|
الطعم المر في هجوم السكرية
صلاح الدين بلال يصر الكثير من السياسيين والمحللين, على إن سوريا ما زالت دولة تعيش على الاٍبتزاز السياسي, وتصدير الفوضى إلى جوارها الحدودي المضطرب والمخترق أمنيا, من قبل عناصر إرهابية نشطت في القيام بسلسلة كبيرة من التفجيرات والاغتيالات, التي أودت بحياة الكثير من المدنين والعسكريين في صفوف الشعب العراقي والقوات الأمريكية, التي أصبحت معروفة لدى القاصي والداني في مصادرها ونظم تمويلها ومسانديها ومراكز تدريبها وتصديرها . فليس خافيا على أحد إن أصابع الاتهام ما زالت تؤكد على إن الحدود السورية من أكثر البوابات الآمنة التي تتسلل منها مجاميع الانتحاريين والمقاتلين العرب, وأكثر الحدود حركة وتدفقا لشحنات الأسلحة بكل يسر وسهولة, إلى العراق والى لبنان . وحسب الإحصائيات الأخيرة تفيد في أن مجموع ما يقارب 70 بالمائة من الإرهابيين الذين يتم قتلهم والقبض عليهم, يدخلون عبرا الحدود السورية. والسؤال هنا : ما الذي يجعل المتطوعين والمقاتلين الإرهابيين في صفوف "القاعدة " وفي صفوف ما يسمى" بدولة العراق الإسلامية " من السعوديين والكويتيين واليمنيين وباقي الدول الخليجية /من غير القادمين من المغرب العربي / يحطون الرحال في مطار دمشق بكل ترحاب وأمان, ويقضون أيام عدة من السياحة!!! في معسكرات مغلقة, ليتم بعد ذلك مواصلة رحلتهم الترفيهية, بهذه السهولة في غفلة عن أعين وعن الأيادي السحرية للأجهزة المخابرتية السورية, التي أصبحت تفوق في عديد الجيش السوري عددا وقوة، لتواصل هذه المجموعات مسيرتها المظفرة في اتجاه أهدافها وتقطع المسافة بين دمشق وتدمر ومرورا بمدينة دير الزور وصولا بالبوكمال ومنها إلى النقاط الحدودية العراقية – السورية, والعبور بكل طمأنينة إلى المدن العراقية زارعين الموت والقتل في أبنائه وعباده . السؤال المطروح مجددا وباستمرار : ما الذي يدفع بهؤلاء المغرر بهم,في القفز والطيران من فوق سماء أوطانهم, وتجاوز حدود بلادهم الواسعة والشاسعة والممتدة من أول نقطة حدودية بين الكويت والعراق, إلى آخر نقطة حدودية بين السعودية والعراق, ليتحملوا عناء السفر والمغامرة والمخاطرة في حدود غريبة لا يعلمون بها, ويجهلون أهلها, ولا يؤمنون سراديبها ومكامنها, ليفضلوا عنها حدودا لا يعلم أسرارها غير الله, ألا أذا توفرت أيادي أمينة تريح فؤادهم، وطرفا يبعث القوة في أوصالهم، ويؤمن لهم جسرا وممرا أعز وأحن عليهم من أهلهم وأوطانهم, ويسهل لهم فيها دربا وينيرا لهم فيها ممرا إلى جنان الخلد . أليس الجواب أصبح معروفا لدى الجمهور والقراء أم إن ذلك عصي على الفهم على بعضهم, ويحتاجون للوصول إلى الإجابة عليها, بطلب المساعدة من صديق وأعطائهم احتمالات ثلاث . هؤلاء الجهاديين تستطيب لهم حسن الضيافة وعزوبة مياه بردى وعليل أجواء دمشق,و يتمتعون بقضاء إجازة لطيفة في ربوع الزبداني ومصايف اللاذقية وهم في طريقهم إلى لقاء حوريات الجنة الموعودة . ثمة تسهيلات وأيادي مباركة ؟؟ تمد يد المساعدة والعون لهؤلاء المنتحرين من الجهاديين وإيوائهم وإيصالهم إلى أهدافهم ومعسكراتهم الجديدة . كل المؤشرات ما زالت تؤكد إن الحكم القائم في سوريا يصر في الاستمرار في لعبته القديمة الجديدة في تحالفاته المعقودة في إيران والضاحية الجنوبية من لبنان, رغم كل ما يقال ويصرح به، وما تعرضه وسائل الإعلام والقنوات الفضائية السورية، من تفاؤل كبير سطر صفحاتها وملئ شاشتها وهي تعرض ضيوفها الذين عجت بهم صالات الاستقبال في مطار دمشق وانشغلت بهم الأقلام والمتفرجين وهم يحطون ارض مطار دمشق في استقبال الوفود والرؤساء الغربيين والعرب والوسطاء بعد طول جفاء ومقاطعة،وذلك طمعا بالمزيد من الوقت لإعادة ترتيب أوراقه الداخلية والإقليمية . سوريا تقف في العكس من حل مشاكلها الداخلية إلى الاندفاع مجددا لإثارة الفوضى والمتاعب للآخرين لشد الأنتباه إليها لمساومتها على فك عزلتها بحرق بعض الأوراق وتسليم بعض الرؤوس، بعد أن وصلت إلى حالة من الاختناق وخاصة بعد سماعها إلى الإخبار الواردة من لاهاي عن ترتيب والإعداد لقفص الاستقبال للمتهمين في اغتيال رفيق الحريري, وتجهيز مقاعد الشهود والتهيئة للفصول الأولى من المحكمة الدولية في لاهاي,والتي ستضع سوريا في عنق الزجاجة مرة أخرى رغم كل المصافحات الحارة وضحكات وبسمات الأسد مع ساركوزي واردوغان والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إمام عدسات الكاميرات في دمشق . ثمة جديد في داخل الأيام القادمة، وثمة انقلاب على دمشق، بدأ مع مقتل مغنية واغتيال العميد محمد سليمان وتفجير طريق الست زينب، والإنزال الجوي في السكرية، مما أصاب حنجرة مسئولي النظام بالعلقم والمرأة، الذي بدا واضحا في الوجوه والتصريحات النارية ضد أمريكا والأعداء المفترضين في داخل السوري وعل تخومها، فكيف سيكون المشهد اللاحق للأحداث في سوريا . طعم المرارة والأهانة التي تعرض لها النظام في دمشق لا يفيد فيه لا ا لضجيج ولا المظاهرات وعسل الوعود في الزمان والمكان، ففي كثير من الأحيان وفي الزمن السوري الصعب، يصبح السكر علقما كما حدث في سكرية البوكمال السورية . هذا ما سنتابعه في حديثنا القادم عن ما جري وما قد يحدث من أشتعالا بين حدوديين, وصراع بين زمنين، وأ نتظار وترقب بين حكومتين . والحديث عن حاكم واحد، وزمن ثابت، وحدود يحرسها الشيطان، ووطن يحترق بنيران الحقد والفساد . وعن : أين ومتى ستكون ضربة المعلم السورية ضد أمريكا ؟؟ وهل ستغزودمشق نيويورك في الحادي عشر من......؟؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |