القرضاوي تجاوز مرحلة الخطأ فدخل مرحلة الخطيئة

 

 يحيى السماوي

 yahia.alsamawy@gmail.com

 لا أخطرَ على المجتمعات الإسلامية من وعّـاظي السـلاطين وباعـة الفتاوى والعارضين عمائمهم للإيجار.. إنهم أكثر خطرا على الشعوب من أعـدائها الخارجيين . ولعل الحملة المسـعـورة التي يقوم بها يوسف القرضاوي في تأليبه السـنـّة على الشيعـة تمثل إنموذجا لهذا الخطر الذي من شأنه قيام حرب طائفية في أكثر من بلد عربي وإسلامي لو أتيحت لها آذان صاغـية ـ وقد لا أكون مبالغا إذا قلت إن حملة القرضاوي هذه تعـني رسالة غير مباشرة لفلول تنظيم القاعدة الإرهابي وبقية التنظيمات الظلامية والتكفيرية مفادها أنْ : " أرونا جهادكم في ذبح الشيعة حيثما تصل أيديكم " كما تعني دعوة صريحة للمعتدلين من السـنـّة أن يكفـّوا عـن الإعتدال وأن يحقدوا قدر استطاعتهم على إخوتهم في الله والقرآن والقِبلة والنبي من الـشـيعة ـ بل وربما تأتي هذه الحملة المسعورة كرسالة إلى الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران ، والتي من شأنها في حال حدوثها إشعال حريق إقليمي واسع النطاق قد تصل نيرانه إلى عمامة القرضاوي نفسه .

 زعم القرضاوي في بيان وجهه مؤخرا إلى د . أحمد كمال أبو المجد ـ أمين مجلس حقوق الإنسان المصري ـ أنَّ علماء الشيعة قد اعترفوا بكونهم يقومون بحملة تـشـييع في البلدان الإسلامية دون أن يذكر إسم عالم شيعيّ واحد ممن اعترفوا له بما زعـم ـ وهو افتراء رخيص ما كان يجب صدوره من رجل دين لولا أن حقده الطائفي قد غلب سمعه وبصيرته قبل بصره ..

 يقول علماء النفس إن الإنسان غير السـويِّ ، حين يُواجَه من قِـبَـل الأسوياء بإدانة خطإ ٍ ارتكبه ، فإنه يتمادى فيصل به الأمر حدّ ارتكاب الخطيئة وليس الخطأ فحسب ... والقرضاوي الذي أخطأ قبل أسابيع حين حذر مما أسما ه بـ " الخطر الـشـيعي " فجوبـِه َ بردود استنكار من علماء السُّـنـة قبل الشيعة ، تجاوز الان مرحلة الخطأ ليدخل مرحلة الخطيئة ، كاشفا عن حقيقة كونه مُريدَ فِـتـَن ٍ وداعية إرهاب ـ على العكس تماما مما كان يتظاهر به كداعية اعتدال ٍ وحامل ٍ لرسالة التسامح والحوار ..

 هذا المحتقن طائفيا لا يصلح أن يبقى كـ " رئيس رابطة علماء الـمسـلمـيـن "...

 إنه يصلـح أن يـكـون أمـيـرا مـن أمـراء دولــة " كهوف تورا بورا " .. فلماذا لا يُلقى القبض عليه بإعتباره إرهابيا ؟ أليس التحريض على الإرهاب إرهابا ؟ إنه مجرد سؤال غير عفوي ، عسى أن تـُجيب عنه قناة الجزيرة !!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com