|
الشباب ...التغيير سمة الحياة .. (1)
هلال آل فخرالدين جاء في الذكر الحكيم :(إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى) الكهف :13 ان هؤلاء الفتية الذين خلدهم القران الكريم بالذكر من دون جموع اهاليهم والاف اقوامهم وجماهير شعبهم الا لتميزهم عن غيرهم وتفردهم عمن سواهم لصلب ارادتهم والاصرارهم على المبدأ وعدم الذوبان في محيطهم الفاسد او الانجراف وراء الاهواء الضالة والافكار المبتذلة فكانوا القمة في السمو رغم ضعفهم امام سطوة الامبراطورية وقلة عددهم في مقابل حشود امتهم فكانوا معجزة واية الاهية للناس وقدوة لكل من يطمح الى الفضيلة والسعادة الابدية والتمرد على الواقع الفاسد ونشد التغيير للصلاح والاصلاح والصلابة في العقيدة ان قراءة اولية لتاريخنا المجيد وبالخصوص لرسالة الاسلام الانسانية العالمية نلاحظ ان قائد ثورة التغيير العالمية العظمى كان من خيرة الشباب الواعي النافر من عادات واعراف قومه المنافية للفطرة السليمة والبعيدة عن روح القيم ذاك هو الحبيب المصطفى(ص) حيث استغرق مدة طويلة في التفكير الحركي البناء لانقاذ الامة من براثن العبودية بكل صورها واخراجها من ظلمات الجاهلية الى رحاب التوحيد وافاق العلم وسموالاخلاق والتسامح والمحبة ولم تزده مجابهات قومه لمشروعه التغييرى الا صمودا واصرارا بمواصلة دعوة الخير والسلام والتطور ... واستجاب له وشد ازره وساعده ثلة مؤمنة صالحة من الشباب المصمم على التغير بدأ من سيد الفتيان الامام علي ابن ابي طالب صاحب الواء المنصور وخازن الحكمة وباب العلوم وناشر العدل وباسط قيم التسامح ..ومصعب بن عمير المنفلت من ترف اهله وجبروتهم الى تحمل شظف العيش وحمل هموم الدعوة الجديدة الى يثرب للتبشير بها والشاب عمار بن ياسر الذي لم يزده استشهاد ابويه على ايدي زبانية الجاهلية الا عزما وطاقة حركية كبيرة في تحمل صعاب الحياة وتحويل كل سلبياتها الى ايجابيات والفتى جعفر بن ابي طالب التارك للوطن والاهل والحامل لراية الاسلام الى المهاجر الى الحبشة ولذي لم تزده الغربة الا عطاءا واندفاعا والفتى صهيب الرومي المضحي بكل شيء من اجل المبدأ والشاب الامين حذيفة بن اليمان صاحب سررسول الله(ص)..واسعد بن زرارة نقيب قومه بني امامة من الانصارالذي بايع على نصرة الثورة الاسلامية ونشر قيمها في موطنه واخيرا يؤمر النبي محمد(ص)وفي اواخر ايام حياته الشرفه الشاب اسامة بن زيد لقيادة جيش لجب فيه كبار الصحابة وشيوخ المهاجرين والانصار وما هذا الا مؤشر واضح ودلالة كبيرة على دور الشباب ومسؤلياتهم الكبرى في شغل اهم المناصب واخطرها ولقيادة المسيرة ولاستمراروسريان روح التغير في الامة للحفاظ على شبابها وروحية الحركة الفاعلة فيها ...الى غيرهم من الاسماء الامعة للصحابة الشباب الاجلاء الكرام في سماء الاسلام ..صحيح ان للشباب اندفاع وحيوية ونشاط ونزوات ماليس لغيرهم لكن المتحكمين بعنفوانهم والكابحين لنزواتهم والمسيطرين على عواطفهم والواعين لدورهم في القيادة والمتحملين لمسؤولية التغيير هم في الواقع قادة الامة واملها في التغيير والذين هم محط الامال والمثل يقول:الحمل الثقيل لاينهض به الا اهله .. ويستمر ويتصاعد دورالشباب الفعال والاساسي في النهوض بالاعباء الجسام والتضحيات العظام لدفع عجلة التقدم ورفع منار العلم ومباديء التسامح وبث قيم الاخلاق وروح التعاون والتمازج الحضاري البناء مع مختلف الامم وفي شتى الارجاء انطلاقا من(المدينة المنورة) والى الكوفة ومنها الى فارس والصين والهند وسمرقند وجورجيا وارمينيا وحتى سيبريا في روسيا ..ومن الشام الى مصر وافريقيا والصحراء الكبرى والاندلس وصقليا وحتى جبال الالب والبرانسي في اوربا... وانهم اخترقوا عباب البحار والمحيطات (بحر الظلمات) وأجابوا المعمورة من اقصاها الى اقصاها رجاء للتغيير ونشر الثقافة وسبل التحرر من العبوديات ونبذ الخرافات والاساطير والطوطميات ..والاخذ بمنطق العقل والحكمة الحسنة في الحواروالتبليغ بالتي هي احسن .. بهذه الاساليب الانسانية الرفيعة حرروا شعوبا من براثن الجهل والتطرف والهمجية الى نور العلم ورحاب المدنية ومناهج التقدم ..وحافظو على كنوز المعرفة للتراث الانساني والعلمي من (الهيلينية) الاغريقية والرومانية والفارسية والهندية والصينية ونقلوها وبثوها في الامم الاخرى وبالخصوص الى اوربا من خلال الترجمات والرحلات التجارية والبعثات الدراسية حتى استفاق الغرب من سباته وحطم اغلال التوحش وتحرر من قيود الكنيسة فكانت النهضة الاوربية وبعدها عصر التنوير والثورة الصناعية وو.. اذن فالغرب مدين للعرب والمسلمين بحضارته الراهنة ومدنيته الحاضرة وان تنكر لها ... دائما يأتي التغيير من أفكار الاجيال الجديدة ..لانها حزم من الطاقة المتفجرة تفوق طاقة الانفجار النووي التي سخرها طموح الشباب لايحده حد وارقى من سرعة الضوء اندفاعا الذي اكتشف قوانيه واسراره ولم يكتشف لحد الان مقدار تصميم الانسان ولاشدة مواصلته وعمق ابداعه .. ان المفهوم الحقيقي للتغيير الذي تقوده الاجيال الجديدة والشباب وأهميته في الحياة والمستقبل ..ومعنى التغيير ليس بالضرورة ان يأتي من أعلى ولكن من الممكن أن ياتي من أسفل ..بمعنى أن التغيير ليس بالضرورة ان يقوم به الوزير والمسئول الكبير ولكن قد ياتي به من هو اقل منهم ومن هم اكثر اهتماما بتغيير واقعهم وتحسن ظروفهم واخيرا يجب على جيلنا الصاعد ان يكون حافزا شديد الحفز في التغيير ومواصلة نهج الاجداد من حمل رسالة العلم والسلام والتسامح ونشر القيم الفاضلة والاخلاق الحميدة وان يكونوا متميزيين في سلوكهم لكي يكونوا بحق الابناء الصالحين لولئك القادة الكباروان يكونوا رسل لائمتهم وسفراء لبلدانهم ومحط اعجاب وافتخار الجميع ويحضوا دائما بقصب السبق في كل محفل علمي والفوز في كل سباق رياضي وافذاذا في كل ملتقى فكري ونجوما في كل منتدى ثقافي وان يبزوا غيرهم في اتقان الاعمال في كل معمل وورشة .. كما ويجب ان لايغتر شبابنا او ينخدع بمظاهر وصرعات العصر وان لا ينساق وراء تقليد الاخربشكل اعمى ومن المعيب التمسك بالقشوروترك الجوهر جريا وراء السراب و من دون فهم وتعقل للاخذ بالمبتذل والسخيف بعنوان الموضة ومسايرة العصرلاجل لفت الانتباه فهذا مما لايتلائم مع الذوق السليم والخلق القويم ولامن التطور بشىء بل من التبعية المقيته لهذا يكون الشباب الشرقي ملتزما بخصوصياته ومعتزا بثقافته وتراثه ويحوز الباب وكل ماهو نافع ... ليبددوا كل الاوهام ويدحضوا كل افتراء بما ينسجوه من اكاذيب ومايشوه من حقائق في الاعلام لابراز الشرقي ببعباءة التخلف و العنف والتشدد والاسراف في الشهوات والابتذال بالملاذ .. صحيح ان الفتى من قال ها انذا وليس الفتى مقال كان ابي لكن اعتزازه بالاجداد بما سطروا من الانجازات التي تخلب الالباب يعطيه زخما مضاعفا في المواصلة والمثابرة والصبروالسير على درب العلماء...حتى يكونوا بحق كمايقول المثل :(ومن يشابه اباه فما ظلم).....
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |