|
الامام علي نفحة قدسية وهبة الله لهداية البشرية .. (11)
هلال آل فخرالدين ( الامام علي في الذكر الحكيم) عنوان صحيفة المؤمن حب المرتضى ومن اراد المزيد من مناقب العترة الطاهرة فعليه بكتب الفضائل والسير والتفسير والحديث والتاريخ والادب فهي زاخرة بعباب المناقب وكنوز الفضائل في اهل البيت وفضائل حبهم وولائهم وساشير الى واحدة منها يرويها العلامة النبهاني في كتابه(الشرف المؤبد لال محمد ) قال النبي (ص):الا ومن مات على حب ال محمد مات مغفورا له الا ومن مات على حب ال محمد مات شهيدا الا ومن مات على حب ال محمد زف الى الجنة كما تزف العروس ...ويروي حديث اخر عن المصطفى قال رسول الله (ص) :(حب علي ابن ابي طالب حسنة لاتضر معها سيئة وبغضه سيئة لاتنفع معها حسن) صدق النبي الكريم يقول الصحابة كنا نعرف المنافقين ببغضهم لعلي ومن رواته من الصحابة حذيفة ابن اليمان والبراء بن عازب وابو ايوب الانصاري و..كما واخرجوا قول النبي (ص): عنوان صحيفة المؤمن حب علي ابن ابي طالب) وان المظاهرين عليه ومن ناصبه العداء حزب ابليس كما قال المصطفى قال تعالى:(ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فآتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) سبأ :20 الامام علي رائد الحق وسان دستور العدالة ان الحكم او الخلافة ليست بحد ذاتها هدفا لائمة اهل البيت بقدر ماهي مسؤلية شرعية يجب النهوض بها لاداء التكليف الالهي وحمل الرسالة وتبليغها على احسن وجه قال تعالى :(آلذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلوة وءاتوا الزكواة وأمروا بآلمعروف ونهوا عن آلمنكر ولله عاقبة الامور) الحج :41 وان تولي السلطة او الخلافة عند ابن ابي طالب ليست غاية تبرر في سبيل بلوغها كل الوسائل فهي لاتساوي عند الامام عفطة عنز مالم يقم حقا ويبطل باطلا ..وهو القائل :ان دنياكم عندي اهون من ورقة في فم جرادة تقضمها .. فما جبلت علية روحه الزكية وصفاء نفسه القدسية من الخير المطلق والحق الصارم والحب العميق للبشر وماتوفر له من مساحات اخرى وارضية صالحة جعله سباقا في كل شيء ومؤسس للحقوق وباسط للعدلة وناشر للسلام وواضع لنظريات لم يألفها ليس فقط عصره بل حتى الاعصر والحقب الاحقة ان ابن ابي طال لم يفهم والم يعرف حق معرفته لحد عصرنا الحاضر لشدت الغشاوات والعصبيات والمصالح والاعيب السياسة وحيث تبقى اقوال الامام وافكاره ونظرياته وممارساته دروس انسانية وارث للبشرية جمعاء تبين عظمة الرسالة وصلاحيتها لكل زمان ومكان سن الامام لقانون المواطنة المجردة فقد اسس الامام علي دستورا لمفهوم المواطنة والمواطن المجرد بغض النظر عن انتمائة العرقي او الديني او المذهبي مجسدا قوله تعالى (ولقد كرمنا بني ادم) فالغا العطاء الطبقي الذي سنه الخليفة الثاني عمر وجعل العطاء متساويا بين الجميع لافرق بين عبد وسيد او عربي او موالى فالكل سواء في تثبيت لمبداء العدالة ..وعندما سئلته عربية فاعطاها كما اعطى اخرة غير عربية فحتجت عليه قائلة له لقد سويت بيني وبين هذه فاخذ الامام قبضتين من التراب وقال لافرق بين هذه وهذه كلكم لادم وادم من تراب ..ولما رى شيخا كبيرا يتكفف الناس في الطريق فقال انا امير المؤمنين وهذا يستجدي فقيل له :يا امير المؤمنين انه من النصارى فقال :وإن ..ان لم يكن اخوكم في الدين فاخوكم في الانسانية اجروا له عطاء من بيت المال ولا اسمح مرة اخرى ان ارى مثل هذا ...كان همه اسعاد الانسان وتعميم قيم العدالة الانسانية لتشمل الكل وكان ديدنك في الليل تفقد الايتام والمحتاجين والمعوزين وكنت ترفع راية النكير بوجه التميز العنصري والتفرقة الدينية صروح المعارف وكنوزالعلوم ان قرأة لنهج البلاغة تجعل الانسان امام صروح المعارف وكنوز العلوم وسبل من الخلق الرفيع وغرر الحكم وهي كماقيل عنه انه فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق وهنا نستعرض نتفا مما جاء به فيما يخص اثبات للحقوق الانسان وتاسيس لدستور العدالة وقانون الضمان الاجتماعي وطبيعة علاقة الحاكم مع شعبه ووو تشريع الامام لمبداء الاخوة الانسانية وليست مدارات الناس واحترامهم مقصورة على عامة المسلمين وحدهم دون سواهم فقد ورد عن الامام علي (ع) انه صاحب رجلا من غير المسلمين-اهل الكتاب- جمعهما طريق مشترك نحو الكوفة وحين وصل الرجل غير المسلم الى نقطة يفترق طريقه بها عن طريق الامام مشى معه الامام هنيئة ليشيعه-اي يوصله- قبل افتراقه عنه فسأله الرجل عن سبب ذلك فاجابه الامام (هذا من تمام الصحبة ان يشيع الرجل صاحبه هنيئة اذا فارقه وكذلك امرنا نبينا ) فاسلم الرجل لذلك. راجع التفصيل وسائل الشيعه 12-135 بهذاالاسلوب الخلقي - يتعامل قائد الدولة الاسلامية(خليفة المسلمين ) مع انسان عادي وغير مسلم - من الخلق الرفيع والادب الاسلامي في احترام الجميع (لادميته). ويروي الشيخ الطوسي المتوفي قبل اكثر من الف سنة في التهذيب ج 6 ص292 (مر شيخ مكفوف كبير يسال- يستجدي-فقال امير المؤمنين ما هذا؟ فقالوا ياأمير المؤمنين: نصراني فقال أميرالمؤمنين: تستعملونه حتى اذا كبر وعجز منعتموه انفقوا عليه من بيت المال ). وهذا يعد سبقا تاريخيا لقوانين الضمان الاجتماعي المعمول بها في الدول الغربيه الان .وحيث لم يميز الامام بين المسلم وغير المسلم في الدوله الاسلاميه.
