ترجمة: امير عبد الحسين

 ameeer00kafaji@yahoo.co.uk

انتشرت الدعارة في افغانستان المحافظة منذ قيام الولايات المتحدة الامريكية بطرد طالبان عام 2001. ( صورة رويتر )

مزار الشريف : عندما عادت فاطمة الى الوطن بعد سنوات من العيش كلاجئة، كان المراهقون يتطلعون الى بلد وعدوا فيه بحياة افضل في افغانستان مابعد طالبان. وهي منذ ذلك الحين تبيع جسدها للمعيشة.

تقول فاطمة : " لم يكن عندي طريق اخر سوى الدعارة،" هذا ما اخبرت به وكالة رويتر وكانت بعمر 19عاما الإثنين، 19مايو/مايس.

 بعد عودتها من ايران، طرقت فاطمة كل باب في المدينة الشمالية لمزار الشريف، ولكن دون جدوى. وبعد ان كانت يائسة ان تتحمّل امها، واختين واخ شاب، في النهاية لم تجد خيارا اخر سوى الدعارة.

 اصبحت فاطمة الان تجوب الشوارع كل يوم، وقد ملأت وجهها - بغزارة - بكل انواع المكياج الكثيف، بحثا عن الزبائن.

" أنهض مبكرا في الصباح واتجول حول المدينة، " قالت ذلك، مرتدية الجينز الازرق الضيق، مع حجاب اسود سحب بشكل طليق فوق راسها.

تقول :" يوقفني زبائني ويوصلونني ثم نتحدث بعد ذلك عن السعر."

لم تكن فاطمة لوحدها.

ووفقا لـ ( راوا RAWA )، وهي منظمة مستقلة من النساء الافغانيات، فقد اصبحت الدعارة واسعة الانتشار في افغانستان المحافظة منذ إبعاد امريكا للطالبان عام 2001.

 في المناطق الشمالية، اكثر واكثر النساء الشابات يتجهن الى وظيفة الجنس.

حتى اخذت الدعارة الان تاخذ طابعا رسميا، بتاثير المباغي والقوادين الذين يديرون المومسات علنا في بعض المدن.

مع ذلك، فان ممارسة الجنس مع الرجال مقابل المال، تعد تهمة تحمل عقوبة الحبس من 5 الى 15 سنة، عادة ما تهتم الرشاوي بجلب انتباه الشرطة غير المرغوب بهم.

 (( الدعارة شيء موروث ))

نسرين البالغة من العمر 24 عاما، التي تعيش في المنطقة الشمالية لـ ( قندوز ) تقول بان الدعارة هو التراث الذي ورثته عن امها.

تقول : " لقد مات ابي في الحرب الاهلية، فكانت امي ارملة ولم اكن اعلم ماذا فعلتْ لتعمل".

 ثم توضح : " فيما بعد، فهمت ان امي كانت مومس. في احد الايام شجعتني على ممارسة الجنس مع رجل جاء الى بيتنا."

وتعد نسرين الان من الوجوه المالوفة في عالم الدعارة، وممارسة الجنس مع الرجال مقابل المال، واحيانا تقوم بذلك مرات عديدة في ليلة واحدة.

ثم تنهدت: " لقد اردت حقا ان اكون امراة جيدة واعيش مع زوجي، ولكن كل واحد ينظر لي الان على اني مومس ".

ونشجت (بطريقة باكية): "حياتي فاسدة".

نشطاء حقوق المراة قلقون بشان المد المتصاعد، ويلقون باللائمة مباشرة على الحكومة.

" انه بسبب الفقر، تقوم النساء بهذا العمل، اي الدعارة ". هذا ماذكره لوكالة رويترز ملالائي عثماني رئيس منظمة ( بلخ ) الذي تدافع عن حقوق المراة.

وقال : " هذا كله بسبب الفقر".

وبعد مرور ست سنوات على طرد امريكا لطالبان وتشكيل حكومة غربية الدعم، فان هناك اناس افغان مازالوا يفتقرون الى المقومات الاساسية للحياة ذاتها.

إنّ البلادَ مُعدمةُ ومتخلّفةُ جداً لدرجة ان أكثر المواطنين لايملكون تدفئة مركزيةُ أو كهرباءُ أَو ماء الاسالة.

وحسب راي مجلسِ خبراء السياسةِ الدوليِ (Senlis)، فان أكثر مِنْ 70 بالمائة مِنْ الأفغان تعد تغذيتهم سيئة على الدوام، مع أقل مِنْ ربع السكان يستطيع الوصولِ إلى الماء السليم الصالح للشربِ.

-----------------

عن : شبكة اسلام اون لاين ووكالات للانباء

العودة الى الصفحة الرئيسية