثين ورجال الفكر والمصلحين.وكلا من اختصاصه ومنفذ اهتمامه حاولوالولوج لبعض نواحي هذه المواضيع والتطرق الى بعض شعبها ومقاطع منها واماطت الثام عن جوانب منها وفك رموز جانبا من حلقاتها وتحليل بعض احداثها ووضع بعضا من شخوصها تحت المجهر .ويصور الامير شكيب ارسلان اسباب انحطاط المسلمين: ( اما اسباب انحطاط المسلمين فليس الاسلام كما يدعي كتاب الغرب المغرضين بل هوالجهل والعلم الناقص وفساد اخلاق الحكام والرعيه وتزلف العلماء اليهم زورا واصابه الناس بالجبن والهلع واستبداد اليائس والقانط في نفوسهم ونسيان ماضيهم التليد وجمودهم على القديم من تراثهم ورفض تعديل اصول التعليم الاسلامي ظنا ا منهم بان الاقتداء بالكفاركفروان نظام التعليم الحديث من وصنع الكفار) لماذا تاخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم ص88 . 

وهذا الذي يعرض له صحيح ولكنه لا يمثل كل جوانب القضيه وجميع ملابساتها من كافة الزوايا وان المطلوب هوالدراسات الشاملة ووالمتكاملة العميقة في جذورها المتناولة لكل المفاصل التاريخية بترابط موضوعي وانسجام علمي وبحثا لكل المحطات الجوهرية وملابساتها وتشخيص لكل الذين كانوا محركين وفاعلين في مسارها بشكل موضوعي وصريح بحيث يعيد الحق الى نصابه ويضع النقاط على الحروف على اساس تحري الحقيقة والموضوعية والامانة الشرعية والتاريخية وواعتماد جميع المصادرلكل الاطراف كاسس للدراسات من دون الاعتماد على جهه والغا ء الجهه الاخرى ( الفكرة المنسوبة الى مذهب معين تحترم من غير بحث والفكرة المنسوبة الى مذهب اخر تهمل بغير فحص ) ومن غير الاعتماد على خلفيات سابقة هي بدورها محل جدال ونقاش في اسس صحتها وسلامتها . بحيث لا يلجاء الى وسائل في غاية الاغراب اونظريات في غاية الاغراق بل عليه بالوسطية والمرونة المتوازنة . وان الروح الاخلاقيه التي يتحلي الباحث الموضوعي بها هي كعبقريته يجب ان ينبعا معا وفي وقت واحد من اعماق طبيعته . وان العلم غير الاخلاقي هوعلى كل حال احط مرتبة من الجهل حتى من وجهة النظر الامانة والموضوعية . ذلك ان البحث الامين المتين ليس ذالك الذي يثير في النفس المشاعر واعنفها واعمقها فحسب ولاكنه الذي يثير فيها اكرم المشاعرواصدقها لانه يعطيك شيئا حيا نابضا يوثر في الفكرب الارتفاع والواقع بالسموا بحيث يكون القران والسنه الصحيحه اساسا ورائدا في العمل .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com