|
تحرير كردستان اولى من تحرير كركوك، الكردستانيون اولى بكردستانهم
رياض الحسيني/ كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل الهجوم العمالي الاخير الذي استهدف موقعا عسكريا تركيا على الحدود العراقية التركية في الرابع من هذا الشهر والذي راح ضحيته خمسة عشر جنديا تركيا فضلا عن جرح عشرون كان كافيا لتمديد فترة التفويض الذي منحه للجيش لاجتياح الاراضي العراقية في الشمال "اقليم كردستان" العام الماضي وتحديدا في السابع عشر من تشرين الاول! في عضون ذلك اتهمت قيادة الجيش التركي حكومة اقليم كردستان العراق مباشرة بتسليح اعضاء حزب العمال وهو ماينفيه الجانب الكردي بعد كل هجوم! ايضا بعد كل هجوم تتوجه حكومة الاقليم نحو الحكومة العراقية وتطالبها بتنكب التزاماتها "الاخلاقية" وتطالب الجيش العراقي للدفاع عن ارض كردستان! بطبيعة الحال الجيش العراقي اليوم كما السابق غالبيته من فقراء الشيعة وبسطائهم وهم وقود الحرب في كل نازلة تحت لافتة "سيادة الوطن" و "الدفاع عن المقدسات" وكأن الله قد خص الشيعة تحديدا بالدفاع كما خص الاخرين بالسلطة على مر العصور! لقد تناسى "برلمان كردستان" الذي علا عويله اليوم ان مايقوم به الجيش التركي من اجتياحات متواصلة اصلا لاحاجة لتحصيل تفويض بشأنها من قبل البرلمان التركي ماهي الا بسبب سياسات "القائد الرمز" مسعود البارزاني وهو يقوم ويرقد متوعدا ومزبدا ومرعدا تارة باتجاه تركيا واخرى محليا باتجاه الجيش العراقي والكتل السياسية الاخرى. ألم يتوعد هذا القائد بقطع ايادي العراقيين يوم وقّع البرلمانيون على قانون المحافظات؟ يومها زار البارزاني كركوك والقى خطابا ليؤكد "كردستانية كركوك" وهي الزيارة التي لم تنم عن ادنى معرفة في دبلوماسية السلام فضلا عن الحرب! ألم يتوعد هذا القائد ومن وراءه هذا البرلمان العتيد الجيش العراقي بواقعة اليمة يوم اصدر رئيس الوزراء نوري المالكي اوامره الى الجيش العراقي لاخذ زمام الامور في خانقين؟ يومها صرّح المدعو محمود سنكاوي ممثل الرئيس جلال الطالباني بان الاكراد قادرون على مهاجمة الجيش العراقي مضيفا "ان القانون العراقي اعجز من ان يلاحق اي مطلوب من الاحزاب الكردية والبيشمركة"، هذا التصريح الذي ادلى به حرفيا وهو يرد على تصريح الدكتور همام حمودي الذي صرّح من ايران ان القانون العراقي يطبق على الجميع بمن فيهم "قوات البيشمركة" في حال تخطيها القانون! الأنكى من ذلك ماصرّح به وقتها المدعو مصطفى جاووش وهو من حزب الطالباني ايضا فيقول "لقد جلبنا قوات البيشمركة والاسلحة الى خانقين واتخذنا كل الاستعدادات المطلوبة لأية مواجهة محتملة مع الجيش العراقي"! بيد ان الاكراد يرفضون تسمية "البيشمركة" بالمليشيا ويقولون انها جيش نظامي والامر كذلك فهذا الجيش الذي يُصرف عليه من خزينة الدولة العراقية معني قبل غيره بالدفاع عن "سيادة الوطن" والا فما الفائدة من تسليحه وتجهيزه الا اذا كانت مهمته المواجهة مع الجيش العراقي ولاشعال لحروب الداخلية فقط! ترى كيف يستقيم هذا مع ذاك؟! يوم تقف تركيا على اعتاب "كردستان" يكون الجيش العراقي حاميا للوطن ودرعا يذود عنه وحينما يتنفس "مسعود" الصعداء يتحوّل الى "مسعور" فتارة يهدد بقطع الايادي واخرى يتوعد الجيش العراقي بواقعة اليمة! واذا كانت تركيا تحاصر حزب العمال من جهتها وهو امر داخلي فلماذا يتلاعب قادة اكراد العراق بأمن العراق ككل ويحاولون "حشر" الجيش العراقي في محرقة اخرى رغم ان عناوين الحروب قد استفذت جميعها وسقطت كل الاقنعة بعد "ام المعارك" التي لن يخوض بعدها "الشيعة" حربا نيابية اخرى بحجة الدفاع عن الوطن، فالكردستانيون اولى بالدفاع عن ارض كردستان كما هم اولى بها في الرخاء، أليس كذلك؟ بهذه الصيغة لا أعتقد ان الجيش العراقي معني بقضية الدفاع المفضوحة هذه فلطالما مُنع هذا الجيش من دخول ارض الميعاد "كردستان" ولطالما زايد الاكراد بحب الوطن على الاخرين وها قد جاء اليوم الذي تترجم فيه "مليشيا البيشمركة" انها على قدر المسؤولية وان اقتطاع 17% من واردات العراق لم تذهب هدرا ولم يذهب قسما منها الى دعم "حزب العمال الكردستاني". ها هو الجيش التركي يسرح ويمرح في كردستان العراق منذ عام في وقت يمنع فيه الجيش العراقي دخول خانقين. فشمّر عن ساعديك مسعود وتقدم نحو "تحرير كردستان" كما دعوت البارحة بالقوة "تحرير كركوك"! (في الامتحان يُكرم المرء او يُهان)!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |