|
مأساة الإعلام التركماني الحديث
أوميد كوبرولو رسالة مستعجلة إلى ساسة وإعلامي التركمان المحترمين قبل أن أطلع على مقال أخي وزميلي العزيز عامر قره ناز ( مستقبل الإعلام التركماني يحتضر فهل من منجد ؟ ) كنت ناويا على التطرق بهذا الموضوع الهام الذي بدأ يشغل بال الكثير من المهتمين بالثقافة والإعلام التركماني. هذا الإعلام الذي بات صوته يضعف ويختفي يوما بعد يوم وشهرا بعد آخر وعاما بعد ثان؟ فأين ذلك الإعلام التركماني الذي يتناسب مع حجم مكونة أساسية من مكونات الشعب العراقي تبلغ تعدادها ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمه، ويلائم عصر الحرية والديمقراطية الذي كنا نحلم به؟ فأين الإذاعات والقنوات التلفزيونية التركمانية المنتشرة في ربوع المناطق التركمانية؟ أين الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والشهرية والدورية الصادرة في تلك المناطق التي يتواجد فيها التركمان داخل وخارج البلاد؟ أين المواقع الإلكترونية السياسية العائدة للأحزاب والتنظيمات السياسية التركمانية؟ أين المواقع الإلكترونية الثقافية العائدة للإتحادات والنوادي الثقافية التركمانية؟ أليس من حق الجهات السياسية التي ندعي بأنها تحاول تهميشنا وتجاهلنا بأن تدعي بأن عدد التركمان في العراق لا يتجاوز على بضعة عشرات الآلاف؟ إذا فلماذا وصل الإعلام التركماني إلى هذه النهاية المأساوية اليوم؟ ومًنهم المسببين في ذلك؟ بدون شك كان الوضع السياسي المتدهور الذي يمر بها القطر قبل سقوط النظام العراقي وبعد الاحتلال الأمريكي من أهم العوامل في لجوء أغلب الإعلاميين والمثقفين التركمان إلى خارج البلاد ولحقه العامل المادي والمعنوي وغيرها من العوامل الأخرى. وبدون شك أيضا كان السياسيون التركمان المسببين الحقيقيين في الوضع المأساوي هذا لعدم اهتمامهم ودعمهم الكامل للمثقفين والإعلاميين التركمان الذين هاجروا البلاد وتخلوا الكتابة كليا، عكس الدعم المادي والمعنوي الذي يبدونه بقية السياسيين الآخرين من مكونات الشعب العراقي لمثقفيهم وإعلامييهم؟ أنا شخصيا أجهل أسباب عدم اهتمام الجهات السياسية التركمانية بالإعلام التركماني وثقافته ودعمهم المتواصل للمهتمين بهذه المجالات وهم يعلمون بأنه لا قيمة لأي من نشاطاتهم السياسية ونضالاتهم وبطولاتهم من دون وسائل الإعلام التي تقوم بنقل أخبارها إلى مسامع وأنظار المواطنين وشعوب الدول المحيطة بنا وشعوب العالم كله. لا يخفى علينا بأن سياسيينا رغم تباين أرائهم وأفكارهم يناضلون بكل جد وإخلاص من أجل قضيتنا التركمانية والدفاع عن وحدة العراق ولكن هذا النضال الداخلي وحده لا يكفي دون أن يكون لنا إعلام تغطي أخبار سياسيينا ونشاطاتهم السياسية التي تهم مستقبل شعبنا التركماني وبلدنا العظيم، إضافة إلى كتاب مبدعين يكتبون في الشأن التركماني والدفاع عن حقوقه المغتصبة من قبل الأنظمة العراقية السابقة وبعض الجهات السياسية الشوفينية الحالية. ويكشفون المخططات الإجرامية المشبوهة التي تلجأ إليها تلك الجهات السياسية العملية لقوات الاحتلال بغية النيل من وحدة العراق وتقسيمه إلى كيانات طائفية وعنصرية صغيرة تخدم مصالح أعدائنا الأشرار. بالله عليكم بكم مليون يزيد علينا عدد إخواننا الأكراد الذين يملكون أكثر عن عشرة قنوات تلفزيونية فضائية ومحلية ومثلها إذاعات تبث برامجها يوميا بدون انقطاع؟ ويملكون العديد من الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الأسبوعية والشهرية والدورية التي تصدر داخل القطر وخارجه، إضافة إلى العشرات من المواقع الإلكترونية السياسية والثقافية التي تغطي أخبارهم، وجندوا العشرات من الكتاب العرب والأجانب للكتابة في الشأن الكردي ويقبضون رواتب شهرية ومكافآت من الإدارة الكردية وأحزابها السياسية. ونحن التركمان الذين يفوق عدنا على 3،5 مليون نسمة لا نملك غير فضائية تركمانية واحدة وقناتا تلفزيونيا محليا واحدا لا يمكن مشاهدة برامجها حتى وفي مناطق كثيرة داخل كركوك التي تبث منها. وإذاعة حالها حال القناة المحلية. أما الفضائية التركمانية فلم تشهد ذلك التحسن الملحوظ في جودة ما تقدمها من البرامج السياسية والثقافية والاجتماعية بسب عدم أبداء التشجيع والدعم اللازمين للإعلاميين والمثقفين وذوي المواهب الشابة. وعلى سبيل المثال ولا الحصر ومع احترامي لشخص السيد يلمان هاجر أوغلو المدير العام للفضائية التركمانية ولكنه يستغل منصبه ليدخل إلى بيوت المشاهدين بطرق شتى. ربما إن بعض الأشخاص يوافقونني على إنه مقدم ناجح لبرنامجه ( خلق ميداني ) باللغة التركمانية المحلية ولكنه أثبت فشله اللاذع في أجراء اللقاءات والمقابلات السياسية مع الشخصيات العربية والتركية لفقره إلى قواعد التحدث باللغتين المذكورتين وكان الأولى له أن يسند هذه المهمة إلى زملائه الآخرين، الأفضل منه بكثير في هذا المجال المهم. الصحافة مشلولة تماما. هناك صحيفة واحدة تصدر مرتين بالأسبوع ( توركمن إيلي ) حال لسان الجبهة التركمانية وصحيفة ( القلعة ) الأسبوعية وصحف ومجلات شهرية ودورية ك( آق صو، تلعفر، العدالة، سومر، ايشيق، الإخاء، قورتولوش ) ولكن لكل واحدة من تلك الصحف والمجلات المشاكل المادية الجمة التي تعيق إدامة الإصدار. هناك أحزاب وكيانات تركمانية مهمة على الساحة السياسية كالحزب الوطني التركماني وحزب توركمن إيلي وحزب القرار التركماني وليس لهم أية صحيفة تصدر باسمهم. الانفتاح إلى عالم الإنترنيت بإصدار الصحف الإلكترونية وفتح المواقع الإلكترونية أيضا في حالة ترثى لها. حيث لا يزيد عدد المواقع الإلكترونية التركمانية المهمة على عدد أصابع اليدين وأغلبها شخصية عدا مواقع الجبهة التركمانية وبعض الأحزاب والتنظيمات التركمانية الأخرى. أنا ولكوني من أحد العاملين في مجال الثقافة والإعلام التركماني منذ بداية السبعينات أطلب من سياسيينا التركمان وجميع الجهات السياسية التركمانية وعلى رأسها الجبهة التركمانية العراقية إبداء الاهتمام اللازم العاجل والفوري بالقنوات الإعلامية التركمانية وجميع الإعلاميين والمثقفين التركمان من أجل خدمة قضيتنا التركمانية المصيرية وخصوصا في النقاط المدرجة أدناه: أولا : الاستعجال في أقامة ندوة تركمانية كبيرة تخص الإعلام التركماني في أحد قاعات مدينة كركوك أو العاصمة بغداد ودعوة جميع الكتاب والإعلاميين التركمان إليها من داخل وخارج القطر والاستماع إلى أرائهم وأفكارهم وسبب توقفهم عن نشاطاتهم الثقافية والإعلامية والوقوف على مشاكلهم جميعا بغية إيجاد الحلول المناسبة لها لكي يعودوا إلى مواكبة العمل . ثانيا : دعوة وتشجيع عودة المثقفين والإعلاميين التركمان المقيمين في الخارج إلى الوطن وتوفير فرص عمل لهم في بلدهم بغية تحقيق مشاركتهم في نهضة الإعلام التركماني في الداخل من جديد. ثالثا : تكليف الباقين خارج البلاد ببعض النشاطات الثقافية والإعلامية كإصدار الصحف والمجلات وفتح الإذاعات المحلية والمواقع الإلكترونية بالتركمانية وبلغات الدول التي يتواجدون فيها مع دعمهم ماديا. رابعا : جعل صحيفة توركمن إيلي صحيفة يومية وقلعة تصدر مرتين في الأسبوع على أقل تقدير. خامسا : تحسين برامج فضائية توركمن إيلي وتشكيل لجنة مختصة بفحص كلمات الأغاني وعدم السماح لتسجيل الأغاني التي كلماتها هابطة. ربما قد تكون في مبنى الفضائية مثل هذه اللجنة ولكنها غير عاملة. سادسا : الاهتمام في تحسين بث الإذاعة التركمانية على أن تبث من خلال القمر الصناعي ( تركسات ) وهكذا بالنسبة للقناة التلفزيوني المحلي التي تبث من كركوك. سابعا : على جميع الأحزاب والحركات السياسية التركمانية فتح مواقع الكترونية خاصة بها وتفعيلها بإسنادها إلى إعلاميين أكفاء من عناصرها. ثامنا : على قيادة حزب العدالة التركماني الاهتمام بموقعها الإلكتروني وجعل صحيفتهم ( الترجمان ) النصف الشهرية تصدر أسبوعيا. تاسعا : صحيفة ( الدليل ) صحيفة أسلامية، ثقافية وسياسية تركمانية نصف شهرية تصدر عن الاتحاد الإسلامي التركماني. يا حبذا لو هي الأخرى تتحول إلى أسبوعية. عاشرا : أعادة إصدار بعض الصحف والمجلات التركمانية التي توقفت ك( بشير، التون كوبري، الصادق، توركمن شاني ) مع إصدار صحف أو مجلات دورية بتسميات المناطق التركمانية ك( تسين، مصلى، يايجيلي، بسطاملي، آمرلي، خانقين، شهربان، قزلرباط، مندلي، قره خان، قره قوينلو وغيرها ) حادي عشر : تحسين الوضع المعاشي لأعلامي التركمان وتوفير الحماية اللازمة لهم وعوائلهم لكي لا يتعرضوا إلى جرائم الجهات المعادية التي تحاول مهاجمة رجال الإعلام التركمان وعوائلهم وممتلكاتهم. هناك نقاط أخرى عديدة حتما يتذكره الآخرون ويتطرقوا إليها حتما في أوانه. ولكن النقطة الرئيسية المهمة الآن هي من أين يجب علينا أن نبدأ يا قادة التركمان ويا زملاءنا الإعلاميين الأعزاء. أتمنى هذه الرسالة المتواضعة تجد آذانا صاغية لها ونسمع عن مشروع أعلامي تركماني ضخم يفوق ما نتوقعه ونجد أسماء كتابنا الذين يدافعون عن قضية شعبنا التركماني المظلوم ووحدة البلاد الأهم من كل الأشياء يملئون الصحف العراقية والعالمية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |