لن يبقى في العراق فقير .. مع زعيم الشعب الخالد عبد الكريم قاسم
 

مروة العميدي

meme_babylon@yahoo.com

ينقسم العراقيون بوصفهم الرئيس السابق عبد الكريم قاسم فمنهم من يعتبره من الشخصيات التي حكمة العراق بعدالة وشفافية وبنزاهة قل نظيرها

ومنهم من يعتبره دخيل على السلطة ولم يسمح لأحد التدخل بأمور السلطة بل نصب نفسه حاكما عليها ويعتبر هذا الانقسام أمر طبيعي لأننا لم نلاحظ أي دولة تخلو من المعارضة والمعارضين

هذا وتعتبر شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم من أهم الشخصيات السياسية التي مسكت دفة الحكم في العراق وكانت من أهم الشخصيات التي تمتلك حنكة سياسية وكاريزما سياسية وثقافة سياسية بحتة ومن الشخصيات التي تفاعلت مع الشارع العراقي وطالبة بحقوقه وكان عنصر فعال في الذود عن العراقيين والدفاع عن حقوقهم

وهناك العديد من المواقف التي سجلت في أذهان العراقيين إبان حكم الزعيم عبد الكريم قاسم

وكانت هذه المواقف هي المحرك الأول والدافع الأكبر للجماهير العراقية للالتفاف حول قيادة الزعيم الراحل ,وكانت وراء التفاعل والتأييد العفوي الصادق الذي تكنه الجماهير للمرحوم عبد الكريم قاسم ، فإضافة إلى موقفه الثابت من مناصرة الطبقة الفقيرة ، ومنح الحريات في العمل السياسي والصحافة وإطلاق سراح المسجونين السياسيين والسماح بعودة المنفيين وفي مقدمتهم ملا مصطفى البارزاني والبارزانيين المرافقين له من الاتحاد السوفيتي

ومن أهم انجازاته على الصعيد الجماهيري شروعه ببناء المساكن للطبقات الفلاحية الفقيرة التي هاجرت إلى بغداد ومن بينها قرية (الثورة) شرق بغداد والتي سميت لاحقاً (مدينة صدام ثم مدينة الصدر). واخرج الناس من الصرائف التي كانوا يسكنوها خاصة أولئك الذي نزحوا من الريف إلى المدينة

هذا وتبنى الزعيم قاسم المشاريع الصناعية والمشاريع الزراعية والدعوة الى تأميم الأراضي الزراعية وتوزيعها على الفلاحين وساهم مساهمة فعالة في رفع المستوى ألمعاشي للشعب العراقي واهتم بالعلم والتعليم ونادى به في العديد من الخطابات الموجه الى الشارع العراقي كما دعى إلى تحرير المرأة من الظلم والاضطهاد وسن القوانين التي تضمن للمرأة حقوقها الى جانب الرجل ومشاركة الرجل في حياته وساهم مساهمة فعالة في تحرير بغداد وتوحيد العملة العراقية واصدر القانون رقم80 والقانون 30 الخاص بالمادة النفطية والاستكشافات والاستثمار في هذا المجال واهتم قاسم بالمستشفيات والمستوى الصحي ومازالت ذاكرة أجدادنا عامرة تتحدث بحرقة عن تلك الأيام التي شعروا فيها بالاطمئنان رغم القلق والمشاكل والاضطرابات التي حدثت إبان حكم قاسم ولكن مازالت جداتنا تحتفظ بالأواني التي رسمه عليها صور الزعيم قاسم وبالأواني التي نقشت عليها أحرف اسم الزعيم ومازالت ذكرى الزعيم تشكل حزن كبير وشهقة لهفة لتلك الأيام

. كان موقفه الثابت من الهوية العراقية ، فالرجل مع كل ما يحسب له او عليه كان مناصراً أميناً وثابتاً للانتماء العراقي والهوية العراقية ،,وكان رجلاً مهيباً وعسكرياً محترفاً حريصاً على تأدية واجباته لخدمة الشعب والوطن، وعرف بشجاعته ونزاهته وسلوكه القويم وقد شهد له أعداؤه بذلك، ، وكان يحب الهدوء ويهتم بالأناقة والنظافة، وعندما تولى زعامة العراق رفض بشدة أن يتحدث باسمه أي فرد من أفراد عائلته، وباختصار كان إنساناً وزعيماً عاش بعيداً عن الترف والثروة ومع ذلك أصدر الانقلابيون الذين أطاحوا بنظام حكمه قراراً بمصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة وتشكلت لجنة لحصر أمواله لكنها لم تجد شيئاً يذكر. وكان هذا الموقف على وجه الخصوص يغيض القوى القومية ويثير حفيظتها منها أحزاب سياسية كحزب البعث والضباط الأحرار من العسكريين الذي شاركوه بثورة 14 تموز ، الى درجة وصل الأمر بهؤلاء إلى تدبير عدة محاولات انقلابية للقضاء عليه .

ويعتبر من أكثر الشخصيات التي حكمت العراق إثارةً للجدل حيث عرف بعدم فسحه المجال للآخرين بالإسهام معه بالحكم واتهم من قبل خصومه السياسيين بالتفرد بالحكم حيث كان يسميه المقربون منه وفي وسائل إعلامه "الزعيم الأوحد"

هذا وسلك البعثيون وقوى قومية أخرى شتى الطرق . لقد كانت محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم واحدة منها .
وفي مساء 7 / 10 / 1959 انهالت مجموعة مسلحة على سيارة الزعيم في منطقة رأس القرية وابل من نار الرشاشات والرمانات اثناء مرورها في شارع الرشيد في طريقها من وزارة الدفاع إلى حفل الاستقبال في دار البعثة الدبلوماسية لألمانيا الشرقية في الباب الشرقي ، قتل السائق وأصيب عبد الكريم قاسم في كتفه الأيسر . اشترك في هذه المحاولة ستة أشخاص أصائل في العملية وهم أياد سعيد ثابت وخالد علي الصالح واحمد طه العزوز وسليم عيسى الزيبق وعبد الحميد مرعي وسمير عزيز النجم وعبد الوهاب الغريري . أما الأعضاء المساندين لهم فهم كل من صدام حسين التكريتي وعبد الكريم الشيخلي وحاتم العزاوي وقد اصيب الأولان بجروح واستطاعا الهروب الى سورية .

ولكن هذه المحاولة اللعينة فشلة وانجر المنفذون كقطيع الغنم في يوم 8 شباط وصل عبد السلام عارف الى كتيبة الدبابات في ابو غريب وانضم الى العقيد احمد حسن البكر واستقل كلاهما دبابة وضعها تحت تصرفهما امر الكتيبة خالد مكي الهاشمي ، فعادت بهما الى بغداد وتوجها إلى دار الإذاعة وكان ضباط من حرس الإذاعة مشاركين بالمؤامرة، فسيطروا على الإذاعة وأبنيتها واجهزتها الأذاعية .

اغتيل قائد القوة الجوية جلال الأوقاتي حسب الخطة وهذه اللحظة اعتبرت ساعة الصفر ، وفي هذه الأثناء قصفت مدرجات معسكر الرشيد لمنع الطيارين الموالين لعبد الكريم قاسم من الطيران .

هذا وتوجهت الدبابات الانقلابية التي طوقت وزارة الدفاع المتحصنة وكانت هذه الدبابات بدأت تحصد بحشود المدافعين والتي دعاها الحزب الشيوعي للدفاع عن قيادة عبد الكريم قاسم .

,و بدأت معركة;كبيرة من مقر الزعيم في وزارة الدفاع وفي هذه الأثناء أسقطت إحدى الطائرات المغيرة على تحصينات عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع .

سلم عبد الكريم قاسم نفسه وكذلك فعل الضباط الذين اختاروا البقاء معه . اقتيد هو والمهداوي وطه وكنعان إلى أستوديو التلفزيون ، وبلغوا بقرار المجلس الوطني لقيادة الثورة بإعدامهم رمياً بالرصاص واعتبرت المناقشة بينهم بمثابة محاكمة وبهمجية وشراسة تم الاستيلاء على الحكم في العراق وحدث ماحدث طوال سنين عديدة مضت ولكن التاريخ يبقى تاريخ والجيد يبقى مخزون في حلبات الذاكرة والردئ لا يجد من يذكره ويذكر أمجادة التي نخجل من عدها وتعدادها وهذه دعوة صادقة لكل الشخصيات السياسية إن تقدم للشعب العراقي كما قدم عبد الكريم قاسم وان تنتهي أزمة خزين المال في الدول الأوربية والولايات المتحدة والدول المجاورة وان تضع النقاط على الحروف وان تسلك سلوك الإبطال الذين لم يجمع رفاتهم شبرا من ارض العراق التي تغمدت دمائهم الشريفة ولم تكن لطائفية والقومجية والعنصرية ولتشيد القصور وبناء المتاحف ورفع الرايات لم يكن هناك تماثيل مجدت الزعيم الشهيد بل كانت هناك قلوب نضيفه مجدت التاريخ المشرق ولم يتبقى اليوم سوى بعض الذكريات والصور والبزة العسكرية والراديو الشهير الذي كان معه في حالة وترحالة وعن مكافأته بعد الوفاة مبلغ حقير يبخس هيبة الزعيم الشهيد مبلغ الف دولار تكرموا بها سياسينا على عائلة الزعيم كل شهر فهل هذا من العدالة؟؟

قد يقال الكثير عن هذه الشخصيات فمنهم من يجلهم ويعتبرهم أنموذجا نفتخر به ومنهم من ينتقد هذه السياسة قطعيا ولكن السؤال المطروح هل اهتم احد الساسة والسياسيون بالشعب العراقي كما فعل الزعيم قاسم؟

هل هناك ثقة لشعب العراقي بالشخصيات السياسية ؟؟

وهل تستطيع هذه الشخصيات ان تنافس شعبية عبد الكريم التي تزداد يوما بعد يوم ؟؟؟

هل سوف يحكمنا من أكل من خبزنا وشرب من ماؤنا ام الذين قضوا خارج العراق ودخلوا البلاد امنين مؤمنين؟؟؟؟

هل مازال حكامنا يعترفون بالهوية العراقية أم طمست الهوية باليد الأمريكية؟؟؟؟

أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة ولكن لا جواب كفيل إن يضع النقاط على الحروف

وما عسانا إن نقول بعد إن اختلط البياض بالسواد ونطقت حروف ألجواهري دون تعداد

نامي جياع الشعب نامي***حرستك آلهة الطعامِ

ئامي فان لم تشبعي من يقظة فمن المنامِ

نامي تزرك عرائس الأحلام **في حلك الظلامِ

نامي على زبد الوعود***يداف في عسل الكلامِ

تتنوري قرص الرغيف ***كدورة البدر التمامِ

وتري زرائبك الفساح***مبلطات بالرخامِ.

المراجع....

الأحزاب السياسية في العراق السرية والعلنية . د. هادي حسن عليوي . دار رياض الريس للنشر/ بيروت

الجيش والدولة في العراق. سامح رشيد القبج

من هو عبد الكريم قاسم . ريــاض الحسيني

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com