خفافيش الظلام تحوم حول الجبهة التركمانية

خالد قزانجي – كركوك

 kazanchi60@hotmail.com

منذ فترة طويلة تتدخل حكومة رجب طيب أردوغان في شؤون الجبهة التركمانية العراقية وتحاول جلب مؤيديها من الانتهازيين وضعفاء النفوس الذين لا يهمهم المصلحة العراقية ولا التركمانية وهمهم الوحيد هو مصالحهم الذاتية والتنفع على حساب الشعب التركماني الذي عرف ومنذ العصور الطويلة بالنزاهة والوفاء والإخلاص والدفاع عن وحدة العراق. عكس أولئك المشعوذين الذين تختارهم وزارة خارجية أردوغان من البعثيين السابقين والعملاء للأحزاب الكردية في شمال العراق حاليا. هدف حكومة أردوغان من التدخل في الشأن التركماني بات واضح لدى أبناء كركوك وبقية مناطق الرقعة الجغرافية التي يتواجد عليها التركمان منذ محاولتها الفاشلة في إزاحة الدكتور سعد الدين أركيج وتغيير مسئولي الجبهة التركمانية وجلب مؤيديها، ألا وهو إرضاء الإدارة الكردية في شمال العراق لمساعدتها في القضاء على عناصر منظمة حزب العمال الكردي المحظور والذين يأوون بأمان هناك وينفذون العمليات الإرهابية ضد القوات التركية ويكبدونها خسائر بشرية ومادية جسيمة.

فسفيري أردوغان في بغداد والموصل هما اللذان يقومان باختيار الوجوه التركمانية المقبولة لدى الإدارة الكردية وتسليمهم المناصب الرئاسية في إدارة الجبهة التركمانية وبقية مرافقها. وعلى هذا المنوال وبعد أن جلبت خارجية أردوغان العميل البعثي السابق والإدارة الكردية حاليا يلمان هاجر أوغلو ليكون مديرا للفضائية التركمانية قدمت على تغيير شامل للكادر الإداري والفني في مكتب تركيا للفضائية التركمانية واختارت اللص والعميل البعثي وأحد مخبري عدي نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين شخصيا في السابق والعميل للإدارة الكردية حاليا أيضا شمس الدين كوزه جي ليدير المكتب المذكور.

 الأول يلمان هاجر كان يعمل في السابق في نقطة عبور إبراهيم خليل ويقوم بتفتيش أمتعة المسافرين القادمين من تركيا إلى العراق وخصوصا أبناء قوميته للبحث عن الكتب والمنشورات والأشرطة والكاسيتات التركية التي كانت ممنوعة جلبها آنذاك. وبعدها اختير من ضمن العشرات المقدمين رغم فشله الاختبار ليكون مذيعا في القسم التركماني لتلفزيون كركوك لكونه من مؤيدي النظام العراقي السابق وأحد المخلصين للنظام. بعد سقوط النظام انقلب ليظهر نفسه من مناضلي التركمان وتقرب من مسئولي الجبهة التركمانية ليعطوه وظيفة في فضائيتهم التي كانت تفتقر في بداية تكوينها للعناصر الإدارية والفنية والكادر الإعلامي. وبعد ذلك بنى علاقات مع بعض العناصر  الأمنية للإدارة الكردية في كركوك الذين اختاروه عميلا للحزب الديمقراطي الكردي والذي يتزعمه مسعود البارزاني. وأخيرا تمكن من الوصول إلى رئاسة الفضائية التركمانية بعد أن كسب التأييد الكردي ونال الضوء الأخضر من سادته الجدد.

شمس الدين كوزه جي هو الأخر كان بعثيا معروفا وقبل في كلية التربية الرياضية التي كانت بالذات لا يقبل فيها غير المناوئين للنظام السابق والبعثيين من درجة رفيق وما فوق. وهو الأخر عمل في تلفزيون كركوك كمقدم لبرنامج رياضي بعد جلبه كتاب رسمي من عدي صدام حسين شخصيا الذي تقرب إليه بعد عشرات من تقاريره التي كانت يرفعها عن الطلاب التركمان أيام دراسته في الكلية. وبعدها هرب إلى تركيا وراجع مكتب شؤون اللاجئين في أنقرة ليسافر إلى بلد ثالث ولكنه فشل في أخداعهم بأنه كان مضطهدا في العراق. وتقرب من الجبهة التركمانية بعد أن حصل تأييد بعض الشخصيات التركمانية الذين عطفوا عليه وتمكن أن يعمل في إعلامها ولكنه طرد منها لتورطه  مع آخرين في سرقة 30 ألف دولار من أموال الجبهة. كان له علاقات مع العناصر الأمنية الكردية قبل سقوط النظام العراقي وكان يتردد عليهم عندما كان في اسطنبول. واليوم ورغم طرده من الجبهة التركمانية لسرقته أموالها يعود من ثان ليحل محل المناضلين الحقيقيين في مكتب أنقرة للفضائية التركمانية ويكون مديرا له.  وغير هاتين الشخصين هناك خونة وانتهازيين محسوبين على الشعب التركماني الأصيل تحاول الإدارة الكردية فرضهم على الخارجية التركية بغية تسليمهم المناصب المهمة في الجبهة التركمانية.  فبالله عليكم وكيف لا يبتعد المواطن التركماني عن الجبهة التركمانية عندما يسمع بأن جهات خارجية تتدخل في شؤونها وتجلب عناصر غير مرغوبة لإدارة مرافقها؟ أسألكم واستحلفكم بالله فإذا لم يكونوا أولئك المذكورين عملاء للإدارة الكردية في شمال العراق فكيف يتمكنوا الدخول والخروج من معبر حدود إبراهيم خليل بكل احترام وتقدير وهو في قبضة الاسايش الكردي التابع لحزب البارزاني؟ في حين الكل يعلم بأن جميع المسافرين التركمان العاديين الذين يدخلون العراق من تلك النقطة يتعرضون إلى تفتيش دقيق ويتعرضون إلى إهانات جمة. وهم ليسوا بمواطنين عاديين بل مسئولين في جهة تركمانية معارضة لنوايا الإدارة الكردية التوسعية والانفصالية، لولا إنهم عملاء لها وتحاول الإدارة الكردية تغيير كادر الجبهة بأمثالهم لكي تتمكن في المستقبل القريب تغيير سياسة الجبهة التركمانية لصالحها وتمرير مخططاتها الشوفينية والتقسيمية.

 فما دمنا نتحدث عن الحرية والديمقراطية والنزاهة في العراق الجديد ونؤكد على إننا أكثر الشرائح المؤمنة بمبادئ تلك المفردات فيجب علينا عدم السكوت على مثل هذه التدخلات المرفوضة في شئوننا والتصدي لها وفضح مرتكبيها خدمة لمصلحة شعبنا المظلوم والمحروم عن أبسط حقوقه في العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com