تحديات الاتفاقية العراق - أمريكية
 

 

عبد الرزاق السلطاني

ralsultane@yahoo.com

بعد أن بذل العراق جهودا كبيرة لمكافحة الإرهاب وإنهاء المظاهر المسلحة بكل مسمياتها مما انعكس بشكل ايجــابي علــى الوضع العراقي والمنطقة، الأمر الذي يستدعي دعما دوليا للعملية السياسية ومشروعا للمصالحة الوطنية ما يتعين على الدول أن تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره لتحقيق الأمن والاستقرار وليضطلع العراق بدوره ومسؤولياته العربيـة والإقليمية، بعد أن قدم العراق وشعبه الكثير من التضحيات في المراحل والظروف المختلفة من منطلق واجبه الوطني ومسؤولياته، وعلى دول الجوار والمنطقة أن تفي باستحقاقاتها للحفاظ على وحدة تراب العراق وشعبه ومنع تغذية كل أشكال الطائفية والتنازع العرقي والانقسامات المذهبية والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية، فالدستور لا يسمح أن تكون الأراضي العراقية مقرا أو ممرا للاعتداء على دول الجوار وغيرها والأولوية في هذا الإطار التذكير بأهمية عودة العراق إلى حاضنته العربية والدولية.

إن الأهمية الكبرى لمؤتمر جوار العراق لا تتمثل بالإعلان الرسمي والبروتوكولي لدعم العملية السياسية، إنما في إتاحته الفرصة لاختبـار مواقـف الإطراف الإقليمية المتباينة من الاتفاقية الأمنية ومدى تعارض أو تقاطع مصالحها بهذا الخصوص، ولعلّ الدلائل الأولى التي يمكن التقاطها تتمثل بالموقف الإقليمي الواضح من الاتفاقية، وانعكاسه على الحالة الأمنية والسياسية الداخلية للعراق، ما قد يسهم فـي تفاعلات المشـهد العراقي وتجاهل الحالة الوطنية والإرادة السياسية التي لا ولن تسمح بأية ضغوط خارجية للتأثير على القرار العراقي النابع من حكومة ودستور منتخب، فضلا عن حرص قوانا الوطنية في تقدير الموقف العراقي الأصيل وفق المتبنيات الجماهيرية التي تحتكم إلى المؤسسة الدستورية العراقية، كما نود التذكير أن زمن الاستئثار ومركزة القرار وشوفينية البعد والرؤية السياسية قد قبر مع النظام البائد، إذ أن المؤسسة الوطنية اليوم هي الفيصل وهي صاحبة الحق والقرار في العراق الجديد، وأن إخضاع الاتفاقية لجدل ومناقشة على المستوى الوطني يعد ملمحا من ملامح الديمقراطية.

فرغم التحفظات والشروط التي وضعتها قوانا الوطنية للموافقة على تنظيم الإطار الاستراتيجي، وأنا هنا لست بموقع المدافع عنها، إلا إن هنالك الكثير من المواقف المغايرة والازدواجية التي باتت واضحة، فان المراقب لا يعرف لماذا ترفض بعض القوى تنظيم الإطار مع الأميركيين قبل الاطلاع على موارده الأخيرة أصلا، مادامت هذه القوى ومعها قوىً أخرى تقر وتعترف بأن الوجود العسكري الأميركي ما يزال ضرورياً لإنهاء المظاهر المسلحة و(القاعدة) التي لازالت تملأ بعض الصحف وبعض وسائل الإعلام تتغزل بجدائلها مع أنها - ليست إلا غولة قرعاء تأكل أبناءها وتدمر ديارها- وعليه فإننا نرى إن الخوض في المسائل الإستراتيجية هي من صميم الإرادة العراقية ممثلة بالدستور العراقي وممثلي الشعب المنتخبين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com