الديمقراطية .. (33)

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

أئمة المذاهب ونبذ التقليد

اذا كان أئمة المذاهب انفسهم ينكرون التقليد ويرفعون عقيرة النكير بوجه المقلدين فما دواعي دعاة جهلة المعممين ورعاع الوهابية الضالين وهمج السلفية المنحرفين وجهادهم المستميت على محاربة الاجتهاد والتجديد واصرارهم  على التمسك بالتقليد والغاء الاجتهاد والطعن بالمجتهدين  فهذه اقوال ائمة المذاهب وشيوخ السلف يدعون الى الاجتهاد واعمال العقل

يقول إلامام مالك :(إنما أنا بشر أصيب وأخطيء فاعرضوا قولي على كتاب الله والسنة) تهذيب التهذيب لابن حجر ج10 ص8-6723 

ويقول الامام أبو حنيفة النعمان :(هذا رأي وهذا أحسن ما رأيت فمن جاء برأي غير هذا قبلناه .حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتى بكلامي ) ملخص ابطال القياس ورأى  لابن حزم ص69

ويقول إلامام احمد بن حنبل :(من ضيق علم الرجال أن يقلدوا الرجال لاتقلد دينك الرجال فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا وقيل له: لم لاتضع لأصحابك كتابا في الفقه؟ قال:ألأحد كلام مع كلام الله ورسوله ؟..انظر تلبيس ابليس لابن الجوزي ص65 اعلام الموقعين ج6ص204 وفتاوى ابن تيمية ص20و212

ويقول الامام الشافعي:(إذا صح الحديث بخلاف قولي فاضربوا بقولي الحائط) المجموع ج1 ص673

ويقول محي الدين ابن عربي :(لايجوز ترك آية أو خبر صحيح لقول صاحب أو إمام ومن يفعل ذلك فقد ضل ضلالا مبينا وخرج عن دين الله )  الفتوحات المكية لابن عربي ج2ص 164

ويقول العلامة عبد العظيم المكي :(إعلم أنه لم يكلف الله أحدا من عباده بأن يكون حنفيا أو مالكيا أو شافعيا أو حنبليا بل أوجب عليهم الايمان بما بعث به محمدا(ص) والعمل بشريعته )رسالة القول السديد ص3

ويقول العلامة محمد علي :(إن قفل باب الاجتهاد معناه الضربة القاضية على حرية الفكر بل على الاسلام الذي قلنا إنه جاء للناس كافة ليساير مختلف العصور والشعوب ولان وبعد سير ألف سنة سار خلالها المسلمون جامدين ) الاجتهاد والتجديد في التشريع الاسلامي ص305

بهذا المقدار نكتفي وفيه كفاية لمن اراد الاعتبار والتدبر

الحنبلية ومحاربة التقليد

حتى ان امام السلفية وشيخ النصية ومرجعية الاخذ بالاثر الامام احمد بن حنبل المأثور عنه والمشهور من أقواله أنه كان يحارب التقليد والجمود والانغلاق ويحث الناس على طلب الحكم من دليله ويقول:(كثرة التقليد عمى في البصيرة) جلاء العينين للالوسي ص105

قال أبو داود قلت لأحمد :الأوزاعي هو أتبع من مالك؟ فقال أحمد:لا تقلد دينك هؤلاء ماجاء عن النبي وأصحابه فخذبه ..اعلام الموقعين للامام ابن القيم الجوزي ج2ص181 

وكان الامام احمد ينهى عن الكتابة حتى عنه ويقول :لاتكتبوا عني ولاتقلدوني ولا تقلدوا فلانا وفلانا وخذوا من حيث أخذوا  ..مختصر المؤمل لابي شامة ص31

 وكرر قائلا ايضا :لاتقلدني ولا تقلد مالكا ولا الثوري ولا الاوزاعي وخذ من حيث أخذوا وقال :من قلة فقه الرجل ان يقلد دينه الرجال .. اعلام الموقعين ج2 ص:182

وقال سلمة بن المسيب:سمعت أحمد بن حنبل يقول:رأى الاوزاعي ورأى مالك ورأى أبي حنيفة كله رأى وهو عندي سواء وإنما الحجة في الاثار..الإيقاظ للغلاف ص28

