|
(عمرو) والسفاح
ويصا البنا عشت حياة مليئة بالهموم شأني شأن أي مواطن بسيط يعيش في هذا البلد تزوجت وكنت أتمنى من الله أن يرزقني طفل لكي يملاء حياتنا بالبهجة والسرور كنت وزوجتي نحلم بذلك اليوم ولكنة طال كثيرا والأمر الذي كان يعذبني هو دموع زوجتي العزيزة الدموع المكتومة التي كانت تملاء عينيها عندما ترى أم تحتضن طفل لم يكن تأخر الإنجاب لعيب طبي في كلينا ولكنها كانت إرادة الله وسلمنا الأمر لله وعشنا حياتنا طبيعية الى أن رجعت ذات يوما إلى المنزل لأجد زوجتي سعيدة مرحة مبتهجة على غير العادة فسألتها عن السبب فقالت لي أنها حامل وها نحن ننتظر قدوم طفل لا استطيع أن اصف مشاعري في هذا الوقت فقد كنت أبكى واضحك كنت كمن يمتلك العالم كله ومرت الأيام سريعة ليأتي ابننا عمرو إلى الحياة يأتي ليملاء حياتنا سعادة وحب فقد جعل للحياة أمل فقد اخذ ابني الرضيع حيز كبير من تفكيري واهتماماتي فكنت استيقظ مبكرا قبل ميعاد ذهابي إلى العمل صباحا لكي انظر إلية فهو ملاك نائم كنت انظر إلية فأجد المستقبل أفكر واخطط كيف سيكون حال ابني هل سيصبح إنسان ذو شان ؟ هل سيصبح مثلى فقيرا؟ آم أنة سيصبح أفضل حال ؟ فأخذت أتدبر امورى وأوفر من قوتي لكي أؤمن له مستقبل أفضل فانا لا أريده أن يعانى مثلى من قسوة الحياة نعم سوف أكد واعمل من اجل ان يصبح إنسان ذو شأن ويكون سند لى في الحياة وبالفعل مرت ايام وسنين والتحق ابني بالصف الأول الابتدائي وأنا فخورا به أرى فيه المستقبل اعلمه الحياة ومعاملة الناس اعلمه عدم الظلم اغرس فيه المحبة للجميع اغرس فيه حب الوطن والأمل كنت انتظره بعد أن ينتهي من يومه الدراسي لنجلس ونتحدث وأحيانا نلهو معا ولما لا فانا أحبة حبا لم يحبه أبا لابن من قبل ومرت السنين هادئة إلى أن أصبح عمرة إحدى عشرة عاما وكنت انتظره ذات يوما ولكنة قد تأخر ولم يأتي فدب القلق في صدري ولكن والدته قالت لى لا تقلق ربما ذهب مع احد أصدقائه فقلت لها ان فلبى مقبوض وهنا دق جرس الباب وذهبت زوجتي لتفتح أما أنا ففكرت أن أعنفه على التأخير حتى لا يكررها مرة أخرى ولكن لم يكن عمرو ابني بل احد أصدقائه الذي بادرنا قبل أن نسأله الحقوا عمرو في المستشفى فلم أدرى بنفسي إلا وأنا فى الشارع أهرول إلى المستشفى والأفكار تملاء راسي والظنون ما عسى أن يكون حل بابني لا أدرى كم من الوقت استغرقت حتى وصلت إلى المستشفى ولا أدرى كيف وصلت كل ما أدرية أنى كنت اسأل كل من يقابلني فين ابني أين عمرو إلى أن دلوني على غرفته فدخلت مسرعا لكي أخذة فى حضني وانزع الخوف والشعور بالوحدة الذي بداخلة ولكنى وجدت ابني ملقى على ظهره شاحب اللون لا يتنفس ولا يتحرك فاقتربت منه أكلمة احتضنه فلم يبادرني الحضن ولا السلام فقد مات ابني وماتت الحياة كلها معه يا الهي ماذا حدث من سلبني الحياة من قتل ابني هل هي حادثة سيارة آم قطار ماذا حدث لك يا فلذة كبدي لم اعد أرى شيء ولا عدت مدرك لما يحدث حولي فقط مر أمام عيني شريط من الذكريات كل موقف كل همسة كل قبلة كل شيء كل شيء جمعني وابني مرت حياتي معه بكل تفاصيلها امامى فى توان معدودة لم اهتم بسقوط والدته مغشيا عليها من هول الصدمة ولم يكن فى ذهني شيء سوى أن اعرف من سلب ابني الحياة من قتل الطفولة من نزع فرحة قلبي ونور عيني فأخذت اسأل من قتل ابني؟ اخبروني من قتل حياتي؟ إلى أن اخبرني احدهم أن مدرس الفصل قتلة لأنة لم يقم بعمل الواجب المنزلي!!!!!!!!! نعم فقد انهال علية ضربا حتى فارق الحياة ياليتك يا ابني ما تعلمت ياليتك لم تولد أين كان قلبك أيها المدرس القاسي وأنت تسلبة الحياة الم ترى الرعب فى عينية الم ترى استعطافه ودموعه لك لكي تعفوا عنة لما لم ترحم دموعه؟ يا ليتنى قد مت بدلا عنك يا زهرة عمري من من اطلب دمك يا حبيبي ؟ من الذي قتل ابني هل هو المدرس 0000000ام الوزارة التي قامت بتعيين مستهترون غير مدربين للتعامل مع البشر بالواسطة والمحسوبية لماذا لم يستقيل وزير التعليم ماذا سيفعل لو كان ابنة المجني علية ؟ رحمك الله يا ابني ودمك فى عنق نظام فاسد جعل من الإنسان سلعة بدون ثمن فانا رجل مؤمن اعرف أن الله يمهل ولا بهمل إنا لله وإنا إليه راجعون ملحوظة هذه القصة من الخيال مستوحاة من مقتل الطفل الشهيد عمرو، بدر على يد مدرس الرياضيات بالإسكندرية وأتقدم بخالص العزاء لأسرة الشهيد الطفل عمرو، بدر طالبا من الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان وللفقيد الرحمة
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |