لماذا يهجر الأكراد شعبنا الكلدو آشوري السرياني من الموصل؟ هل لأنهم مسيحيون؟
 

 

ماهر العراقي

anbar_hur@yahoo.com

إن عملية تكريد شمال العراق بدأت منذ نشأت أول نواة لدولة كردستان المرتقب قيامها حيث أطلق إسم هه ولير وبصورة رسمية على مدينة أربيل التي تعتبر أقدم مدينة مسكونة حتى اليوم على الأطلاق فمدينة أربيل بنيت قبل أكثر من 8 آلاف عام على يد الملك الآشوري سنحاريب وأوتي إسمها من (أربع إيل) ومعناه (الآلهات الأربع) حيث كان للمدينة أربع مداخل سمي كل واحد منها بأسم أحد آلهات بلاد الرافدين.

وإستمرت هذه السياسة بأطلاق إسم (الأكراد المسيحيين) ولأول مرة على أحد أقدم شعوب العالم لطمس هويته القومية وإبرازه كطائفة دينية ولتكريس ذلك فقد أرغم العديد من الأكراد على إعتناق الدين المسيحي ومن قبل السيد نيجرفان برزاني شخصيا حيث وفي إحدى القرى الصغيرة من محافظة أربيل ، أرغم 300 كردي من أبناء تلك القرية على إقتناع المسيحية.

كلدان وآشوريي العراق رفضو ويرفضون رفضا قاطعا هذه الأساليب اللاإنسانية ولكنهم يدركون أن الغرض منها ليس الأكراد بل هم أنفسهم حيث تود القيادة الكردية أن تجعل منهم أقلية دينية تطمس هويتها القومية في طائفة جديدة تسمى بـ (الأكراد المسيحيين).

لقد كان الأتفاق المشؤوم بين قيادتي المجلس الأعلى والتحالف الكردستاني خير دليل على ذلك عندما نزل المجلس الأعلى لرغبة الأكراد بألغاء المادة 50 مما يسهل على الأكراد دمج كل من الكلدو آشوريين والأيزيديين والشبك بالقومية الكردية مقابل نزول الأكراد عند رغبة المجلس الأعلى بأستخدام أماكن العبادة والرموز الدينية في الأنتخابات المحلية المزمع القيام بها نهاية العام الجاري.

إنه عراق اليوم، عراق الأغلبية الساحقة، عراق المجلس الأعلى والتحالف اللذان يسحقان وبيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يطالب بحقوقه .

هكذا دفع ويدفع إخوتنا وأخواتنا الكلدان والآشوريين والسريان ضريبة البقاء لشعبنا العراقي الأصيل بأبهض الأثمان حيث يقتلون ويهجرون على يد عصابات البشمركة في مدينة الموصل وفي الوقت نفسه تقدم المؤسسات الكردية المساعدات الأنسانية للباقين كي يستقروا في "كردستان" التي كانت وفي الماضي القريب بلاد آشور.

تلك هي العقدة الكردية، لا وجود تاريخي للأكراد في بلاد آشور فلا بد من التخلص منهم كي لا يكون للأرض من مطالب لكننا وبصوت واحد نقول كلا وألف كلا.

هذه أرضنا ولن نتنازل عنها حتى آخر رمق من آخر طفل تقتلوه حتى وإن محوتمونا فالأرض تصرخ والتماثيل تنادي بأعلى الصوت "آشورية أنا ولست بكردية".

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com