|
هل كراهية العرب من الاوراق الرابحة في الانتخابات الامريكية؟!
كاظم شلتاغ كنتُ استمع للمرشحان الامريكيان للانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد ايام في الولايات المتحدة ، اوباما عن الحزب الديمقراطي ومكين عن الحزب الجمهوري لاستمع وافهم وادرك كيفية الانماط الفكرية السياسية التي تقود الولايات المتحده ذات اليمين وذات الشمال ، وماهية الاوراق التي تداعب مخيلة وقلب وعقل الناخب الامريكي اليوم ، فاستمعت للبرنامج الاقتصادي جيدا لاوباما مع ادراكي ان المُنتخب الاول والاخير للفرد الامريكي هو الدولار الذي سوف ياتي طائعا لجيب العائلة والفرد الامريكي !. أما مكين الجمهوري صاحب العمر الاسطوري ، فهو في حيرة من امره ولم يترك ورقة من الارهاب او سياسة الرعب أو مداعبة مخيلة رأسماليي امريكا حول الضرائب ... الا طرقها ليرفع من منسوب تأيده المتدني جدا ، حتى ان الرجل لم يترك شاردة وواردة عن حياة اوباما الاسمر المسكين الا اتى بها ليفضحه امام الشعب الامريكي ، وحتى في علاقة صداقة كانت تجمع بينه وبين يساري في الجامعة كانت من ضمن اوراق مكين الشريف جدا لاسقاط غريمه اوباما !. ولكن الحقيقة التي لفتت نظري بشده في آخر لقاءات مكين الانتخابية هو ادلاءه بتصريح حول منافسه اوباما يتهمه مكين من خلاله بالتهمة الفضيعة في الولايات المتحدة الا وهي تهمة : صداقة الاسمر اوباما لانسان عربي من فلسطين كان يدرس معه في احد الجامعات الامريكية !!!. فصفق الجمهور بحرارة !!! عندها وبلا شعور مقصود قفز الى ذهني هذا السؤال الحيوي جدا وهو يقول : هل اصبحت الكراهية للانسان العربي احد اوراق الانتخابات الامريكية المربحة ؟. يبدو ان الجواب هو : نعم !. والا كيف لي ان افهم ذكر مكين الجمهوري لهذه الحادثة بين اوباما وصديقه العربي على اساس انها من الاوراق الممكن ان تقصف من رصيد اوباما الشعبي الامريكي العالي ؟. كما انه ماهو الشعور الذي سينتابني عندما اجد مكين المرشح الجمهوري وهو يرى ان مجرد ذكره لحالة صداقة بين اوباما المنتظر ان يكون رئيسا في المستقبل الامريكي القريب وبين انسان عربي من فلسطين كافية جدا للنيل من اصوات الناخب الامريكي على العموم ؟. انه في الواقع شيئ مؤلم جدا ان تكون الكراهية احد اوراق الانتخابات الامريكية التي لم تكن في يوم من الايام هذه الامريكه الا ستّ المحبة للخير والمؤمنه بالاه السلام !. كما انه ليس من الاشياء الجيدة ان تعطي اميركا للعالم صورة على اساس انها دولة اللاتسامح مع الاخر القومي والديني باعتبار ان اميركا ماهي الا دولة مهاجرين مختلطة !. ولكن وعلى اي حال فمفهوم ماهو توجه مكين الجمهوري وحزبه المحافظ الذي لم يقم الا على دين الكراهية للاخر والا على كيفية صناعة الحروب ولغة الموت والنظر بدونية للعالم الفقير ، ولكنّ الشيئ الغير مفهوم فعلا هو استغباء مؤسسات المجتمع المدني داخل وخارج الولايات المتحدة ولاسيما منها العربية وعدم ملاحقة مثل هذه التصريحات لمكين الجمهوري المحافظ اعلاميا او قانونيا لمقاضاته بتهمة نشر الكراهية بين البشر ؟!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |