ثلاث مقاعد لمليون عراقي.. تعالوا نتحاسب!!

 

خدر خلات بحزاني

khederas@hotmail.com

في إصرار متعمّد على تهميش سكان بلاد الرافدين الأصلاء، أقدمت كتل (الائتلاف العراقي الموحد وجبهة التوافق وقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني) على التصويت لصالح قرار جائر وظالم ومتخلّف، لم يكن يخطر على بالنا عندما كنا نمني النفس بالخلاص من دكتاتورية مقيتة..

فقد قام أصحاب البدلات وأربطة العنق الأنيقة والثمينة، وبمساعدة أولئك الذين يرتدون القوط (جمع قاط) ولكنهم لا يضعوا أربطة عنق، وآخرون يرتدون قناعاً لا يستر ما سترته ورقة تين آدم وحواء، وهؤلاء جميعاً (لا استثني منهم أحداً.. على حد قول الشاعر العراقي مظفر النواب) قاموا بدورهم في (تطفيش) أبناء الأقليات استكمالا لما يقوم به أولئك الذين يحملون الأحزمة الناسفة أو يقودون المفخخات المجنزرة والمخنزة..

ويبدو إن الطائفيين الجدد ما زالوا مولعون بجانب من سياسات الديكتاتور المخلوع، وينظرون للذي يختلف عنهم دينيا وقوميا نظرة دونية كريهة، ويسعون إلى تهميشه وإقصائه إلى أقصى حد ممكن، إضافة إلى انه يمكننا أن نجد بين الطائفيين الجدد من يجهل أين يوجد مبنى الأمم المتحدة.. أهو في جنيف أم في نيويورك.. وإلاّ ما كانوا ليتجاهلوا أرقام ديمستورا التي اقترحها عليهم والتي لم تأتي من فراغ..

ففي لغة أرقامهم يدّعون إن الإيزيديين والمسيحيين والشبك هم من الأقليات في الموصل...!

 ويا ليتهم يستوعبون أرقام مكونات كافة أبناء المحافظة كي يعرفوا جيدا من هم الأقلية ومن هم الأكثرية..؟

أنا لا املك أرقاما دقيقة لمكونات أبناء محافظة نينوى، لكنني اعرف إن عدد نفوس المحافظة هو بحدود الثلاثة ملايين نسمة، وهؤلاء الثلاث ملايين ينقسمون إلى (عرب سنة، عرب شيعة، كورد سنة، كورد شيعة، مسيحيون (سريان، كلدان، آشوريون)، والشبك ينقسمون إلى شيعة وسنة، والتركمان أيضا ينقسمون إلى سنة وشيعة) أما الإيزيديون والذين هم كورد أصلاء، فقد تعالت حفنة أصوات في السنوات الخمس الماضية والتي تدعي إنهم إيزيديون دينيا وقومياً..!!

وقبل أن نستعرض أرقام (أقليات الموصل) فإننا نشير إلى انه تم (منح) الإيزيدية والمسيحيين والشبك (3) مقاعد وبواقع مقعد واحد لكل منهم من أصل (37) مقعدا في مجلس المحافظة، أي إن الإيزيديين والمسيحيين والشبك سيشغلون ما يقارب ألـ 3% من مقاعد المحافظة!!

وإذ يتراوح عدد الإيزيدية في نينوى بين (600 ـ 650 ألف نسمة) فهذا يعني إنهم لا يشكلون أقلية في محافظة نينوى..أي إنهم سدس السكان.. بينما يقول الشبك إن عددهم يصل إلى 400 ألف نسمة، وهذا يعني إنهم مع الإيزيديين يشكلون ثلث سكان المحافظة وإذا أضفنا لهم المسيحيون الذين يبلغ عددهم أكثر من (150) ألف نسمة فإنهم سيشكلون أكثر من مليون عراقي.. فإذا كان الإيزيديون والشبك والمسيحيون يشكلون ثلث سكان الموصل فمن هم الأقلية..؟؟

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو .. على أي أساس يمنحوا (لاحظوا كلمة يمنحوا..!!) أقول على أي أساس يمنحوا مقعداً واحداً لكل من الإيزيدية والمسيحيين والشبك ويتجاهلوا أرقام الأمم المتحدة؟ مع التذكير والإشادة بموقف كتلة التحالف الكوردستاني التي لم تؤيد (الحصة) الجديدة، لان الساسة الكورد وعلى ما يبدو يدركون جيدا حجم الإيزيدية والمسيحيين والشبك في المحافظة..

ليس أمامنا كأبناء أقليات مهضومة الحقوق إلاّ سبيلاً واحداً لإثبات حقوقنا، وهو المشاركة الفعالة في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات والتصويت لمن يمثلنا قولاً وفعلاً كي يعي الجميع حجم (الأقليات) ومدى ثقلهم السكاني رغم كل ما طالهم من تهجير وتسفير وقتل جماعي وفردي وملاحقة واضطهاد على يد (مجهولين).. مثلما طالهم من تهميش على يد (معلومين)..

وعقب ذلك، سنعرف من هم الأقليات في الموصل، وستتعرى وجوه، وستنكشف حقائق رقمية مذهلة، وربما سيعي شعب العراق (الجديد) إن دستورهم الذي كاد أن يسقط في نينوى، أمدّه الإيزيديون بقبلة الحياة في الوقت الضائع..

ولابد أن يتخندق الإيزيديون والمسيحيون والشبك مع ممثليهم الحقيقيين من اجل إثبات عددهم وثقلهم الحقيقي لأولئك الجهلة الذين لا يعرفون أين يقع مبنى الأمم المتحدة..

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com