تفنيد امام الوهابية للتحجر

واخيرا لابن تيمية شيخ السلفية الوهابية كلام في الاجتهاد استعرض فيه : نهي أئمة المذاهب للتقليد وامرهم بلزوم الاجتهاد انظر جلاء العينين للالوسي ص107

فلاندري الى متى القوم تبقى أفئدتهم اسيرة للهوى وتبعا للتعصب قد ران عليها وصدق عليهم ابليس ضنه فكانوا من الغاوين

ان إلغاء باب (الإجتهاد) وقصره على( تقليد ) أصحاب المذاهب الأربعة (مالك وأبي حنيفة والشافعي والحنبلي ) والتحجّر على التقليد من سحب فتاوى القرن الثاني الهجري وإعمالها للعصر الحاضر أي(قياس الحاضر من فهم الماضي) وفي هذا خطل عظيم لأن هؤلاء لايملكون عقولَ وملكات العلماء المجتهدين الآخرين هذا من جهة ومن جهة أخرى متغيرات العصرومستجدات الأحوال وإنَّ لكل واقعة حادثة وفي هذا يقول الإمام ابن القيم الجوزي الحنبلي :(من أفتى الناس بمجرد النقل من الكتب متجاهلاً إختلاف الناس في أعرافهم وعوائدهم وأزمنتهم وأحوالهم فقد ضل وأضل وكانت جنايته على الدين ) فان لإفرازات الدهور وتناقضات الظروف أدواراً مهمة في بيان المصلحة العامة وهو مرتبط بالاجتهاد والبحث في حلول لكل مشكلات الحياة والتجديد ويأتي بمثابة الآلية التي قررها الإسلام للموائمة مع حركة الحياة قال سبحانه (كل يوم في شان) علما بان لكل امام اجتهاده الذي يقوده اليه علمه واستفراغه الوسع في الاستنباط من الادله وفي هذا المجال قد يحدث اختلاف وتفاوت في الاجتهادات في المسئلة الواحدة تبعا للانكشاف  واعتماد الدليل

ضرورة لاجتهاد  

والعلامه احمد امين واحد من كبار العلماء الذين يرون من الضرورة بمكان والحاجة الماسة والشديد ة للاسلام والمسلمين من الرجوع الى فتح باب الاجتهاد  لانه الحل الاساسي لمواجة هذه المتغيرات المتسارعة والارهاصات الكثيرة والتحديات الكبيرة الا من خلال  ( المرونه والاجتهاد المطلق ) احمد امين -فيض الخاطر ج3ص177 المرونه والجتهاد في فهم الاسلام وتطبيقه وفق  مقتضيات التطور. والاصلاح الديني  يستند الى الاجتهاد  فالاجتهاد عنده :( باب من ابواب الرحمة وهو اجتهاد مطلق  غير مقيد  بمذهب من المذاهب  ويبنى على  حرية الفكر  ففي معالجة  قضايا الواقع وهو يتجاوز حدود المذاهب

 العلم والعقل هما اداة التقدم)و( ان كل  تقدم في العلم والمعرفة يجعلنا نواجه وجودنا الغامض مواجة  بعيدة عن العواطف والاوهام ) ويدعوا الى تكريس الروح العلمية والمنط العقلي المبني  على اعمال العقل واحترامه فيقول:( فيتغير نظر الناس الى الطبيعة والى البيئة  حسب ما ياتي به العلم من قوانين لا على حساب اوهام وخرافات وجمود التقليد.. والعلم يجعل الناس يعتقدون ان الحاضر من صنع ايديهم وانهم  يستطيعون  تغيره ) المرجع السابق  ج8ص146وص24 لكن المشكلة تكمن في رجال الدين الغاطين في سبات القرون فجلبوا النكبات فيؤكد المفكر امين :( الذين عجزو ا عن ربط الدين بالحياة العلمية لان  تمسكهم بالظواهره يفوق  تمسكمهم بالجوهر ولانهم كانوا من اهم اسباب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة )  احمد امين - حياتي - ص114

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com