ايها العراقيون سقط مشروعهم المحافظ فجدّوا لبناء مشروعكم الوطني!

 

  كاظم شلتاغ

 shltag@maktoob.com

سقطت حفنة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة بانتصار باراك حسين اوباما على الرجل الجليدي صرصار الكنائس جون مكين!.

ولاشك في ان سقوط عصابة الحروب الصليبية الجديدة في القرن الواحد والعشرين في الولايات المتحدة، لايعني فقط سقوط رمزي لهذه الفئة الضالة من سلفية الكنيسة الحديثة فحسب، وانما يعتبر ايضا انه السقوط الاكثر اثارة لمشروع الشرق الاوسط الجديد بقيادة اللوبي الصهيوني العالمي وبقايا انصاف المتعلمين من جورج بوش الى ديك جيني الى عمتي العاصية كوندليزا رايس، او لنقل أرجاع ملف هذا المشروع الى ادراج الحفظ في البيت الابيض الى حين سنوح فرصة جديدة تبرر اخراج هذا المشروع من الادراج واعادة محاولة تطبيقه على ارض الواقع العالمي المتآكل الوجود على الاصح!.

وهذا يعني من جانب اخر رسالة واضحة للعالم الحرّ الاخر  ان يغتنم فرصته هو الان بعدما فشلت فرصة الادارة الامريكية في نشر الفوضى المنظمة في العالم لاسيما في العراق باعتبار انه الحلبة التي دارت رحى الفوضى المنظمة على اراضيه ومن دماء ابناءه لنجاح هذه التجربة الاجرامية التي ضحّت بالعراق شعبا ووطنا من اجل تمرير مشروع حرب الطوائف والمذاهب والاديان والقوميات في الشرق الاوسط ولكنّ خاب فئلهم في نهاية الامر!.

على العراقيين الوطنيين منهم بالطبع ان يستعدو للمرحلة الجديدة، وان يستثمروا بجد هذه المرّة الفرصة السانحة التي ابعدت شبح قتلة القرون الصليبية الوسطى من الادارة الامريكية بقيادة الجمهوريين  ليعيدوا بناء اولا سيادتهم السياسية على بلدهم وثرواتهم وان لايقامروا مجددا بشعبهم كي يكون محرقة لتجارب حروب الفوضى الخلاقة المجرمة التي تريد الوصول الى مصالحها التجارية على بحر من دماء الشعوب الضعيفة!.

وثانيا : ليتوثب العراقيون الوطنيون الذين هم الان على سدّة الحكم في العراق الى معركة كيفية التخلص من اتفاقية الارتهان للادارة الامريكية والوصول بعد ذالك لحرية الشعب العراقي كي يحكم نفسه بنفسه بلا وصاية او هيمنة عليه من اي جهة دولية!.

وثالثا : على الاحرار العراقيين ان ينتبهوا بشدّة الى ان فرصتهم هذه هي الفرصة الوحيدة التي تمنح اليهم في هذا الزمن الاغبر فلا يضيعوها، ولا يخضعوا لما يروج من ارهاب للقدرة الخارقة التي تمتلكها الادارة القديمة على اعادة عقارب الساعة الى الوراء، كما ان على العراقيين الشرفاء ان لايغامروا بهذه الفرصة من خلال تمزقهم الى احزاب وطوائف، بل عليهم ان يدركوا ان عدوهم الحقيقي قد ولى بالضربة القاضية على يد الاسمر باراك حسين اوبا ؟.

ورابعا : على العراقيين ان يستمعوا لكلمة الناصح الامين والمحب والحريص وليعوا ان مافات من محرقة نصبت للشعب العراقي من قبل ادارة الجمهوريين المحافظين لتمرير فوضتهم الخلاقة في منطقتنا العربية والاسلامية  كانت ثمنا لايمكن قبوله لاي شعب اراد ان يسقط طاغيته بالعنف الثوري الجماهيري، وعليه دفع الشعب العراقي ضريبة مطالبته باسقاط الطغاة في العراق، وتبقى له ان يجني ثمار هذا الانتصار الذي يتبلور اوله في خروج المحتل نهائيا من العراق، ومن ثم اعادة صياغة ترتيب البيت العراقي السياسي واللعب بشكل افضل تقنيا بادارة الدولة والمجتمع في الحقبة القادمة!.

نعم ايها العراقيون : استعدوا للعمل بجدّ هذه المرّة، وكونوا على مستوى المسؤولية، ولتكن وحدتكم العراقية هي شراعكم الذي يدفع السفينة، وليكن فكركم الوقّاد بوصلة تحرككم الى اقامات العلاقات بينكم وبين جيرانكم باعظم واحسن مايكون، ولتصارحوا شعبكم بكل مافات عليه من مآسي وانه كان الشعب الذي دفع ضريبة مشروع ليس له فيه لاناقة ولاجمل الا ذنبها انه كان من الشعوب المغلوبة على امرها والذي وقعت ضحية اجرام منقطع النظير للادارة الامريكية الماضية!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com