الديمقراطية .. (29)

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

الاسلام دين السماحة والعصر

لاتختلف ألامة قاطبة على ان الاسلام دين السماحة واليسر والتخفيف .لما ورد من نصوص كثيرة مؤكدة عليها وما رافقها من تطبيق عملي للرسول الكريم(ص) فالرسالة المحمدية جائت رحمة للدنيا باسرها قال تعالى:(وما ارسلناك الارحمة للعامين)الانبياء :  107وان مع العسر يسرقال تعالى:(فإن مع العسر يسرا*إن مع العسر يسرا) الشرح:5-6 ..والان خفف الله عنكم  حتى في حالات النفير والجهاد يسقط التكليف عن الضعاف :(ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لايجدون ماينفقون حرج..والله غفور رحيم ) التوبة :91 وبعد ان شق على المسلمين ان يغلب الواحد منهم عشرة من المشركين نزل قوله تعالى :(آلان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرين يغلبوا ما ئتين ) الانفال :66 اي واحد مقابل اثنين وقول المصطفى(ص) بشروا ولاتنفروا وان الدين متين فادخلوه برفق ..حتى رفع عقيرة النكير في وجه المتنطعين – المتشددين- بقوله(ص):( هلك المتنطعون)...ودائما التشدد والتحجر يهلك ويدمر ويكون وبالا وخروجا على القيم

كما وان الامة مجمعة على ان الاسلام دين الله الخاتم للاديان وانه للناس كافة والى قيام يوم الساعة..

 قران العقل

الذكر الحكيم (القران) كتاب هداية واعتبارودستور حياة  وناموس للبشرية لكنه كذلك كتاب حوار منطقي رائع تتجلى فيه صور الاحترام للاخر وان كان مشركا وبل وحيوانا وحتى مع اصغر مخلوق واضعفه (النملة) وفيه مناهج المعرفة واسس البحث العلمي الرصين ويزج في افاق رحيبة  من المعرفة ويحث على التفكر والتعقل ونبذ الجمود والانغلاق ويستهزأ بالتقليد والمقلدين وينعتهم بنعوت استهجان واستخفاف كثيرة ..(ومن أظلم ممن ذكر بأيات ربه فأعرض عنها ونسى ماقدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوا وفي ءاذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدواإذا أبدا) الكهف :57 و(وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القران وحده ولوا على ادبارهم نفورا) الاسراء:46

وكتاب الرسالة المحمدية (القران) يصدح ويصرح دائما وفي اكثر من مناسبة باعمال العقل والنظر العقلي والتفكر في ملكوت الله وان لايكون الانسان اعمى وقد خلقه الله بصيرا. وان يجتنب التقليد والاتباع الاعمى للاسلاف من دون بصيرة وعلم حتى انه ليحذر من القول الهذر :(ولاتقفوا ماليس لك به علم )

صحيح ان القران معجزة الاهيه ولكنه ايضا معجزة عقلية و يخرج في اطاره من الذات الى دائرة الفكرة

وقد تحدى الكون ولازال يتحداه رغم كل الثورات والتطورات العلمية بان ياتوا ولو باية مثله ولازال العي والقصور والعجزمستحكم  وسيبقى الى ان يرث الله الارض ومن عليها

قران المعاجز والفتوح العلمية

اتسمت رسالات الانبياء السابقين الى اقوامهم وبلدانهم وحتى أولي العزم منهم شرائعهم لاتخرج عن نطاق عشائرهم او اقوامهم ومحددة بازمانهم وكانت معاجزهم ضمن دوائرهم في وقتها ذات طابع ملموس يتفق وظروفهم فالنبي نوح (ع) كانت الفلك ورحلته بالاجناس تاج  معجزته ..وسيدنا إبراهيم (ع) صاحب الحنيفيةلاهله ومن اتبعه وغاية معاجزه انقلاب النار بردا وسلاما ..

كماو كانت معجزة النبي موسى (ع)(العصى)التي تنقلب (ثعبانا) مرة وبها يفلق البحر

اخرى ولكنها تبقى معجزة عصره وسندا لنبوته وفائدتها وقتية لخصوص قومه وحسية محددة الزمان والمكان ..وكذلك معجزة النبي عيسى (ع)من احياء الموتى و شفاء الابرص وابصار الاعمى كانت منوطة به ومخصوصة لزمانه والمستفيد منها فقط بنو إسرائيل ... ومعاجز هؤلاء الانبياء نتلقاها ونؤمن بها تعبدا وان لم نعايشها او نلمس اثارها رغم ما احاطها ودخل فيها من قبل اتباعها من خرافات اسرائيلية او اسطورية انتهى زمنها منذ الاف السنين واصبحت لاتجدي نفعا ولاتغني ولاتسمن من جوع غير تراث مجرد يقرأ وليس لها اي وجود على الواقع او ظواهر للنفع والتأثيراو استبطان لمعرفة اواكتشاف علمي او سنن حياة ونظام حكم وتشريع قانون  ..وان للقران الفضل الكبير على الاديان بأبانة الزيف والتحريف فيها .(قل يا اهل الكتاب لاتغلوا في دينكم غير الحق )المائدة:77

واعطاء انبيائها دورهم الحقيقي وأرجع اليهم قدسيتهم .

في حين اقتضت الحكمة الالهية ن ا تكون معجزة الرسالة الخاتمة  معجزة النبي محمد (ص)  معجزه (عقليه) غاصت في اعماق الكون وقوانين الطبيعة وسبرت اغوار النفس البشرية واخبرت عن الامم السابقة وقصص الانبياء واستقرأت وحللت واستنتجت قوانين للحرب والسلام  والتعايش مع مختلف المكونات البشرية وحفلت بمناهج تربوية    واخلاقية انسانية ادبيه  منطقيه موافقة للطبيعة البشرية  تساير الزمن وتواكب التطور..وقد تضمنت مزجا من معاجز حسية مادية وقتية ولفئة معينة او جنس مخصوص للتدليل على اختراقها للناموس الطبيعي لكن في اجواء العالمية والاممية كالاسراء والمعراج وحيث تبقى  في افاقها العامة  للناس كافة والامم الى يوم الدين ..(قل ياأيها الناس إنما أنا رسول الله اليكم جميعا) الاعراف :158

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com