جوهر المعركة القادمة

 

شوقي العيسى

Shoki_113@hotmail.com

المعركة: مصطلح يطلق على فئتين تختلفان ويصبح العداء بينهما ويشد القتال وقد يتعدى هذا المفهوم الى أكثر من فئة أو جهة وبالتالي تصبح المعركة وكما يقال "حامية الوطيس". وكثيرة هي المعارك منها معارك حربية بين الجيوش ومنها  ماهو سياسي او اقتصادي او ثقافي وكُلٌ على شكل وجوهر معين.

 يقف الشعب العراقي على اعتاب معركة قادمة ليس كما يتصورها البعض بين جهات خارجية أمريكية مثلاً..... لا بل ستكون معركة انتخابية وهذه المعركة لابد من الاشتراك فيها وحسم المواقف التي بدأت منذ بداية التغيير في العراق.

 قد تطرح بعض التساؤلات: ماهو دورنا كشعب عراقي في اعماق المعركة الانتخابية القادمة؟ وبما انه سؤال في جوهر الموضوع اذ لابد ان نسترجع دورنا في الانتخابات الماضية وكيف أن غالبية الشعب العراقي ساهم في انجاح العملية الانتخابية وبالتالي السياسية، ولكن هل كان الاختيار موفقا؟

 هذا هو السؤال ويجب علينا كشعب ان نبحث بماهية ونتائج الانتخابات الماضية وهل حقاً ساهمنا في تحديد السياسة العراقية المتأملة؟ وهل حقاً انتخــبنا بترو ودراسة عن مواقف مسبقة ؟ قطعاً كلا.

 لم تكن الانتخابات المنصرمة الا كحالة لم يشهدها العراق مسبقاً ولم يعرف كيفيتها ومضمونها وبالتالي جرت الانتخابات وظهرت النتائج مخيبة للآمال فجاءت على غرار طائفي وعرقي وبهذا فقد شارك الناخبون في ايجاد حكومة لم تقـدّم الخدمات بالشكل المطلوب وليس كما كان متوقعاً من قبل الناخب أن صوته الذي أدلى به سوف يدر عليه بالخدمات والتغيير الوفير، وهذا مالم نشهده او نلمسه، وليس ذنب الحكومة المنتخبة فحسب بل الذنب هو للناخب ايضا الذي لم تكن لديه رؤية واضحة ومستقرة عن الانتخابات وعن الشخص المناسب الذي ينتخبه.

 لقد انتــخب الاسلامي حزباً اسلامياً وانتــخب العلماني حزباً علمانياً وانتــخب الكردي حزباً كردياً وهكذا فجاؤوا جميعاً ليس على اساس الكفاءة واختيار المناسب بل على اساس طائفي، وادخل العراق في دوامة كبرى وصراع عقيم جراء التقسيمات الطائفية والفئوية والحزبية، ولهذا لم يكن الاسلامي في موقعه الصحيح ولا العلماني ولا الكردي باعتبارهم وصلوا بتفكير غيرهم وانتخابهم من قبل الناخب العراقي جاء سهواً ليس على اساس دراسة ودراية بما سيقدمونه للشعب العراقي.

 الشعب العراقي لا يحتاج الى اسلاميين ولا الى علمانيين ولا الى بعثيين بل يحتاج الى وطنــيين وطنييــــن ....... يحبون العراق ويحبهم مهما كانت توجهاتهم دينية او علمانية، ويحتاج العراق الى مهنيين يعرفون كيف يؤدون واجبهم، ويحتاج العراق الى سياسيين حقيقيين لانه بالحقيقة لايوجد بالعراق سياسيون كسياسيين بمعنى الكلمة يعرفون كيف يناورن خصوصاً والبلد محتل من قبل أمريكا، ونصيحة أقدمها الى الاحزاب الاسلامية أن تبتعد عن السياسة لأنها خداع ومراوغة وكذب وافتراء هكذا هو السياسي ولذلك يقال أن فلانا سياسي داهية أو ذئب أو مخادع وما الى ذلك من الالقاب الغير لائقة بالاسلامي .

لذلك فالمعركة القادمة يجب ان تحسم لصالح الشعب العراقي بتفكير وتأني ودراسة من هو الأصلح والأجدر بالانتخاب؟.  وليس على اساس طائفي وعرقي، وتجربتنا خير دليل على ذلك فالعراق خضع لصراع طائفي وعرقي وانشقاقات دخلت على البلد منذ بداية التغيير ولحد اللحظة، واتذكر قضية كانت قبل الانتخابات منذ ان كان الجيش الامريكي ومجلس الحكم يسيطر على العراق كانت الغالبية تحتج وتتظاهر على اصغر القضايا التي يطالبون فيها بتوفير الخدمات أو، وترفع شعارات وهتافات ضد  الامريكان ونشاهد التظاهرات والاحتجاجات يومياً والمطالبة بتأدية حقوقهم المسلوبة، بحيث توهم العالم أجمع بأن الشعب العراقي قد ملك الحرية والرأي، وبالحقيقة كانت مجرد زوابع تبتكرها بعض الجهات الحزبية لنيل فوائد معينة. أما في الوقت الحالي ومنذ الانتخابات وظهور التقسيمات أصبح الشعب العراقي يعيش حالة الخنوع والخضوع وتحت سيطرة الاحزاب فيا ترى من سيحسم المعركة القادمة الاحزاب أم الشعب العراقي؟.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com