بنت الرافدين

الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية ... (9)

هلال آل فخرالدين

( الامام علي في الذكر الحكيم)

معجزة الامامة

واجمعت صحاح القوم ومسانيدهم قول المصطفى (ص):( الحسن والحسين امامان قاما او قعدا ) وهذا القول من النبي (ص) لهما وهما طفلان يدرجان لم يبلغى اربعة سنين العمر ..صحيح ان النبي عيسى ابن مريم(ع) كلم الناس في المهد لكن لم يتشرف بمنصب النبوة والرسالة حتى بلغ اشده في الثلاثين من العمر في حين الامامي الحسن والحسين فازا بمنصب الامامة وهم بعد اطفال لم يبلغى عمر الصبا بعد

وجاء في الطبراني ، وقال ابن حجر مضيفا عن النبي (ص) : (فلا تقدموهم فتهلكو ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم) ([1]) ، و جاء في الصواعق وفي مستدرك الحاكم ج 3 ص151 والطبراني في الكبير قوله (ص):( ألا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق([2]). وانما مثل اهل بيتي فيكم مثل باب حطه في بني اسرائيل من دخله غفر له)([3])،واخرج الحاكم عن النبي (ص) قوله : (النجوم أمان لاهل الارض من الغرق،وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف فاذا خالفتهم قبيله من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس ) ([4])،والمراد بأهل بيته هنا مجموعهم من حيث المجموع باعتبارهم أئمتهم وأليس المراد جميعهم على سبيل الاستغراق لان هذه المنزله ليست إلا لحجج الله والقوامين بامره خاصة بحكم العقل والنقل وقد اعترف بهذا جماعه من اعلام الجمهور ،ففي الصواعق لابن حجر وقال بعضهم يحتمل ان المراد باهل البيت الذين هم أمان ،علماؤهم لانهم الذين يهتدى بهم كا لنجوم واللذين إذا فقدوا جاء اهل الارض من الايات ما يوعدون قال: وذلك عند نزول المهدي لما يأتي في أحاديثه (ص)ان عيسى (ع) يصلي خلفه ويقتل الدجال في زمنه([5]).

ويؤكده الحديث المتواتر بانهم الخلفاء الاثني عشر الذين يكون بهم الدين عزيزا منيعا كما جاء في سنن ابي داود قال(ص):(لايزال هذا الدين عزيزا الى اثني عشر خليفة) واخرج الامام احمد والبزار قوله (ص) حينما سئل كم يملك هذه الامة من خليفة ؟ فقال (ص):(اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل )رواه العلامة محمد ابو رية في اضواء على السنة ص193 قال رواه الشيخان واللفظ للبخاري(يكون اثني عشر امير كلهم من قريش) .

و جاء في المقصد الثاني من مقاصد الايه 14 من الباب 11 من صواعق ابن حجر قال (ص):(لايحبنا إلا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلا منافق شقي)([6]).

لاصلاة لمن لايصلي عليهم

وحسبنا في ايثارهم على من سواهم ايثار الله عزوجل إياهم ،حتى جعل الصلاة عليهم جزءا من الصلاة على نبيه (ص) وهذه الصلاة مفروضه على جميع عباد ه فلا تصح بدونها صلاة أحدا من العالمين، وهذه المنزلة الشامخة عنت لها وجوه الأمة وخشعت امامها أبصار ألأئمة، لكن البعض ابى الاالنفاق والتحريف والنقص فعترضهم المصطفى ورفع راية النكير بوجوههم قائلا: لاتصلوا علي الصلاة البتراء ..اي المبتورة من دون ذكر اهل بيتي معي في الصلاة علي كما يرويها شيح محدثيهم وحافظ السنة (ابو هريرة) ..وجاء في الذكر الحكيم (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا آلمودة في القربى) الشورى:23

وذكر العلامةالنبهاني في (الشرف المؤبد في حب ال محمد) قال الإمام الشافعي : ([7])

يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القران أنزله

كفاكم من عظيم الفضل انكم من لم يصل عليكم لا صلاة له

سفينة النجاة

اوحديث السفينه الذی رواه الحاکم فی المستدرك ج3 ص 151 عن النبی (ص) انه قال ( الا ان مثل اهل بيتی فيکم كمثل سفينه نوح من رکبها نجا ومن تخلف عنها غرق )وللامام الشافعي محمد بن ادريس ابيات من الشعر في هذا المقام

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم مذا هبهم في ابحر الغي و الجهل

ركبت على اسم الله في سفن النجا وهم اهل بيت المصطفى خاتم الرسل

وامسكت حبل الله وهو و لاؤهم كما قد امرنا با لتمسك با لحبل

إذا افترقت في الدين سبعون فرقه ونيفا على ماجاء في اوضح النقل

ولم يك ناج منهم غير فرقة فقل لي بها ياذا الرجاحة و العقل

أفي الفرقة الهلاك ال محمد ام الفرقة الاتي نجت منهم قل لي

فان قلت في الناجين فالقول واحد وان قلت في الهلاك حدت عن العدل

اذا كان مولى القوم منهم فانني رضيت بهم لازال في ظلهم ظلي

رضيت عليا لي اماما ونسله وانت من الباقين في اوسع الحل

وقال (ص)(انا الشجره وفاطمه فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها واصل الشجره في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنه )وقد نظمها ابو يعقوب شعرا فاجاد واحسن

ياحبذا دوحه في الخلد نابتة مافي الجنان لها شبه من الشجر

المصطفى اصلها والفرع فاطمة ثم القاح علي سيد البشر

والهاشميان سبطاها لها ثمر والشيعة الورق الملتف بالثمر

هذا مقال رسول الله جاء به اهل الروايات في العالي من الخبر

واني بحبهم ارجو النجاة والفوز في زمرة من احسن الزمر

وقد اورد الخطيب البغدادي في تاريخه عن رسول الله (ص) قوله (شفاعتي لامتي من احب اهل بيتي وشيعتي)ج2 ص146

([1])القندوزي،ينابيع المودة،2/438.

([2])الحاكم النيسابوري،المستدرك على الصحيحين،2/373،الأصبهاني،حلية الأولياء،4/306،ابن حنبل،فضائل الصحابة،2/785،الطبراني،المعجم الكبير، 3/45،الفاكهي،أخبار مكة،3/134،الخطيب البغدادي،تاريخ بغداد، 7/336،الهيثمي،مجمع الزوائد،9/168.

وهناك مصادر كثيرة أخرى ذكرت هذا الحديث،وجاء بسند مختلف.

([3]) الطبراني،المعجم الكبير،3/45،المتقي الهندي،كنز العمال،2/345،الصالح الشامي، سبل الهدى،11/11.

([4])الحاكم النيسابوري،المستدرك على الصحيحين،2/486،المقريزي،النزاع والتخاصم،ص132.

وورد هذا الحديث بطرق مختلفة يشير إلى نفس المعنى المتقدم أنظر:

الحسكاني، شواهد التنزيل،1/247،ابن حنبل،فضائل الصحابة، 2/671، الديلمي،الفردوس،4/311،الصالح الشامي،سبل الهدى،ص6-7، القندوزي، ينابيع المودة،2/511،الطبري،ذخائر العقبى،1/17.

([5])ابن حجر،الصواعق المحرقة،ص91.

([6])ابن حجر،الصواعق المحرقة،2/500.

([7])النبهاني،الشرف المؤبد،ص99.

العودة الى الصفحة الرئيسية