العراق الذي لم يحبهُ الله

 

نبيل البصری

homehuose@yahoo.com.au

ما يقوله الكثيرين عن العراق من ان الله قد احبه وبسبب ذلك الحب انعم عليه بشتى انواع العطايا و الخير الزاخرالذي لاينضب ! نعم ومن الممکن ان یکون ذلك فالعراق كما يعرفه الجميع ، يتمتع بالموارد الطبيعيه وغير الطبيعيه مما يجعلنا لا نبخسه حقه اذ قلنا انه بمقدمة الدول المنتجه , ولو كان قد تربع على عرشه حاكم شريف وشعب غير غوغائي فأن خيراته التي منحها الله أياه قادره على جعله دائماً بالمقدمه اضافةً الى أرثه الحضاري الذي جعل من كل حضارات الدنيا لم تسبقه بل بعده متاخرة بقرون فعندما تكون كل هذه العوامل متوفره في العراق نستطيع ان نتقبل فكرة حب الله للعراق .

أما اذا لم نجدها حاضره كما نراها اليوم كقرص الشمس وضوحاً وهي بالتاكيد غير كذلك ،

فأننا لا نعتقد أن هذه هي الحقيقه بل الحقيقه هي ان الله قد منح العراق هذه الخيرات كي يجعلهُ واهلهُ معذبين مشردين منبوذين يكره بعضهم بعضا ، منحهم هذه النعمة كي يجعل منهم ماهم عليه الان من تفكك وضياع موزعين في كل مكان حتى داخل نفوسهم لايستطيع الواحد منهم ان يجد نفسه ولايستطيع ان يحدد الى اي طريق يسلك كي ينفذ الى الخلاص الابدي من هذه الدوامة التي ساهم هو بصنعها ، فهو الذي اساء الى ما قدم آليه من خير وفير وهو نفسه الذي سعى لاهداره بيده وهو نفسه الذي قضى عليه بمرضه المزمن المتوارث عبر الارواح الشريره التي تنتسب اليه ‘ فهو نفسه الذي قتل اخاه الانسان وهونفسه الذي سلب حق اخيه الانسان وهو نفسه من نصر الظالم على المظلوم فهدر معه كل قيم الانسانية التي هي من اجلها خلق الله كل شيء ، ووهب لاجلها الخير كي تنعم هي به مع الذي يحملها من بنو الانسان وهذا مالم نجده عند الانسان الذي وهبه الله كل شيء ، واخذ منه اهم شيء وهو الحب الذي لم نجد من يحمله في عراقنا الطافح بالخير والشحيح جداً فيه الخيرين ممن احبهم الله وناوئهم وابغضهم المخلوق . فالعراق هو من صنع هذا التيه لنفسه ولساكنيه وهو من اسلم امره للاخرين من قطاع الطرق الزاحفين اليه من دون ان يسالهم عن سبب اغتصابهم له منذ الالف السنون وعن الروح المستباح من ابنائه الابرياء لم يكلف نفسه السؤال عن مضاجعته في الظلام رغم اضوائه المشعة التي تنير دروب الاخرين بل هو من كان ولايزال يدلهم كيف يسلكون تلك الدروب التي من خلالها تكتمل الجريمه في ابنائه من الابرياء ، فهل لايزال البعض يؤمن بأن الرذاذ رذاذ شتاء ام انه الصيف البخيل الذي عودنا عليه العراق (الذي احبهُ الله) .

______________________

ربي أما تثور وتجعل هذه ألاجيال مثواها قبور

وتسحقُنا جميعنا اشرافنا أخيارنا محض فجور

وتجعل الديدانُ تأكل لحمنا والأرض ياربي تدك عظامنا

فأننا لانستحق لأن نكون سوى تراباً أو صخور

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com