|
من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا! ـ الحلقة الثانية د.مؤيد الحسيني العابد مفاعلات الكيان الصهيوني والتاثيرات البيئية على المنطقة إنّ ممّا يثير الدهشة والإستهجان معاً أن تتمّ المبالغة في مكان فيه جملة من الشكوك لم تصل بها كلّ مجاميع المفتّشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذريّة الى أيّ نتيجة تؤكّد وجود برنامج نووي يستخدم للاغراض العسكرية في هذا البلد أو ذاك ، وتتمّ عملية إهمال أو تجاهل لبرنامج خصّص منذ البداية للاغراض العسكرية بل وصل الامر الى أن تظهر دلائل فعلية ونقلية ووثائقية عن البرنامج النووي المذكور بل والتطوير المستمر لهذا البرنامج من قبل تلك الدول التي تدّعي العدل والعدالة والتي نفسها تقوم برمي التهم على هذه الدولة أو تلك. والمقصود من تلك الدولة أو الدويلة هي كيان إسرائيل التي وصل بها الامر أن تهدّد الدول التي تفكّر في وضع خطط لبرنامج نووي وإن كان ضعيفاً وإن كان غير مكتمل ناهيك عن أنّ هذا البرنامج مخصّص للاغراض السلمية بالتفصيل. ارجو ان اكون مبالغاً اذا قلت ان المستقبل الذي ينتظر الناس على الارض وخاصة منطقة الشرق الاوسط تحيط به غيوم الشك والخوف، لكن الواقع يشير الى ان هناك ما يبرر هذا الخوف..يلاحظ المتخصص وغيره ان دول النادي النووي الكبرى تعتبر العامل الاساس في ايجاد التمايز وعدم العدل في التعامل مع قضية الطاقة النووية واستخداماتها السلمية كما أشرت آنفاً. ان مثل هذا التصرف او الخلل الذي نلاحظه على صعيد التعامل مع هذه القضية يهدد العالم حينما تتّخذ قوى الارهاب العالمي من هذا اللاعدل في التعامل مع هذه الحالة الى أن تقوم تلك القوى بالسعي الى إمتلاك القوة النووية بالفعل متخذة ذلك العمل حجة للتعامل غير الصحيح مع الطاقة النووية وبالتالي قد تغرق المنطقة بل العالم كله بالدم والدمار. صحيح ان دول النادي النووي الكبرى ابرمت معاهدة فيما بينها للحد من انتشار الاسلحة النووية، لكنّ هذه الدول كانت اول من خرق هذه المعاهدة عندما بدأت تغضّ النظر بسبب او بغيرسبب عن هذه الدولة او تلك في سعيها لامتلاك السلاح النووي بينما تقيم الدنيا وتقعدها اذا حاولت دولة اخرى لا تسير في فلكها ان تسعى لاصلاح الخلل في ميزان القوى بامتلاك سلاح استراتيجي ما يدفع عنها شر اولئك الراغبين بالدمار لها..ولا يخفى على احد ان امتلاك دويلة غريبة في جسم الوطن العربي والاسلامي مثل اسرائيل للسلاح النووي امر لا يدعو الى الاطمئنان، خاصّة وانّ مجانين العظمة التاريخية في اسرائيل مشهورون بمغامراتهم العسكرية التي تتعاظم يوماً بعد يوم تحت نظر وسمع الدول النووية الكبرى بل وتشجيع ومساعدة من بعض هذه الدول (كما أشرنا). وقصة اسرائيل ومحاولة امتلاكها للسلاح النووي قديمة تعود الى بداية الخمسينيات حيث سعت في البداية الى امتلاك المفاعلات النووية تحت ذريعة الاستخدام السّلمي فقط ، لكنّ الخديعة سرعان ما تكشّفت. عندما حاولت الولايات المتحدة الامريكية وهي اقرب صديق لاسرائيل في عهد جون كندي الضغط عليها لفتح منشآتها امام مفتشي وكالة الطاقة الذرية الامريكية مانعت اسرائيل طويلاً رغم العلاقة الوطيدة بينهما.( ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين تلك الدويلة ودولة مثل ليبيا سنلاحظ الفرق الكبير بين السلوكين! حيث ان دولة مثل ليبيا هي في غنى عن الكثير من الضغوط خاصة بعد تسوية اعمالها ضد الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا فيما يتعلق بقضية لوكربي هي في غنى عن هذا التنازل المهين وبهذه الطريقة التي لم تسلم ما طلب منها الى الوكالة المسؤولة انما الى الولايات المتحدة خصم الامس القريب ولسنوات بني عليها فكر الدولة التي اوجدها القذافي نفسه!!). ولم تنجح الوكالة الذرّية الامريكية في دخول هذه المنشآت عامي 1961 و 1962 . لكن التفتيش المذكور (كما يقال) كلف الرئيس الامريكي جون كندي حياته، حيث اغتيل في ظروف اريد لها ان تبقى غامضة!! ومنذ ذلك التاريخ طويت صفحة التفتيش على المنشآت النووية الاسرائيلية فيما تشتد اللهجة الامريكية تهديداً وحصاراً واحياناً حروباً على اي دولة تستشعر الخطر وتفكر بالاعتماد على نفسها واي دولة تسعى حالياً اذا لم تكن من النادي النووي او غيره- الى امتلاك المفاعلات النووية للاغراض السلمية كمجالات الكهرباء والصناعة والزراعة، مثلاً يدرج اسمها على قائمة الدول التي يجب اضعافها وافقارها الى الدرجة التي لا تستطيع معها ان تقف فيها على رجليها. ولا يختلف اثنان حول اهمية الطاقة النووية، فلو اخذنا بعض الارقام البسيطة والرسمية لاستطعنا ان ندرك هذه الحقيقة وهي معرفة اهمية هذا النوع من الطاقة الذي لاتستطيع الكثير من الدول الاستغناء عنه.فهناك مثلاً 400 مفاعل نووي يعمل في الوقت الحالي في العالم( باستثناء تلك التي تعمل بصورة سرية للخدمات العسكرية طبعاً) حيث تصل سعة هذه المفاعلات الى اكثر من 260000 ميغا واط وتنتج من كهرباء عموم العالم ما يصل الى 17% (والنسبة تزداد كلّ عام إذا ما أضفنا التوجّه الجديد لبعض الدول التي لم تكن تمتلك هذه الطاقة) حيث تغطي الكهرباء النووية للبلدان نسباً مهمة من اجمالي كهرباء هذه البلدان حيث تتراوح مابين 5%، 12% لتصل الى 65% بينما تعتبر الطاقة النووية احد المصادر الرئيسة للطاقة عموماً. لكن هل لإسرائيل هذه الحاجة الكبيرة للطاقة النووية في مجالات سلمية كالصناعة والزراعة وغيره؟ الجواب بالطبع كلّا، انطلاقاً من ارقام بسيطة للموضوع، لو عرفنا أنّ مفاعلاً واحداً يكلف بناءه اكثر من مليار دولار أمريكي بينما تصرف مبالغ اخرى تقدر بثلاثة اضعاف المبلغ السابق لإعادة معالجة النفايات المشعة والتخلص منها علاوة على الخطورة البيئية والصحية لذلك.. فلو قارنّا هذه الارقام مع اقتصاد اسرائيل وعدد نفوسها الذي لا يتجاوز أربعة ملايين لوجدنا ان الارقام مبالغ فيها. ان كان الهدف سلميا من الممكن القول ان يختلف المتخصصون وغيرهم حول استخدام الطاقة النووية في المجالات العسكرية لكن لا يختلف أولئك ما لهذه الاستخدامات من تأثيرات بيئية وصحية باتجاهاتها السلبية خاصة لو عرفنا ان التقنية النووية تقوم على مجموعة نظريات وقوانين فيزيائية وكيميائية ورياضية وغيرها. وهي نفس النظريات والقوانين ان إستخدمت فيها الطاقة النووية للاغراض العسكرية او السلمية.وان فكرة الطاقة النووية عموماً تعتمد على عملية أساسية هي عملية الانشطار النووي الذي يحدث بفعل خارجي عندما تقوم النيوترونات، تلك الجسيمات النووية عديمة الشحنة بخرق حجاب النواة- الهدف (كنواة اليورانيوم او غيره) مبتدئة عملية لن تنتهي الا بالحصول على الطاقة فتعرف هذه الدورة بدورة التفاعل النووي فتشتمل على مرحلة قصف النيوترون للهدف، تهيج الهدف( اي النواة)، شطر النواة بواسطتها، تحرر طاقة، إضافة الى تحرّر نيوترون او أكثر يسمّى بالنيوترون الثانوي لتميّزه عن الاول المعروف بالابتدائي لتعود الدورة مرة أخرى وهكذا.. لقد اثبتت التقارير المتعددة لوكالة الطاقة الذرية الدولية خلو دول الشرق الاوسط من اي نشاط نووي غير طبيعي باستثناء إسرائيل التي امتنعت لأكثر من مرّة عن فتح منشآتها النووية للتفتيش. إنّ مما يبعث على الدّهشة أنّ هذا الكيان قد إمتلك كلّ هذه الترسانة خلال فترة وجيزة وبدون أيّ ضغط سياسي أو غيره ويسعى لإمتلاك كلّ ما يمتّ للتقدم التكنولوجي النووي وبشروطه هو، لا بشروط غيره ولا يعبأ بأيّ معاهدات ولا إتّفاقات دولية في هذا الخصوص. إنّ المفاعلات الإسرائيلية وفعّالياتها المتقدّمة تهدّد المنطقة بكارثة لا يتصور الآخر حدودها، لكنّني سأسلّط بعض الضوء عليها ليقدّر القاريء الكريم مدى خطورة هذه المفاعلات في هذه المنطقة بالذات. حيث أنّ هذه الكوارث المتوقعة ستكون لتشمل دائرة لايقل قطرها عن ألف كيلو متر ولا أبالغ إذا قلت أكثر من هذا الرقم الى ضعفه. لقد إمتلكت إسرائيل قدرة غير محدودة بعد أن أصدرت قرارها بالتوجّه إلى إستخدامات التقنية النووية في (الدفاع عن نفسها) فمنذ عام 1948 حاولت وتحاول تطوير نشاطاتها ووضع خطط مرحلية لإمتلاك التكنولوجيا النووية إبتداء من مرحلة الإعتماد على خبرات بعض الدول (مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها) الى مرحلة إعداد الكوادر العلمية والفنيّة الإسرائيلية، ثم الإنفكاك من خبرة الدول الأخرى للإعتماد على كوادرها ثم مرحلة التطوير إلى الوصول إلى التجارب النووية وبالتالي وضع السلاح النووي في الطابق الإسفل(وهي مرحلة متقدمة للإستخدام الفعلي للسلاح النووي لإعداده للإطلاق!). وقد بدأت بالفعل بالدّراسات البحثيّة المتواصلة لكيفيّة إستخراج اليورانيوم من المنجم وتحويله الى إوكسيده ثم إثراؤه أو تخصيبه أي زيادة نسبة اليورانيوم 235 فيه من نسبة 0.7% الى 2% او أكثر من ذلك). وكذلك وصولاً بالمراحل الأخرى إلى إنتاج السلاح النووي، وإزالة الوقود المستهلك من المفاعل وإعادة تصنيع الوقود وخزن النفايات النووية المشعّة، حتى وصل البحث والتطبيق الى الإعتماد الكامل على أنفسهم في فصل البلوتونيوم وإنتاج الماء الثقيل ( علماً ان كميات الماء الثقيل المنتجة داخلياً لن تسد الطموحات لذلك يقومون باستيراد كميات إضافية من الخارج) فليس من الغريب ان يكون حاييم وايزمان المتخصّص في الكيمياء العضوية أول رئيس لوزراء إسرائيل. حيث قام هذا بارسال بعثات للطلبة المتفوقين الى بلدان متقدمة بالمجال النووي لتطوير خبراتهم ودراساتهم في تطبيق البحوث النووية( حصل ذلك عام 1949 اي بعد تاسيس الدولة باقل من سنة!)بينما من جهة اخرى كان العرب والمسلمون باغلب بلدانهم منشغلين بكفاحهم ضد المستعمر الاجنبي المحتل او بامور اخرى!). مفاعلات إسرائيل النووية: هناك العديد من المفاعلات والمراكز البحثية العسكرية في إسرائيل بالاضافة الى المفاعلات المتعددة الصغيرة في الجامعات التي تستخدم لاغراض الابحاث العسكرية أيضاً. إلاّ أنّ الشيء الذي يثير الكثير من التساؤلات هو لم هذا العدد الكبير للمفاعلات النووية والابحاث بهذا الاتجاه في دويلة صغيرة الحجم قليلة العدد السكاني؟! وهي في محيط تتوزّع فيه النفوس البشرية بشكل غير منتظم. فقسم من المدن المحيطة بهذه الدويلة تبلغ نفوسها أضعاف مضاعفة لعدد سكان مدينة تعدّ من المدن التي تسمّى بمدن الاحاطة بالمحطات النووية. وسنلاحظ ذلك من خلال تسليط الضوء على بعض المعلومات لبعض المفاعلات الاسرائيلية: اولا: مفاعل ديمونة: يقع هذا المفاعل على بعد 14 كم من مركز ديمونا البلدة الصحراوية الواقعة في صحراء النقب بالقرب من بئر السبع.تتالف المنطقة التصنيعية النووية في ديمونا من ابنية متعددة يصل عددها الى تسعة ابنية. البناءات 1,2,8,9 تصنع بشكل مباشر السلاح النووي والنووي الحراري . اما البقية فتقدم لسابقاتها الدعم الخدمي من اجهزة ثانوية ومركبات الكترونية كما يحتوي بعضها على معامل لمعالجة النفايات المشعة ذات الاشعة العالية والمحتوية على منتجات انشطار نووي فتقوم بتخزينها وتعبئتها في براميل خاصة لتخزن في مقابر جهزت لهذا الغرض علماً ان هذه المقابر او المستودعات المؤقتة مطمورة تحت الارض وقد يرشح بعضها وترتفع درجات حرارتها فتولد غازات قابلة للاشتعال خلال فترة زمنية قصيرة لتحدث كارثة في المنطقة لاتقل عن الكوارث التي شابهتها بالاساس. اما اذا حدث ما لاتحمد عقباه كالزلازل او الهزات الارضية كالتي حدثت قبل فترة قصيرة في مثلث العقبة- سيناء, فان هذه المستودعات ستتحول الى مزابل اشعاعية قاتلة لا يمكن السيطرة على اشعاعاتها باي شكل من الاشكال ومن الغازات المتوقع تسربها مثلاً الكربتون – 85 وعمره النصفي 10.72 ساعة (يسبب سرطان الدم ويهاجم كل الاعضاء) الزينون- 133 وعمره النصفي 5.25يوم (يهاجم كل الجسم ويسبب عدداً من الامراض الخطيرة).[ العمر النصفي : هو الفترة الزمنية اللازمة لهبوط النشاط الاشعاعي للنظير المشع الى النصف, فمن النظائر ما يصل عمرها النصفي الى 4.5 مليار سنة ومنها ما يصل الى اجزاء الثانية] إضافة الى النظائر الظاهرة في النفايات مثل اليورانيوم 235 و 238 والبلوتونيوم 238, 239, 240 (اعمارها النصفية تصل الى 24390 سنة كما في البلوتونيوم239 ).اما النفايات ذات الاشعاع المتباين السائلة فتوضع في اوعية خاصة كما ان هذه النفايات المشعة تحتوي على اشعاعات كاما وبيتا والنظائر المعروفة بالثقيلة مثل النبتونيوم والبلوتونيوم والامريسيوم والكوريوم وهي مواد ذات فعالية اشعاعية عالية تؤثر مباشرة بالطبيعة والكائنات عموماً بضمنها الانسان[كل هذه العناصر تتسرب في العظام فتسبب ارتخاءها وعدم استطاعتها حمل الجسم]. بعض خواص مفاعل ديمونة: 1- تتم التهدئة بالماء الثقيل الذي يتم انتاج اكبر قدر منه داخل اسرائيل نفسها( المهديء: يعمل بشكل اساسي لتقليل طاقة النيوترونات السريعة الناتجة من انشطار نوى اليورانيوم وذلك لتتم السيطرة على احداث اي تفاعل قادم وهو يحيط باليورانيوم الطبيعي المستخدم كوقود نووي بحيث اذا اصطدم النيوترون بهذا المهديء يفقده جزءاً كبيراً من سرعته( او من طاقته) وجزيئة الماء الثقيل عبارة عن اوكسيد الديتيريوم , ذرتان للهيدروجين الثقيل المعروف بالديتيريوم( نواته تحتوي على نيوترون وبروتون) وذرة اوكسجين واحدة. 2- ان الوقود المستخدم في مفاعل ديمونة , اليورانيوم الطبيعي على شكل قضبان طويلة موزعة بشكل منتظم في قلب المفاعل المذكور, ويتحول الماء الثقيل ( المهديء) من خلاله. 3- يستخدم الماء الثقيل كذلك كمبرد للتقليل من درجة الحرارة الناتجة من انشطار نوى اليورانيوم اذا ما ازدادت عن الحد المتفق عليه كي لا يحدث انفجاراً ويهدم قلب المفاعل. 4- هناك مبادل حراري يحول الماء الى بخار خلال دورة ثانوية. يطلق خلاله البخار الى الجو الخارجي( علماً ان هذا البخار يحتوي على كمية كبيرة من الاشعاع , وانه ( اي البخار) في المفاعلات الاخرى يستخدم لتدوير التوربينات لتوليد الكهرباء ولا يظهر منه الا القليل لاي سبب . 5- يعمل المفاعل كل ثمانية اشهر سنوياً ينتج 5 كغم من البلوتونيوم شهرياً. 6- يتوفر في ديمونة معمل لاعادة التصنيع , وفيها يتم فصل البلوتونيوم بالطرق الكيميائية عن وقود اليورانيوم غير المستخدم , باستخدام طريقة معروفة اسمها بيوريكس وفيها تستخدم مادة ثلاثي بوتيل الفوسفات المذاب في هيدروكربون الكيروسين كونه عاملاً لفصل المواد. 7- تنتج عن المفاعل حوالي 100 طن من النفايات المشعة سنوياً. لقد تمت مساعدة اسرائيل بواسطة دول اخرى كذلك على التنقيب عن كميات كبيرة من الفوسفات المشتملة على اليورانيوم منخفض الدرجة في صحراء النقب الغنية به. يتبع الحلقة الثالثة..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |