اذا جائكم روبرت فيسك بنبأ فتبينوا ... فسوق الاعلام  العربي

 

حميد الشاكر 

al_shaker@maktoob.com 

منذ يومين او اكثر ذكر الصحفي البريطاني روبرت فيسك في احد الجرائد البريطانية خبرا عن معتقلين في السجون العراقية من الارهابيين ، وكيفية اقامت القصاص العادل بحقهم بشكل اعدامات ، ربما في بعض الاحيان تصاب حالة الاعدام بوعكة صحية فلم تعد قادرة على العمل بشكل جيدمع هذا المجرم او ذاك  ، مما يتسبب بفشل حالة القصاص الابتدائية فتضطر السلطة التنفيذية لاعادة صورة اقامة القصاص من جديد لتتم المسألة !.

وما ان ذكر روبرت هذا التقرير في جرائد المستعمر القديم البريطاني حتى وجدنا الاعلام العربي من عبد الباري دولار ومنبره المنخور في القدس العربي ، الى قناة العبرية ( العربية ظاهريا )  الممولة وهابيا سعوديا والمُدارة من قبل حزب الكتائب اللبناني بقيادة الجلاّد سمير جعجع ....... الى باقي مواخير الذلّ والرذيلة العربية قد تناقلوا خبر (فيسك) ذاك وكأنه هدية من السماء لعطش الاعلام العربي المتشوّق لسماع اي شيئ يهين  كرامة الدولة العراقية الجديدة وتجربتها الحديثة في عراق مابعد المقبور الدكتاتور صدام حصين ، وما هي الا لحظات حتى انتشر خبر المؤمن السلفي روبرت فيسك انتشار النار في هشيم  الاعلام والصحافة العربية المؤمنة بروح العدالة والديمقراطية وشرف المهنة وباقي الصالحات !.

نعم هذا هو حال الاعلام العربي مع العراق والعراقيين اليوم ، ومجرد ان تُقيم سلطتنا التنفيذية قرار القضاء العراقي بتنفيذ القصاص العادل بمجرمي الارهاب العالمي الذين يقتلون الشعب العراقي وبصور يندى لها جبين البشرية الشاعرة ، تقام الدنيا ولاتقعد في اعلامنا العربي بكاءً على تنفيذ الاعدام بشلة الارهاب القاعدي في العراق ، فياترى ماهو المطلوب من الحكومة العراقية عندما تلقي القبض على ارهابي يدينه القضاء العراقي والادلة الجنائية بارتكابه حالات قتل متعمدة وزعزعة استقرار وقطع طريق وفساد في الارض ؟.

ثم منذ متى في عرف المسلمين اصبح روبرت فيسك المؤمن الذي لاتخرج من فيه كذبة حتى يؤخذ تقريره بهذا الشكل من المصداقية وينشر في مواخير الاعلام العربي المسخر لذبح العراق يوميا ؟.

وأليس من الغريب ان يتحدث روبرت البريطاني المطرود بما تحت الارجل من البصرة عن صورة اقامة القصاص ولايتحدث عن الارهاب الذي اقامته هذه المجموعات الارهابية لقتل الاطفال والنساء والشيوخ من الشعب العراقي ؟.

واين الزمن الذي  كان فيه البريطانيون اصحاب نوايا طيبة تجاه الشعب العراقي او شعوب المنطقة العربية والاسلامية حتى تكون لتقاريرهم الاخبارية الصحفية مصداقية بحب العراقيين والخوف عليهم وعلى وجودهم الانساني المحترم ؟.

لعلي في حيرة الى من اوجه سؤالاتي الكثيرة : هل الى الاعلام العربي صاحب شهرة النفاق العالمية ونشر الكراهية ودعم الارهاب والدكتاتورية ؟.

أم الى الصحافة البريطانية صاحبة اكبر مقصلة تاريخية لحقوق البشر في العالم المستعمر القديم ؟.

انا افهم ان روبرت فيسك صاحب مصلحة في أشعال  فتنة بين طوائف العراق المتعددة لهذا كتب ماكتب عن حكومة شيعية تعدم متمردين سنة ، وافهم ان الصحافة البريطانية لها ثأر مع الشعب العراقي الذي لم يزل (مكَواره ) حجره  يرنّ على رأس المحتل البريطاني بعد طرده من جنوب العراق ثم من العراق ككل في العشرينات وفيما بعد ، وأعي ان للعالم الغربي مقاييس انجيلية دينية ترى في القصاص حكم اسلامي متخلف ،  وادرك ان النفاق البريطاني ماركة مسجلة ومطبوعة على العقل الصحفي البريطاني منذ قديم الازل !.

ادرك وافهم واتعقل كل ذالك ، لكنّي لم استطع فهم وحتى هذه اللحظة الرغبة العارمة للعقل الاعلامي العربي في تصديق او نقل كل ماهو سيئ عن العراق الجديد بغض النظر عن مَمن يأتي بهذا الخبر ، وان يكن من حاكه الشيطان الرجيم فغير مهم امام تلك الرغبة التي تريد سماع اي شيئ يقتل من حياة تجربة العراق الجديدة والمتدرجة شيئا فشيئا ؟.

طبعا ان المؤمن السلفي روبرت لم يذكر نوعية الجرائم التي يدينها القضاء العراقي بالقصاص ، ولم يسأل عن سير العملية القضائية العراقية وما تأخذه من مديات قانونية ، ولم يذكر ......... اي شيئ ، سوى ان بعض المجرمين عندما يُلفُّ حبل القصاص العادل على رقبته ( صورة صدام القديمة تستحضر في العقل العربي ) ويهوي الى الارض فانه بسبعة ارواح شيطانية لايموت فيضطر المنفذين الى الانتظار ومن بعد ذاك ربما لاعادة محاولة تنفيذ القصاص مرّة اخرى ؟!.

هذا ماراد ايصاله روبرت للعقل العربي الناقم على تجربة العراقيين الجديدة ، ولم يكن فيسك في تقريره هذا كاتبا لا الى حقوق الانسان ولا الى الثقافة الغربية ولا الى الشعب البريطاني بالخصوص ، فهل نجح فيسك بايصال الرسالة ؟.

بالتأكيد نجح روبرت فيسك اليهودي الهوى والاتجاه والمنطلق من ايصال الصورة ورميّ الطعم لسمكة العقل العربي التي تصاد بالطعم الواحد عشرات المرّات بلا اتعاض يذكر ، وكما يقال في امثالنا العراقية ( قلب سمكة ) فما هي الا مقالة كتبها حاقد ومسيس بريطاني على العراق واهله اراد الفتنة واستمرار ماكنة القتل الارهابية في العراق ، حتى تلاقف الاعلام العربي الصورة ليعيد انتاجها من جديد باساليبه العربية البليغة ليكون العنوان الاول في اعلاميات العرب :(( اعدامات جماعية بالمئات تنفذ في سجون شيعية على ايدي ميلشيات حكومية )) !.

هل هذا معقول ؟.

هل هي مؤامرة عربية وعالمية على هذا الشعب العراقي الذي لايريد من الحياة الا العيش بسلام مع العالم ؟.

هل يتبقى بعد هذه الموازين الاعلامية العربية وتلك الاخرى الاستعمارية البريطانية اي أمل باعادة انتاج الحب بين البشر ؟.

واين حكومتنا من هذا الخبث الخارج من افواه الاعلام العربي بقيادة قناة العبرية المسماة عربية كفرا بالقيم البشرية السليمة  التي تسرح وتمرح في شوارع بغداد بكل احترام وحب ، لابل ورعاية من قبل الحكومة والشعب العراقي لهذه الافعى التي لاتحمل لاطفال العراق الا السمّ ؟.

يالله من اي الاتجاهات انا استغرب ، من النفاق البريطاني ، أم من الدعارة والقبح في الاعلام العربي ، أم من عجز حكومتنا الوحيدة في المنطقة العربية التي تحمل شرعية انتخابات ووجود ديمقراطي بعجزها امام فعل اي شيئ عندما ترمى بكل هذه الافتراءات والتهم ؟.

ياحكومتي وحكومة شعبي العراقي مجرد بيان حكومي مندد !.

مجرد انعال عراقي على وجه قناة العربية السعودية يرجعها الى احترام اسيادها من الشعب العراقي !.

مجرد حركة مالكم كيف تحكمون !.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com