عراب العراق الجديد .. احمد الجلبي
 

 

فاروق راضي البلداوي

farooq_alradi@yahoo.com

لا يمكن لاي متابع منصف للمشهد العراقي بعد سقوط صنم البعث في 9-4-2003 ان ينكر الدور البناء والمثمر للدكتور احمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي على الرغم من قلة المسوؤليات والمناصب الرسميه التي تقلدها بعد عمليه تحرير العراق.

ففقي عهد المعارضه ضد نظام البعث العفلقي كان نشاطه واضح للعيان فساهم وبطريقته الخاصه في صنع قرار الكونغرس الامريكي الذي شرع قانون تحرير العراق بعد جهود مضنيه بذلها الجلبي مع صناع القرار في الولايات المتحده.

ولم يتوقف هذا الدور بعد التحرير اذ كان هذا الرجل من اوائل السياسيين ان لم يكن اولهم من دخل ارض الوطن مبشرا ببزوغ فجر جديد وواعدا بتحقيق احلام الملايين من ابناء الشعب العراقي الذي كان يحلم بتحقيق هذه الاحلام منذ فتره طويله.

وعلى الرغم من سلبيات القرار الامريكي بتحويل عمليه تحرير العراق الى احتلال !!! والذي حذر الجلبي من عواقب واثار وسلبيات مثل هكذا قرار الا ان الاداره الامريكيه تجاهلت ذلك. ورغم ذلك بقي دور الجلبي فعالا ومثمرا فمنذ اول انتخابات ديمقراطيه حقيقيه تجري في العراق بادر الجلبي الى الاهتمام بنقطتين مهمتين :

الاولى:تشكيل الائتلاف العراقي الموحد وهو تحالف ضم الاسلاميين والليبراليين وجميع المؤمنيين بالعمليه السياسيه فضم الشيعه والسنه والاكراد والتركمان والشبك وغيرهم من المكونات وهذا التحالف ليس من السهوله جمعه تحت تلك الظروف لولا وجود شخصيه سياسيه موثره وقويه لها نظره مستقبليه واضحه لما سوف توؤل له الامور مستقبلا.

ومن هنا بدات تظهر ملامح عراب العراق الجديد (احمد الجلبي) ومدى تاثيره .

الثانيه:جعل الاغلبيه السكانيه في العراق من المظلوميين والمسحوقيين تتصدى للمسوؤليه فجعل ابناء الاغلبيه تتقلد المناصب وتساهم في صناعه القرار السياسي بعد ان غابت عنه اكثر من 80 سنه وهذا ما نراه واضحا في الوقت الحاضر .

ان عمليه حكم العراق عمليه صعبه ومعقده وتحتاج الى عقول قادره على التفكير بصوره واضحه وصحيحه والتخطيط للامور بعقليه منفتحه ومتفتحه لهذ كان لدور الجلبي تاثير في رسم السياسه العراقيه.

ومن يضن ان الجلبي بعيد عن المشهد السياسي العراقي فانه واهم او متوهم لان رسم السياسه العامه لاي بلد يحتاج الى من يعمل خلف لكواليس.

ومع ان الكثير من المحللين السياسيين لا يحبذون ان يعمل الجلبي خلف الكواليس (اي يصبح عرابا) للعراق او مهندسا للسياسه العراقيه لانهم يرون بعقليه هذا السياسي او الزعيم الوجه الحقيقي والمقبول للعراق الجديد الديمقراطي الاتحادي سواء في الداخل او الخارج .

وعلى هذا الصعيد نرى مواقف الجلبي مع اخوانهالعراقيون في الداخل فما من ازمه حصلت هنا او هناك الا ونرى الجلبي بشخصه يحضر لحلها او المساهمه في حلها وخير دليل على ذلك موقفه المشرف والوطني في ازمه النجف عندما حصلت الازمه مع التيار الصدري.فحاول البعثي القومجي اياد علاوي ضرب الاسلاميين من خلال استهداف الصدريين ولكن الجلبي كان له راي اخر فلم ينسى الدور البطولي للتيارات الاسلاميه في مقارعه صدام والبعث فسارع الى زيارة النجف وساهم في حل الازمه.

وفي مواقف اخرى لا تنسى كنا نرى الجلبي يتباحث مع المرجعيه في النجف الاشرف في كافه الامور التي تخص المواطن العراقي ومشاكله وهذا ما يدعونا الى الثقه بهذا الرجل لعلمنا ان خط المرجعيه هو خط وطني اصيل لا يمكن المساومه او التنازل عليه.

وعلى ضوء هذا نستطيع ان نضع الجلبي بان يكونعرابا للعراق الجديد على طريقه العرابيين العظماء والذين نقصد بهم انهم يرسمون ويهندسون الخريطه السياسيه لبلدانهم ومن هولاء:

1- هنري كاسنجر عراب امريكا الاوحد ومهندس سياستها العالميه. سياسي لا يختلف اثنان على قدرته في ايجاد الحلول لاغلب المصاعب التي تواجه الولايات المتحده الامريكيه.

2-فلاديمير بوتين عراب روسيا الاتحاديه ورجلها العظيم في العصر الحديث فهذا الرجل جعل روسيا قوة لا يستهان بها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي واستطاع اعادة هيبة الاتحاد الروسي.

3-حامد كزاي عراب افغانستان ومهندس تحالفها مع القوى العظمى فهذا الشخص استطاع ان يجعل من افغانستان دوله بعد ان حاولت طالبان ابتلاعها مع عدم نسيان دور امريكا في نهوض افغانستان.

4- احمد الجلبي عراب العراق ومحرره من ظلم الطغيان البعثي العفلقي البغيض فهذا الرجل اكبر من ان يكون عرابا في الوقت الحاضر فالعراق بحاجه ماسه لخدماته وعلاقاته بالعالم الغربي وعندما يخدم العراق في هذه الفتره ويستطيع العراق النهوض عند ذلك لا باس ان يصبح الجلبي عرابا للعراق.

وختاما فالكثير من الشعب العراقي بانتظار الانتخابات القامه حتى نرى مهندس التحرير ماذا سيفعل؟؟ ومع من سيتحالف!!!

----------------------------------

ملاحظه: كاتب المقال لا ينتمي لاي حزب سياسي مع الاحترام لكافه الاحزاب العراقيه الوطنيه والاسلاميه.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com