|
انضمام قناة الفيحاء الفضائية العراقية لجوقة مثيري الفتن والحمد لله
حميد الشاكر ماكنت اتصوّر في يوم من الايام ان قناة عراقية جنوبية او تدعيّ انها منبر حقوق الجنوبيين العراقيين تتحول في ليلة وضحاها من خطّها العراقي الاصيل المعتدل والمتزن في الطرح الى خط الاثارة والنبش في الفتن ومناصرة رأي سياسي عراقي يستهدف الاستئصال والتفرد على الاخر .... وهلم جرّا !. والحقيقة ان هذه الانعطافة الخطيرة لقناة الفيحاء العراقية بقيادة المحترم محمد الطائي تبلورت بشكل سافر وجليّ تماما بعد اثارة موضوع الاتفاقية الامنية الامريكية العراقية، وكيفية ان قناتنا الجنوبية العراقية ( الفيحاء ) المحترمة قد انحازت بشكل مخجل حقيقة الى جانب، اولا : مصالح الادارة الامريكية في طلب التوقيع التعسفي للاتفاقية وبدون اي مناقشة لبنودها الخطيرة، وثانيا : انحياز قناتنا المحترمة الى جانب المنافحين والداعين الى توقيع الاتفاقية باي ثمن حتى ولو كان على حساب السيادة العراقية وعلى حساب كرامة الانسان العراقي وعلى حساب اخيرا مصالح الشعب العراقي الحيوية في المستقبل، وكنت ولا اخفي القارئ سرّا من المذهولين لهذا التحّيز المفاجئ بالنسبة ليّ على الاقل، والواضح لقناة الفيحاء العراقية واللامبرر التي كنتُ اتأمل فيها وبصدق ان تكون قناة العراق ككل ممثلةً باهل ولأهل الجنوب العراقي الطيبيين، ولكن مع الاسف ما ان صدمتُ بحقيقة انحياز قناتي المفضلة قناة الفيحاء البصراوية الجنوبية العراقية حتى تيقنت ان هناك خللا طرأ على معادلة هذه القناة العراقية وتوجهاتها الوطنية ؟. والان وبعد ان كنّا من المطالبين للجانب الامريكي بالغاء الاتفاقية بالكلّية او بتعديل بنود الاتفاقية لتتماشى مع مصالح الشعب العراقي وحكومته المنتخبة، وبعد التعنت الوقتي للادارة الامريكية ومن ثم تراجعها كالمعتاد امام ارادة العراقييين الوطنيين الصلبة، والموافقة اخيرا على جميع شروط العراقيين المطالبة بتعديل بنود الاتفاقية فياترى كيف هو حال قناة الفيحاء العراقية التي كان صوتها عاليا ومتبنّيا بالمطلق مصالح الادارة الامريكية ومع توقيع الاتفاقية كيفما كانت، لابل كانت ومع وافر الاسف قناة الفيحاء من الداعمين لسياسة الرعب التي مارسها الجانب الامريكي لابتزاز العراقيين ومن ثم اخضاعهم بالارهاب للتوقيع على هذه الاتفاقية، فهل ياترىلم تزل قناة الفيحاء تعتبر نفسها صوت المصالح العراقية الحقيقية بعد هذه الكارثة ؟. أم ان هناك اجندة خفية ليس بعراقية اختطفت صوت الفيحاء العراقي لتتاجر به في سبيل مصالح غير عراقية ؟. لابد ان المشاهد العراقي بالخصوص قد لاحظ التغطية السيئة لقناة الفيحاء والغير متزنة ايضا، عندما غلّبت ادارة القناة ابراز جميع الاصوات التي كانت تدعم بالمطلق خضوع العراقيين للشروط الامريكية، لابل وتتهم اي صوت اخر بانه صوت مباع سلفا لهذه الجهة او تلك من جهات الجوار العراقي، بينما وفي الجانب الاخر غيّبت مع الاسف هذه القناة اي صوت معارض للهيمنة الامريكية وسياسة الرعب الجمهورية للبيت الابيض، فبدى الوضع شبيه بانحياز مطلق للقناة مع شروط الادارة الامريكية باتفاقيتها المذلة للعراقيين والمعتدية على مصالحهم السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية ايضا !. انا عندما اقول ان هناك انحرفة خطيرة جدّا في مسار وسياسات قناة الفيحاء العراقية فذالك لما تمثله هذه القناة في بدأ حركتها الاعلامية من انطلاقة لابأس بها في المرحلة الاولى، ولكن ما ان احتكت قناة الفيحاء بالمواضيع السياسية العراقية الحسّاسة حتى بدت عورات كثيرة جدا للمتلقي والمشاهد والمتابع لهذه الاطلالة العراقية الفضائية الاعلامية بالبروز !. فمثلا بدأت قناة الفيحاء مشوارها العراقي وهي مع الشرعية العراقية ومع انجازات الحكومة العراقية المنتخبة وضد سياسة الغوغاء التي تثيرها قنوات الحقد العربي وغير العربي على العراق الجديد وبمساعدة قليل من علمانيي العراق الذين كانوا ومازالوا يرون في العراق الجديد بديمقراطيته الناشئة نفي كامل لوجودهم السياسي المشبوه في المخيلة العراقية وتاريخهم الغير مشرف بالنسبة للعراقيين !. ولكن مع الاسف لم تستمر قناة الفيحاء بهذه السياسة الوطنية العراقية، بل وانضمت اخيرا الى جوقة القنوات التي تبحث عن عورات العراق الجديد فحسب لتطرحها على اساس انها انتكاسات خطيرة للعراق الجديد، فبغض النظر عما ذكرناه من انحيازها المخجل في موضوعة الاتفاقية الامنية للجانب والشروط الامريكية ضد العراقيين، هي اليوم تطرح تهجير المسيحيين بشكل مثير للفتنة وغير خادم بالمطلق لمسيرة العراق الجديد ووحدة شعبه المصيرية، ومع علم ادارة القناة بأن العراق الجديد يدفع ضريبة حريته من دماء ابناءه لخمس سنوات مضت وهو سائر رغم الجراح ببناء كيانه، تاتي قناة الفيحاء لتطرح نفس سياسة الجزيرة او قناة العبرية ( العربية ) السعودية او غير هذه المواخير من الاعلام الداعم لقتل العراق لتحمّل الحكومة والشعب العراقي مسؤولية ارهاب المسيحيين العراقيين ومأساة تهجيرهم من الموصل او من البصرة او من بغداد !. وكأنما الحكومة والشعب العراقي هما المسؤلان عن تهجير المسيحيين من الموصل والبصرة وليس الارهاب الذي يضرب بالشعب العراقي منذ خمس سنوات عجاف مضت بمساندة القوى السياسية المشبوهة من الخارج، والتي تحاول ارباك الوضع في العراق ومن ثم تقسيمه الى دوائر وحكومات دينية وطائفية وقومية !. نعم لااريد ان اكيل التهم لقناة الفيحاء وبانها تعمل لجهات ابعدتها تماما عن اهداف وتوجهات انطلاقتها الاولى، ولا اريد ان اجزم ان هناك من يؤثر على صاحب القناة السيد الطائي لتوجيهه (ربما ) من غير شعور منه توجهات تصادمية مع الشعب العراقي باسم الحرب بين العلمنة والاسلاميين في العراق، ولا اريد ان اذهب بهذا الصدد كثيرا لاقول ان هناك من يريد من قنواتنا الفضائية الوطنية العراقية ان تتوجه من حربها ضد الارهاب والتخلف ..... الى حربها ضد التيار الديني في العراق باعتبار انه الخطر الحقيقي على العراق الجديد ....... لا، ولكن اريد ان اشير للقائمين على ادارة القناة ان هناك فرقا كبيرا جدا ربما القائمين على ادارة القناة لايلاحظونه من خلال انشغالهم اليومي في داخل العمل الاعلامي، ولكن المشاهد من الخارج يلمس ويشعر بهذا التغيير وهذه الانحرافة الخطيرة لمسيرة قناة الفيحاء الجنوبية بين البداية وحتى هذه اللحظة من مسيرتها الاعلامية !. نعم اخوتنا في قناة الفيحاء ملاّك وكادر عمل : ان مستقبلكم الحقيقي ان اردتم ان تستمعوا للناصح المحب لكم، ولاتنخدعوا مرّة اخرى بمن يشير عليكم في المكان الخطأ لتقفوا عليه كما حصل في موقفكم من الاتفاقية الامريكية العراقية وكيف ان من اشار عليكم بالوقوف الى جانب الموقف الامريكي قد غشّكم وخدعكم ونال من مصداقيتكم بين ابناء شعبكم، وبعد ذالك كنتم انتم ملكيين اكثر من الملك او امريكيين اكثر من الامريكان في موقفهم من قضية التعديل التي طالب بها العراقيون وحققوها في نهاية الامر !. ان مستقبلكم هو ليس بالانصات للكثير من القول الذي يرى العراق بشكل أحول وغير واقعي ويحاول حرف مسار معركة العراق المصيرية بينه وبين الارهاب، بل ان تنصتوا وبكل قوّة لصوت شعبكم ولاختياره مهما كان مختلفا من حيث الجوهر والمنظر عن توجهاتكم السياسية، وان تعلموا ان شعبكم شعب ذكي وحسّاس جدّا وذكي للغاية ومن الصعب قيادة توجهاته الذهنية والفكرية بشكل مخادع او مغاير لتوجهاته الوطنية والسلام
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |