أرحموا العراقيين من اعلاناتكم و أهاناتكم  المدسوسة .... صرخة ثورة!

 

حميد الشاكر 

al_shaker@maktoob.com 

كل يوم تطالعنا مجموعة غريبة عجيبة من الاعلانات المدفوعة الثمن من قوت العراقيين في القنوات الفضائية العربية (كقناة العبرية السعودية)  الحاقدة على العراق وأهله، ومع الاسف معهم ايضا قناة العراقية الفضائية وهي تعرض من خلال هذه الاعلانات الحالة العراقية السياسية الراهنة بنوع تقشعر منه جلود العراقيين على الجملة !.

والحقيقة انا شخصيا لااعلم من هو صاحب فكرة الاعلانات السياسية في عراق اليوم، ولكنني على شبه يقين ان القائمين عليها ليسوا عراقيين وطنيين في الحقيقة، ولايرغبون في رؤية العراق مستقرة على الاطلاق، وهذا لالسبب معقد الا لأن هذه الاعلانات السياسية بفحواها ومضمونها وشكلها الظاهري  المشاهد الان من على قنوات الفضاء العالمية ماهي الا حرب اخرى على استقرار العراق واعادة لحمته الوطنية والاجتماعية من جديد، والا بربكم تعالوا معي لنأخذ جولة على مايطرح اليوم من اعلانات سياسية من على قنوات العراقية الرسمية والعربية ولنرى هل فكرة هذه الاعلانات السياسية هو في صالح اعادة لحمة العراق ووحدة العراقيين  ام بالضد من هذه الوحدة وهذا الوطن الجريح المسمى عراقا ؟.

في البداية لابد ان نشير الى ان هذه الاعلانات السياسية في الشأن العراقي المدفوعة الثمن لايوجد لها مثيل لافي الشرق ولافي الغرب، وكثيرا من دول العالم دخلت مشاكل امنية اخطر بكثير مما حصل في العراق، بل هناك من دخل حرب اهلية معلنة كالذي حصل في لبنان، وحتى وقت قريب الحرب اللبنانية الاهلية الغير معلنة قائمة، ولكن مع ذالك لانرى اي ذكر لاعلان سياسي يشير من قريب او بعيد للحرب الامنية الجارية على الارض اللبنانية، مما يدفعنا نحن العراقيون الى التساؤل : لماذا اذن العراق وحده خصصت له ميزانيات مالية مليونية من اموال الشعب العراقي لانتاج مواد اعلانية باهضة الثمن لاظهار مشاكله الامنية ونشرها على الملأ جهارا نهارا ليس بهويتها الامنية بل على اساس انها حرب اهلية بين العراقيين،  بينما جميع حروب العالم الاهلية ليس لها اي فكرة او نية في احتذاء هذه التجربة العراقية في الاعلانات السياسية ؟.

أقول اذا كانت هذه الاعلانات التي تظهر العراقيين كثيران متناطحة ليل نهار هي جيدة ومفيدة للحمة اي شعب في هذا العالم، فلماذا لانرى مثل هذه الاعلانات في مصر بين الاقباط والمسلمين وفي لبنان بين الطوائف والمتخاصمين وفي اليمن بين الحوثيين والحكومة وفي السودان بين الشمال والجنوب ودارفور اليوم، وفي السعودية بين الفئات الضالة وحكومة ال اسعود الدرعيين ..................الخ ؟. لماذا لانشاهد هذه الاعلانات السياسية مكررة في هذه البلدان التي تعرض على فضائياتها ليل نهار الاعلانات العراقية المثيرة للفتن ان كانت هذه الاعلانات جيدة لوحدة الاوطان ؟.

الجواب عن هذا السؤال هو : ان هذه الاوطان والدول تدرك ان مثل هذه الاعلانات السياسية هي مثيرة للفتن اكثر منها دافعة للوحدة الاجتماعية والسياسية لاي وطن، وعلى هذا هذه البلدان والحكومات لاترحب بفكرة اعلانات الحروب الاهلية التي تضر ولاتنفع بالحقيقة !.

اذن لماذا حكومتنا الرشيدة ترعى مثل هذا السرطان المهلك لوحدة الشعب العراقي وصورته الانسانية ؟.

هناك من يقول ان الحكومة العراقية بل جهاز الدولة بمجمله القائم اليوم ليس له علم اصلا بكيف تتم هذه الاعلانات وكيف تصرف لها الاموال من خزينة العراق، ومن هي الجهة صاحبة فكرة الاعلانات السياسية  ومن هو الذي يكتب ومن هو الذي يصور .... الخ هذه !؟.

وهناك من يقول نعم للحكومة العراقية وجهة نظر في هذه الاعلانات السياسية باعتبار انها شكلّت حرب اعلامية على المخططات الارهابية التي تستهدف تمزيق وحدة العراق الاجتماعية، ولهذا السبب تدعم الحكومة مشروع الاعلانات السياسية هذه !.

ولكن اسأل الحكومة العراقية ان كانت متبنية لهذه الرؤية حول الاعلانات السياسية المطروحة اليوم بالكثير من قنوات الفضاء العربية والعراقية ايضا : هل حكومتنا العراقية تشاطرني الرأي ان هذه الاعلانات السياسية استطاعت ان تدير معركة الشعب العراقي من كونها معركة مع الارهاب المصدّر من الخارج الى كونها حرب اهلية يمارسها العراقيون انفسهم ؟.

جوابي لحكومتنا المنتخبة : ان هذه الاعلانات السياسية المدفوعة الثمن ليس لها وظيفة اليوم الا تزييف معركة العراق مع الارهاب واعطاءها صورة معركة العراقيين فيما بينهم والبين الاخر، فهل هذا التوجه لهذه الاعلانات السياسية يعتبر في صالح قوة الشعب العراقي ام بصالح تزييف معركته واضعاف لحمته ومن ثم تبرأت الارهاب من الاجرام الممارس في العراق اليوم من اسم الارهاب على الجملة  ؟.

نعم انا وغيري يشاهد هذه الاعلانات السياسية كيف تصور الارهاب وهو يدخل من خارج العراق ويدمر ويخطط ويقتل ....الخ، لكن في المقابل ماهو الداعي لرسم الصورة في جانبها المزيف الاخر لنرسم في الاعلان السياسي صورة جماهير منقسمة الى ثلاث اقسام شيعية وكردية وسنية تخرج وهي حاملة السلاح من ثلاث طرق للحرب فيما بينهم ؟.

وهل يستطيع اقناعي او الشرح ليّ من قبل هذه المجموعات الفنية القائمة على الاخراج والانتاج لهذه الاعلانات السياسية الحقيرة تجاه العراق لماذا لم تستخدم لغات ولهجات الدول المصدّرة لهذا الارهاب للعراق كأن تكون اللهجة السعودية او الاردنية او التركية او الايرانية وتتم الترجمة، او السورية او الكوتية او المصرية ..... ليدرك المشاهد من اين ياتيه الارهاب ؟.

لماذا استخدام فقط اللهجة العراقية وحتى وان كان الاعلان يقول ان الارهاب مصدّر من الخارج، لكن تستخدم لغة اهل العراق الوطنيين فحسب ؟.

هل تريد هذه النشرات الاعلانية ان تقول للعراقيين انكم خونة وبائعي للوطن للارهاب الخارجي، ولهذا لانرى الا عراقيين من يتعاملون مع الارهاب وعراقيون من يحمل المتفجرات وعراقيون من يقبضون السمسرة وعراقيون من يبيعون ضمائرهم، مع العلم ان للمجموعات الارهابية داخل العراق تشكيلاتها المتكاملة بالتمام بلا وجود لعراقي بينها سوى الصداميين بالطبع   ؟!.

نعم ياحومتنا العراقية ان هذه الاعلانات السياسية العراقية التي تنشر في وسائل الاعلام العربي والعراقي تعطي انطباع قوي بان المعركة اليوم في العراق ليست بين الشعب والدولة العراقية وبين الارهاب، وانما هي بين العراقيين انفسهم مع دولتهم المنتخبة، واعتقد ان مثل هذه الانطباعتات ليست بصالح لاالشعب العراقي ولا الدولة والحكومة العراقية ولا حتى بصالح التجربة العراقية الجديدة، وعليه ماعلى الشعب والدولة العراقية الا ملاحظة وتأمل اي اعلان من هذه الاعلانات السياسية وكأن يكون اعلام رسم خريطة العراق ووجود مجموعتين من اقبح الصور عليهم وهم يجرّون بحبل فيه عقدة مرّة لهذه الجهة والاخرى لتلك، لنفهم ان هذه الصورة وهذا الاعلان ليس له اي علاقة بالارهاب المصدّر من الخارج، وانما وظيفته تبرئت الارهاب من الاجرام وادانه العراقيين انفسهم بتدمير بلدهم، فهل هذه هي الرسالة التي تريد الحكومة والشعب العراقي ايصالها للعالم في معركتها مع هجمة الارهاب عليهم وعلى دمائهم وعلى اعراضهم ووطنهم ؟.

ثم واريد ان اختم مقالي هذا عسى ولعل ان ينتبه العراقيون لهذه الاعلانات السياسية المسيئة لوجودهم الوطني والانساني والسياسي وحتى الاخلاقي بين الشعوب والامم، ومن ثم ليطالبوا على الاقل منع او الغاء هذه الاعلانات من النشر لاسيما في الفضائية العراقية الرسمية فضلا عن العربية، اريد ان اقول : ان من نعم الله عزوجل على الانسان والشعوب هي نعمة النسيان وغض النظر عما مضى من تاريخ، ليستطيع هذا الشعب وهذا الانسان من التفكير ببداية حياة جديدة تطوي صفحة الماضي، وعلى هذا الاساس نقول ربما وفعلا حصلت مشاكل اجتماعية بين العراقيين كمخلفات لزمن الصداميين المقبور، ومخلفات حصلت بسبب تصدير دول الجوار العراقي ازماتها وارهابها للعراقين، هذا مفهوم جدا، ولكن الغير مفهوم اصلا هو : بدلا ان نساعد الشعب العراقي على نسيان مشاكله الداخلية ونسعى لطرح اعلام يمارس كيفية اعادة الروح الوطنية للعراقيين، نحن في الحكومة العراقية بالضد من ذالك نرصد الاموال الطائلة لنخرج وننتج اعلانات سياسية تطرح من على قناة العبرية السعودية ليس لها عمل اوشغل الا تذكير العراقيين ليل نهار بحربهم الاهلية التي لاتريد ان تنطفئ او تنسى ؟.

مامعنى هذا العمل ايها العراقيون ؟.

قولوا ليّ برب الحسين بن عليّ ع مامعنى ان نرفع نعمة الله في النسيان التي منحها للانسان، لندخل الشعب العراقي كل يوم في فرن ( تذكّر ) للاعلانات السياسية لتقول ويوميا للعراقيين : لاتنسى انك مازلت في حرب اهلية مشتعلة حتى هذه اللحظة، والدليل انظر عراقيون يتذابحون عراقيون يتناطحون عراقيون ينظر بعضهم للبعض الاخر على اساس انهم متباغضون .....الخ، واخيرا عراقيون لايتصالحون الا اذا قادتهم القبائل العشائرية حسب اعلان قناة العبرية السعودية !.

هل هذا يعقل ياعقلاء العراق !.

نعم من قال ان هذه الاعلانات السياسية هي الطريقة الامثل والعلمية لمداوات جراح العراقيين فيما بينهم والبين الاخر ؟.

اعتقد جازما ان وظيفة هذه الاعلانات السياسية ماهي الا ادامة الفرقة بين العراقيين، لكن بوجه ظاهره الرحمة وباطنه العذاب والجحيم للشعب العراقي !.

نعم ادعو لثورة على هذا الخبث الذي يريد ادامة محرقة العراقيين باسم اعلانات المصالحة الوطنية !.

ادعوا الحكومة لمحاسبة مالية هذه الانتاجيات التي تستنزف خزينة الدولة العراقية لاسقاط الدولة العراقية وحرق الشعب العراقي !.

ادعو الشعب لرفض هذه الاعلانات الشيطانية بطرق سلمية !.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com