|
العراقيون بين الديمقراطية و"المعزومية"!! سهيل أحمد بهجت هل ما يجري على الساحة العراقية الآن من تجاوز على الدستور والقانون هومن ضمن مظاهر "الديمقراطية العراقية"؟ وهل تسعى هذه الأحزاب الحاكمة الطائفية والقومية إلى ترسيخ فكرة أن كلمة عراقي تعني "متخلف"؟، للأسف فإن هذا هوبالضبط ما يحصل على أرض الواقع، فبعض الأحزاب القومية المشاركة في السلطة رسخت ولا تزال – في منهج لا يختلف قط عن البعث الغاشم – فكرة أن الفساد وعبادة الزعيم الأوحد وتقديس المسؤول وكونه يملك صفات إلهية، كل هذا هوجزء لا يتجزأ من شخصيتنا "القومية" ونضالنا القومي العنصري التقسيمي، وما إلغاء المادة خمسين من قانون انتخاب مجالس المحافظات – الذي لا يشمل كل العراق – وهضم حقوق الأقليات إلا خطوة إلى الوراء من ضمن خطوات. المصيبة التي يعانيها العراقيون الآن هي أن الأحزاب الحاكمة والمتحاصصة قد قررت أن تقوم بابتلاع ما يمكن ابتلاعه ضمن لعبة منافقة مليئة بالمجاملات على حساب الدستور والقانون واسمها "التوافق الوطني" الذي حول الديمقراطية إلى – معزومية – وقصعة يجب أن يأكل الجميع منها وبالتالي ذهبت الانتخابات والعملية الديمقراطية ضحية أذواق مريضة ونفوس ملؤها التآمر والتحاصص، فهذه الأحزاب ليست ديمقراطية في بنيانها الداخلي التنظيمي ولا تحمل أي خطاب وطني حقيقي اللهم إلا النعرة القومية العنصرية وعقلية الصراع القومي والطائفي، فكيف نتوقع من هكذا أحزاب لا تعتبر السلطة والسياسة إلا مغنما وفريسة وأن على الشعب أن يستمر في المعاناة لأن هذا هوقدره. إن الأحزاب الطائفية والعرقية القومية لا تختلف عن حزب البعث الذي كان يحكم العراق "المتعدد" بنعرة عرقية عربية، بالتالي تجد أن هذه الأحزاب لا تختلف عن حزب البعث كون الانتماء إليها محصورا بدين وعرق قومي معين وإذا ما انتمى إليه شخص ينتمي إلى دين وقومية أخرى فإن المجتمع نفسه يحتقره قبل أن يعتبر هذا الشخص نفسه ناقصا – وكان هذا حال الكردي والتركماني الذي ينتمي للبعث العربي الإشتراكي – وبالتالي فإن هذه الأحزاب تعلن أنها أحزاب غير عراقية لمجرد حصرها على طائفة وقومية معينة، كانت هذه الأحزاب تمتلك شرعية ما حينما قسم البعث العراق على أساس العرق والطائفة، ولكن ما أن سقط صنم البعث حتى سقطت هذه الأحزاب معه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |