موسى ابن جعفر الكاظم الإمام الشهيد  .. النموذج الأول
 

مروة العميدي

meme_babylon@yahoo.com

سلام من الحسين في كربلاء لجثمانك الطاهر

سلام من أبي الفضل العباس لعترتك الزكية

سلام لمن دفن في أرضك وشرب من ماءك

بابي أنت وأمي

سلام عليك مولاي وابن مولاي

ما اشتدت بك الأرض

وما انحرفت بك السواعد

الإمام موسى ابن جعفر في سطور

يعتبر الإمام موسى ابن جعفر الملقب بالإمام الكاظم سليل الحق وينبوع العزة والكرامة  والعمود الفقري للرسالة الإسلامية والشوكة التي لطالما سلطت قوتها على أرباب الظلم والظالمين  الشوكة التي ما انبرحت عن النداء بالحق والشخصية التي قدمت أسمى آيات التضحية والفداء من اجل الحق وإعلاء كلمة الحق فوق كل شيء  وتحتفظ مدينة بغداد اليوم ومدينة الكاظمية بصورة خاصة بجثمان الإمام الشريف  والذي جعل هذه المدينة أحد أشهر المدن البغدادية  التي يرتادها الناس من كل حدب وصوب تبركا باسم الإمام وفداء لبطولته وعزته ودفاعه عن الحق ويعتبر ضريح الإمام الكاظم احد أجمل الأضرحة وأزكاها عطرا  كما هي أضرحة أل بيته الأطهار  ووجود ضريح الإمام الكاظم في مدينة الكاظمية ساهم مساهمة فعالة في التأثير على السياحة الدينية في العراق  كما ويحتفظ العراق بجثمان الطاهرة والشريفة لسيف الحق الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه و مصباحي الهدى وسيدي شباب أهل الجنة سيدنا ومولانا الحسين والعباس عليهما السلام إضافة للإمامين العسكريين في سامراء وثلة مباركة من أهل البيت عليهم أفضل السلام ويعتبر الامام السابع من أهل البيت الذين بشر بهم الرسول بقولة,, تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابدا " ويقال انه ولد في مدينة الإيواء قرب المدينة المنورة سنة 128 هجرية وتعتبر حياته مثالا على التضحية والقوة والتماسك فرغم ما مر به الإمام من الإحداث الجسام ظل قويا صامدا صبورا على المحن والمشاق ولم تثنه الدنيا والظلم الذي كان يسيطر على العقول عن الله وعن ذكر الله فقد ظل صامدا عابدا راكعا ساجدا إلى الله سائرا على منهج رسوله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم لاقى الإمام ما لاقاه من طغاة العصر من التنكيل والاضطهاد والسجن القاسي الذي اخذ منه حفنه من السنين والخطوب ولم تظهر علية أي علامات جزع أو الملل فهذا مثالا علينا إن نقتدي به ونسير على منهجه ونضحي من اجل إعلاء كلمة الله فوق كل شيء  ولما رأى هارون الرشيد تمسك الإمام بالدين وحبه للرسول وال البيت العظام فقد صوابه وأدهش كثيرا وما كان له سوى إن يقول ,,, إنه من رهبان بني هاشم).

ولما اعتقل في بيت ألسندي كان لمنهجه المعتدل وقفه جليه تجسدت في اعتناق شقيقة ألسندي الإسلام وقرارها بان تتولى الامامه ومن اثأر الإمام على البيت الذي سجن فيه إن أصبح لسندي حفيد اعتبر من اشعر العلماء في عصره انه لشرف لنا ان نطلع على السيرة التي تثير المشاعر وتحرك القلوب فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا. وكوكب من الأمل يجوب الأرض بلفحات الحق والإيمان كان الإمام من أكرم الناس وأكثرهم سخاء وكان عونا للناس عند الضيق ولقد قام الإمام موسى (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى (عليه السلام) من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته ويضاف لنزعاته وشخصيته الإنسانية إن يقابل الاساءه بالإحسان والذنب بالمغفرة سائرا على منهج جده رسول الله ورغم مامر به من قبل طغاة عصرة كان صبورا على الظلم كاتما لغيضه يقضي النهار صائما والليل قائما فكان بحق أعظم الناس عبادة، وأكثرهم طاعة لله، حتى أصبح له ثفنات كثفنات البعير من كثرة السجود، كما كانت لجده الإمام السجاد من قبل فلقب بذي الثفنات، وقد أدلى الفضل بن الربيع بحديث له عن عبادته (عليه السلام) حينما كان سجيناً في داره. قال المأمون وكان متعجّباً من إكبار أبيه لموسى بن جعفر وتقديره له قال: كنت أجرأ وُلد أبي عليه فقلت لابي يا أمير المؤمنين، من هذا الرجل الذي أعظمته وأجللته، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجلس، وجلست دونه؟ ثمّ أمرتنا بأخذ الرّكاب له؟ قال: هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلقه وخليفته على عباده، فقلت: يا أمير المؤمنين، أوليست هذه الصّفات كلّها لك وفيك؟
فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر، وموسى بن جعفر إمام حقّ، والله يا بُني إنّه لأحقّ بمقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منّي ومن الخلق جميعاً، والله لو نازعتني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه عيناك، فإنّ الملك عقيم) .

ظلمات السجون

وقد كان للإمام هدفه الاسمي وهو شجب سياسة هارون الرشيد وعدم الاعتراف به وبشرعيته وظل صامدا على موقفة الأول حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ولم يجامل على حساب الحق ولو جامل هارون وطغاة هارون لأكرموه وأغدقوا علية الهدايا من كل حدب وصوب بل كان هارون يأمر بتغير مكان السجن للإمام لأنه لا يلبث فتره إلا وعشقه كل من في السجن وتبركوا من بركاته وساروا على منهجه الشريف

إذن السؤال المطروح هنا لماذا كان الإمام صابرا عابدا قائما إلى الله رغم كل الأعاصير التي هبت عليه وعلى قومه؟؟؟ الجواب وبكل بساطة الإيمان من الأعماق الذي يسمو بالنفس البشرية عن كل شيء وعن ملذات الدنيا جميعها واستقبال أمر الله بنفس راضيه مرضيه

انه كان يملك طاقات هائلة من العلم، ومخزوناً فكرياً غنياً جداً بمختلف المعارف. يقصده العلماء والرواة من كل حدب وصوب لينهلوا من نير علمه، وكان لا يفتي بحادثة إلا بادروا إلى تسجيلها وتدوينها، فرووا عنه مختلف العلوم والأبحاث، وبصورة خاصة فيما يتعلّق بالتشريع الإسلامي.

وما يجدر ذكره ما قام به الإمام الكاظم ع بعد أبيه الإمام الصادق ع من إدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأوّل معهد تخرجت منه كوكبة من كبار العلماء، في طليعتهم أئمة المذاهب الإسلامية. فالإمام الشافعي يعتقد أن حبهم وسلوك منهجهم العدل.. وهم حبل الله المتين الذي ينير الطريق للمتمسك بهم إلى رضوان الله عز وجل وهو يرجو أن يظفره حبهم فقال:

آل النـبـي ذريـعـتي وهـم إلـيه وسـيـلتي

أرجـو بـهـم أعـطـى غداً بـيـدي اليـمـين صحيفتي

كان الإمام موسى الكاظم في حياته ملجأ لعموم المسلمين، كما كان كذلك بعد موته حصناً منيعاً لمن استجار به من عموم المسلمين، لأن الله سبحانه وتعالى منحه حوائج المسلمين المستجيرين بضريحه الطاهر في بغداد.

لقد بقي الإمام يمارس دوره الريادي، فكريا واجتماعيا، في دعوته إلى التمسك المبدئي الراسخ بالاسلام والتمسك بثوابت الإسلام وهدي القرآن، وأنوار الرحمن حتى آخر حياته الشريفة التي عانى فيها ما عاناه من عذاب السجن والتضييق والتنكيل بالقيود.. لقد مكث الإمام زمنا طويلا في سجن هارون، وقد هدَ السجن صحته وأذاب جسمه حتى أصبح، حين يسجد لربه، كالثوب المطروح على الأرض، فيدخل عليه رسول الزعامة فيقول: إن الخليفة يتعذر إليك ويأمر بإطلاق سراحك على أن تزوره وتعتذر إليه.. أو تطلب رضاه.. فيشمخ الإمام وهو يجيب بالنفي بكل صراحة، لا لشيء، إلا لكي لا يحقق للزعامة هدفها في أن يبارك الإمام (عليه السلام) خطها.. وهذا ما يبدو واضحا من خلال كلمات الرسالة التي أرسلها لهارون وهو لا يزال في السجن ، جاء فيها: انه لن ينقضي عنك يوم من الرخاء حتى تفنى جميعا إلى يوم ليس له انقضاء.. وهناك يخسر المبطلون. بعد ذلك، وبفترة قصيرة، كانت شهادته في حبسه بواسطة ألسندي بن شاهك (أمير السجن العباسي)، في يوم 25 من شهر رجب من سنة 183 للهجرة. وكان موقف الإمام شبيها بمواقف إل بيته الأطهار شبيها باستشهاد الحسين وكفوف العباس التي قطعتها أوصال الكفر البالي شبيها بمعاناة زينب وسباياها إلا لعن الله قاتليكم وأذاقهم العذاب والهوان

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com