ويذكر المؤرخون ان امرأةً من اهل الذمه من (الموالى) اي غير العرب جائت الى الامام في خلافته وهو جالس في مسجد الكوفه ، وقالت اني: معوزة فاعطاها برا( طحين الحنطة) ونقودا وجائته امرأة اخرى عربيه مسلمة وقالت: نفس قول سابقتها فأعطاها نفس مقدارعطاء السابقة فقامت غاضبة وقالت: يا أمير المؤمنين لقد سويت بيني وبين هذه الذمية –غير المسلمة-وغير العربيه فقال :لها مصارحا وبمنطق العدال وعدم التميز !! لقد اطلعت على كتاب الله فلم ارى فرق بين ابناء اسماعيل وابناء اسحاق !! وكلكم لاادم وادم من تراب !! وثيقة الحقوق عندما ارسل الامام علي مالك الاشتر واليا على مصر كتب له عهد يحوي على الكثير من الاسس الانسانية السامية والمبادئ الرفيعة لحقوق الانسان ازاء التعامل مع اهل مملكته وعلى اختلاف اجناسهم ودياناتهم والوانهم ويعتبر تطبيقا عمليا فريدا للنظرية الاسلامية في سلوكية الحاكم في معاملة (الرعيه ) المواطنين على اسس من العدالة والاحترام وصيانة الحقوق ورعايةالعهود . وقد اقرته الامم المتحدة لكونه يمثل نموذجا متفردا في احترام وتبجيل البشر وفي اصول الحكم والسياسة العادلة وقواعد وضوابط معاملة الناس اكافة من مبداء انساني حضاري . ويقول عنه ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج6 ص73وعهده الى الاشتر فانه نسيج وحده ومنه تعلم الناس الادب والقضايا والاحكام السياسية و نقتبس منه هذا النص ( فلا تكن على اهل مملكتك اسدا ضاريا فهم اما اخا لك في الدين او اخا في الانسانيه وليكون اهتمامك باعمار البلاد اكثر من اهتمامك بالخراج ،وان يقسم الخراج بين اهله ،وان يواسي بينهم في مجلسه ووجهه ليكون القريب والبعيد عنده على سواء، وسوي في النظر الى اهل مجلسك -اي لاتنظر الى احد وتخصه به بل الجميع سواسيه حتى في النظرة- وامره ان يحكم بين الناس بالحق وان يقوم بالقسط ولا يتبع الهوى واحب لعامة رعيتك ماتحب لنفسك واكره لهم ماتكره لنفسك ) مسؤولية الحاكم ويؤكد الامام علي في عهده ووثيقته الى واليه على مصر (مالك الاشتر) حيث يرشده الى مكامن الخير والرحمة بالناس وحسن السيرة في الرعية :واستشعر قلبك الرحمة ..ولاتكن عليهم سبع ضاريا واعلم ان ابناء مملكته صنفان فاما اخ لك في الدين او اخ لك في الخلق..ان ابن ابي طالب يؤكد دوما على الاخوة والالفة والمحبة واشاعة الرحمة والعدالة لتشمل الجميع بدون استثناء (فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام فان ذلك مما يضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل عمد).وقوله ما دخل الرفق في شيء الا زانه وما دخل العنف في شيء الا شانه ويؤكد الامام على عامله الاشتر قائلا:ان عملك ليس لك بطعمه أي انه ليس هبة او وإرث بل انه المسؤولية والكفاءة والاخلاص ...والامام يقول ان اكبر خيانة هي خيانة الامة:لا وان اعظم خيانة هي خيانة الامة وغش الائمة..وهذا العهد او الوثيقة فقد اعتمد كأهم وثيقة لحقوق الانسان من قبل الامم المتحدة منهج الامام في اختيار الصلحاء بنظرة الحاكم المسؤول والحكيم العارف والاب الناصح الذي يرى بعدم امكان الاصلاح في المجتمع اذا كانت بطانة الحاكم من جوقات الانتهازيين واصحاب الاطماع والنفوس المريضة التائقة الى الاستعلاء وامتصاص الدماء والفساد الافساد ويوصيه بان يختار لادارة الاعمال اشراف الناس من اهل الكفاءة والاخلاص مؤكدا:واختر لعملك من اهل البيوتات ..اي ان يختار من النخب الصالحة لا وفق الهوى ومن يسير في الركاب وقال :(اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ولا تحكمه الخصوم ولا يتمادى في الزلة ولا يحصر من المضيء إلى الحق إذا عرفه. ولا تشرف نفسه على طمع). وكان المصطفى (ص) يصرح قائلا :من تأمر على ثلاثة وفيهم خيرا منه فهو ملعون
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |