في ظل الطائفية والاحتلال سيبقى العراق مصدر خطر وعدوان.!


 

عصام الياسري/ رئيس جمعية

الصحفيين العرب في ألمانيا ـ سابقاً

isamalyasiri@yahoo.de

من جديد وفي ظروف غامضة أستبدل عنوان المعاهدة الأمنية الأمريكية العراقية من معاهدة طويلة الأمد إلى معاهدة مؤقتة، فيما بقي مضمونها مجهولاً لا يعرفه إلا المرتبطين مع الأمريكان بمصالح مشتركة. فمجلس النواب ومكتب الأمن القومي والأطراف المشاركة في العملية السياسية، لم يستلموا غير مسودة جس النبض للتمويه ليس إلا. لكن المشاع أن هذه المعاهدة مهما كانت أسماؤها، تبقى خطيرة على العراق ومصالح شعبه، كما ستطيل من أمد الاحتلال وجعل العراق مصدر خطر وعدوان على دول الجوار وفي المنطقة. وفي ظلها يبقى أصحاب المصالح الفئوية والطائفية من العراقيين يتناطحون من أجل البقاء في السلطة وجمع المال والجاه على حساب أمن العراق واستقلاله.


ومن جديد وفي ظروف غامضة أيضاً، قامت الإدارة الأمريكية يوم الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠٠٨ بإعطاء قواتها المنتشرة في العراق الضوء الأخضر لشن غارة جوية على مواقع مدنية سورية " البوكمال - دير الزور" راح ضحيتها العديد من الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء. بعلم وموافقة الحكومة العراقية التي تنوي توقيع الاتفاقية وبموجبها ستشرعن العدوان على الأشقاء والجيران من الأراضي العراقية. بيد أن أكثر من مليون ومائتي ألف إنسان عراقي قد قتل منذ غزو العراق عام ٢٠٠٣ وإن أكثر من ٨٠٠ ألف منهم راحوا على يد منظمات وعناصر إرهابية، أو عراقيين منتسبين للجيش والشرطة والأمن وميليشيات الأحزاب الحاكمة وبشكل خاص منظمة بدر والبيشمركة الكردية، نتيجة التعذيب وسوء المعاملة وفقدان الرعاية الصحية. إلى ذلك فإن قوات الاحتلال لازالت تمارس اضطهاد العراقيين وتعذيبهم وإذلالهم حد الاغتصاب وممارسة الجنس بالقوة تحت الترهيب بالكلاب دون أي رادع يذكر.

إن العدوان الأمريكي الأخير غير المبرر على سوريا، الدولة ذات السيادة والعضو في منظمات دولية وعربية كالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ليشكل واحداً من أخطر أنواع الإرهاب الذي تمارسه دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية التي طالما تتبجح بمحاربة الإرهاب واحترام مبادئ العدالة والحرية والديمقراطية. كما يشكل رد فعل لحجب حقيقة المأزق السياسي الذي تعاني منه الإدارة الأمريكية عن الرأي العام الأمريكي، في محاولة للحد من تراجع مكانة الجمهوريين في الانتخابات القادمة والتخفيف من أزمة الثقة بسبب رفض العراقيين للاتفاقية وعدم رضاهم للتوقيع عليها.

إن إدارة الاحتلال الأمريكي في العراق تؤكد في سابقة خطيرة بشكل واضح وبالملموس المادي، أنها مستعدة للقيام بما تتيحه لها الاتفاقية الأمنية التي تعمل على توقيعها مع الحكومة العراقية، وها هي تستهدف أحد جيران العراق وتقوم باختراق سيادة الأجواء والأراضي السورية دون أي مسوغ.

إن هذا العدوان هو انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية وعلى المنظمات العربية والدولية إدانته واتخاذ مواقف واضحة منه ووضع حد لسياسة استخدام القوة والهيمنة الأمريكية، حفاظا على أرواح المواطنين الأبرياء وعلى السلم والأمن الدوليين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com