|
الديمقراطية .. (32)
هلال آل فخرالدين الاجتهاد سنة عقلية والية حضارية الدعوة الى العقل واعماله واحترام مدركاته فقد كانت واحده من اهم مرتكزات فكرة الاجتهاد في الاسلام .ويبسط الامام محمد عبدة دورالعقل (والعقل قرين العلم وعلى المسلم ان يسبح في مملكة العلم ليمتع عقله ويسبح في بسيط الارض ليكسب رزقه . فالانسان في الاسلام لم يخلق ليقاد بالزمام بل فطر على ان يهتدي بالعلم ).. ( والمسلمون محفوزون اشد الحفز الى طلب العلم وتلمسه في كل مكان وتلقيه من ايه شفه ولسان فاذا لاقاهم عالم في اي سبيل.. هشوا له وبشوا.. وشدوا به خواصرهم وعقدوا عليه خناصرهم ولا يبالون ما تكون عقيدته اذا نفعتهم حكمته ) محمد عبده - الاعمال الكامله ح3 ص299 والاجتهاد ضد التقليد والعقل نقيض الجهل والنقل والتقليد يناقض النظر العقلي فالانسان في الاسلام ( فطر على ان يهتدي بالعلم ) كما نبه الى عدم التعلق بما كان عليه الاباء والاجداد وما توارثه عنهم الابناء ( لان السبق في الزمان ليس ايه من ايات العرفان ولاسيما لعقول على عقول ولا لاذهان على اذهان ) ثم ( وقد تم للانسان المسلم بمقتضي دينه الحقيقي امران عظيمان : استقلال الارادة واستقلال الراي والفكر) الاجتهاد والعصر
ويتابع الامام عبده مؤكدا ( وحتى في مسائل العقائد والعبادات وفي احكام الحلال والحرام وفي الاحوال الشخصيه والقضايا الحياتيه وكل ما يتنازع فيه فيجب الرجوع فيه الى كتاب الله والسنه مع ضروره الابتعاد عن التقليد واللجوء الى الاجتهاد والتجديد المستندين الى النظر العقلي واحوال العصر ومقتضياته فالاجتهاد يجب ان ينبع من حالة العصر ويعبر عنه وليس هناك اي اجتهاد يلزم المسلم في جميع العصور فمتى انقضى العصر وزالت مقتضياته زال معها ما يخصه من الاجتهاد وما رافقه من الاحكام وعلى المسلم ان يتبصر دائما في القران والسنه ويجتهد في اعماله وافكاره بما يلائم عصره الذي يعيش فيه وعليه الا يتحرج من الاختلاف بين ما يصل اليه باجتهاده وعقله وبين مايصل اليه السابقون من المسلمين ) مختارات من اعمال محمد عبده - المقدمه- ص14 الفكر الاجتهادى الشيعي وهذا الانفتاح من الامام محمد عبده على العلم وتقدير ملكةالعقل في الاستنباط ونبذ الانغلاق وترك التقليد والاخذ بالاجتهاد وتغيير الاحكام تبعا للظروف وحسب العصوروطبعا في الاعتماد على المصدرين الاساسيين الكتاب والسنه في الفتاوى والاحكام يكون قد قارب من الفقه الشيعي الامامي الذي يعمل العقل و ياخذ باالاجتهاد كضرورة من ضروريات المذهب و لم يغلق بابه ملتزما بتقليد أئمه المذهب الماضين ففقهاء الشيعة لم ياخذوا بنصية الفتاوى القديمه -لقدمها - لمراجع الشيعة السابقين مهما بلغت درجاتهم العلمية اومنزلتهم الروحيه . فهو فقه حركي عقلي متوازن يراعي روح العصر ومتطلباته ويواكب التطور البشري باستمرار من اخلال بالاصالة والثوابت . فالشيعه لاياخذون احكامهم الشرعيه وقوانين الاحوال الشخصيه الا من العلماء المجتهدين العدول وحتى المجتهد الفقهي قد يغير فتواه بين فترة واخرى وحسب الظروف ومستجدات الاحوال وما يسعفه به الدليل في الاستنباط وما يصل اليه مجهوده من جديد وما يكتشفه من حكم -لكل واقعة حكم - اي انه لايجمد على حاله واحده والتجديد والاجتهاد عمل متواصل فهو يفرض على المجدد ان يعاود اجتهاده مع كل جديد. ولعدم انغلاق باب الاجتهاد عندهم فقد بقوا دائما وباستمرار في ديناميكية متطورة مع الزمن ولم يكن لديهم انقطاع عن الاجتهاد او استمرار بقاء على التقليد والركود والانغلاق فتحدث تراكمات تغلف العقول وتعجز النفوس وتثني من اللحاق بمستجدات الاحداث وتطور الزمان . وهذا اليسر في العقيدة لن يدع فرصة للصدام والخلاف قليلا او كثيرا بين العقيدة وبين ما يستطيع الانسان ان يكشفه من سنن هذا الكون واسرار الحياة وتطورمساراتها ومستجدات الاحداث لانه متخفف من تلك الغيبيات المبهمة الموهمة ثم وليس في ا لمجال الاسلامي من تلك العوائق لحرية الانطلاق الى البحث في الكون وتسخيره له كما يقول القران الا مخلفات مما اشترك في تصوير اناس ادركو مكامن الكون والانسان ما احتمله عصرهم وقارب ثقافتهم على ما بها من افتراق طبيعي تطوري واضح عن العقلية العصرية اليوم او العقلية المتجددة في الغد القريب او الغد البعيد والاسلام يفتح باب التطور والتجديد والاجتهاد في فهم اصل الكون واصل الانسان لانه لم يتورط في كتابه الذي هو اصل اصوله في بيان شيء عن نشاه الحياة على الارض وظهور الانسان..وسوف اوضح كيف صار الفقه الامامي الشيعى رائدا في التجديد والتطور والاصلاح والسباق الى المفاهيم الحديثة (الدستور) و(الديمقراطية)و(الحكومة المقيدة بالبرلمان)و(الانتخابات)و(صناديق الاقتراع)..بينما لازالت مذاهب اسلامية كالسلفية والحنبلية والوهابية وغيرها لحد زمننا الحاضر تحرم هذه المفاهيم وغيرها لكونها في غيبوبة حقيقية عن الواقع المعاش وتسحب فتاوى بالية من القرن الثاني الهجري على الواقع المعاش مما تسبب في مشاكل حقيقية كثيرة لان الاجتهاد وسيلة حياة ..والاجتهاد وسيلة سبل الحياة ..والاجتهاد وسيلة مواكبة العصر وتطور المجتمعات للتطورالحضاري لان الاسلام للناس كافة حتى يرث الله الارض ومن عليها
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |