|
وهل يرعوي الفاسدون في العراق؟!
في لقاء السيد رئيس الوزراء المالكي قبل يومين مع رجال الصحافة الكويتية البارزين أثار أحد الحاضرين سؤالا هاما حول مسألة الفساد المستشري في العراق. وقد أوضح السيد المالكي أن الفساد اليوم يمثل تركة ثقيلة وقاسية أنتقلت الى حكومته من كم كبير من المآسي التي تسبب بها نظام البعث المندرس.، وأن الفساد قد تقلصت حلقاته الى حد كبير. ورغم قناعتنا أن الرؤوس الفاسدة الكبيرة قد ولت وأن منجزات طيبة قد تحققت في مجال مكافحة الفساد الخطير فأن هناك الكثير من الجهد المطلوب تحقيقه لمواصلة التصدي لهذه الآفة اللعينة. علينا أولا أن لاننسى تصنيف العراق في المرتبة الثالثة من بين أسوأ دول العالم في مجال الفساد الأداري والمالي ، الأمر الذي يملي على (هيئة النزاهة العامة) و(لجنة النزاهة في مجلس النواب) ودوائر المفتش العام في الوزارات والدوائر الرقابية الأخرى واجبات هامة أخرى مضافة. وبسبب خطورة الفساد القائم حاليا ، لكونه الوجه الآخر للأرهاب الشنيع، يتعين على سائر الدوائر المعنية عدم التهاون مع من تثبت أدانته بالفساد وأن تكون العقوبات صارمة جدا ورادعة وأن تتخذ الأجراءات القانونية بشأن أسترداد كل دينار سلبته أيدي المفسدين قتلة الشعب المظلوم؛ فهل يعقل أن نرى الكثير من أبناء شعبنا العراقي الأبي يعيشون في بيوت متهالكة من الصفيح أو خيام مهترئة او احياء شعبية فقيرة عتيقة جدا في وقت تنفق فيه تلك الحيتان المجرمة ملايين الدولارات على الراقصات والحفلات الباذخة وعلى شراء الفلل الفارهة في دبي وعمان ودمشق والقاهرة وغيرها ويودعون الأموال المبيضة في مصارف الكويت ودبي وبيروت وبعض العواصم الأوربية؟! ونشعر أن الأمر لايحتاج الى الكثير من الجهد لمعرفة أولئك المفسدين الذين حولوا الأموال الى الخارج وأستثمروها ظلماوعدوانا! مطلوب أيضا سعي جدي وحقيقي من قبل وزارة الخارجية ومعها الأجهزة الأمنية المختصة في الجهات الأمنية الحكومية للأتصال بدول الجوار ومعرفة الأسماء التي كتبت بها العقارات والعمارات والمصانع وغيرها في أعقاب سقوط نظام صدام المريع ، والعمل في الوقت ذاته على تنشيط العمل بأتجاه مخاطبة الأنتربول الدولي لجلب المجرمين الذين تثبت أدانتهم بصرف النظر عن مسمياتهم ووظائفهم في الدولة. أضف الى ذلك لابد من مواصلة الحملات الأعلامية التوعوية واستثمار جهود الممثلين الوطنيين والمحطات الفضائية والصحف لبيان الدور التخريبي لمظاهر الفساد المختلفة وآثارها القاتلة على الأقتصاد العراقي وتحطيمها نفسية المواطن العراقي الأصيل المتعبة في الأصل. أما المفسدون بكل نحلهم ومللهم فلابد من فضحهم بكل الوسائل الممكنة ليكونوا عبرة لمن أعتبر. أنها معركة الحق ضد الباطل والخير ضد الشر والفضيلة ضد الرذيلة وهي كذلك التحدي الخطير القائم أمام حكومة الوحدة الوطنية التي أخذت بأيدي الناس الى شاطيء الأمان بعد أن خطط المجرمون لأشعال فتنة طائفية كبرى لن تبقي ولن تذر.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |