لوكليزيو وجائزة نوبل للآداب .. والعرب المنشغلون بالجيوسياسية
 

مروة العميدي

meme_babylon@yahoo.com

فاز الكاتب الفرنسي جان- ماري غوستاف لوكليزيو.بجائزة نوبل للآداب للعام 2008 بعد منافسة شديدة حدثت بين المرشحين لنيل جائزة نوبل ومنهم .

الروائية الجزائرية آسيا جبار، الهولندي سيس نوتبوم، الكندية مارغريت أتوود، التشيكي أرنوست لوستيغ، المكسيكي كارلوس فوينتس، إضافة إلى الروائية الألمانية ذات الأصول الرومانية هيرتا مولر، والشاعر الكوري كو أون

والكاتب من مواليد 1940ولد في مدينة نيس الفرنسية، وقد قضى سنتين من طفولته في نيجيريا، وقام بالتدريس في جامعات في بانكوك وبوسطن ومسكيكو سيتي

اختلفت نتاجات جان ماري لوكليزيو بسبب امتلاكه حقيبة كبيرة من الإعمال والإصدارات لا تجد فيها سوى الأدب الرفيع والنزعة الإنسانية المليئة بالشفافية و من أعماله التي أثارت ضجّة في الإعلام «نجمة تائهة» (1992) التي تحكي هجرة اليهود إلى فلسطين من وجهة نقديّة (إذ تناولت المأساة الفلسطينية والمراحل الأولى من تشكّل المخيم)، ما أدّى إلى حملات ضدّه في فرنسا. نذكر أيضاً: «الحمّى» (1965)، و«الطوفان» (1966)، و«النشوة المادية» (1967)، و«الحرب» (1970)، و«ثورات» (2003). وتبرز من بين رواياته كلّها «صحراء» التي يعدّها النقّاد أروع أعماله... وصولاً إلى «موّال الجوع»2008

هذا وتميز جان ماري لوكليزيو بتنوع الإعمال وخصوصا الأعمال الانسانية التي تعنى بشؤون الإنسان وهمومه واعتماده على الرحالة ومن الأمثلة البسيطة عليها المكسيك هذا واقترب لوكليزيو من الإحداث العالمية بصورة مقربة مما منحة شخصية كاريزمية تكاد تكون منفردة إضافة اهتمامه بالمادة الكلاسيكية وامتازت كتاباته بدحض العنف والسعي وراء المال

لوكليزيو من أب بريطاني ذي أصل بريتوني وموريسي ومن أم فرنسية الفرنسي يميل الى الخيال الميتافيزيقي وكتابته تمتاز والبساطة كما تمتاز لغته بشدة جمالها وتأثيرها هذا وترجم لوكليزيو عن المكسيكية العديد من الكتب والإصدارات الأدبية ومن أشهرها نبوءات شيلام بالام» (1976) «علاقة ميشوكان» «الحلم المكسيكي» (1985) «أغاني العيد» (1997) ديغو وفريدا (1994هذا وحاز لوكليزيو على العديد من الجوائز من اشهرها جائزة الكونكور الفرنسية التي كان لها اثر كبير لنيله على جائزة نوبل إضافة إلى جائزة رنودو للمحضر الرسمي, وشارك لوكليزيو، ما بين 1970+1974، الشعوب الهندية في مقاطعة دارين البنمية حياتها، حيث كتب عن هذه التجربة: «إنها صدمة حسية كبيرة، صعبة، كان الجو حاراً، وكان عليّ أن أمشي مسافات طويلة على الأقدام. كان عليّ أن أصبح خشناً، صلباً. منذ تلك اللحظة، التي لامست فيها هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً. أثرت هذه اللاعقلية فيما بعد في كلّ كتبي.

ومن هنا نجد فكرة الارتباط بالطبيعة ونبذ العنف والحروب الوحشية, ومسرح اللاعدالة وقسوة الفقر والشمس الباردة والجوع ووهن المسنين ووحدة الهاربين الي المنفي‏ ترهق الأديب الفرنسي وتشتعل أنامله نارا لتعبير بكتاب أو رواية عن تلك الإحداث رغم تقاعس الأدب الفرنسي في السنوات الأخيرة وبروز أدب أمريكا ألاتينية بقوة على الساحة الثقافية الدولية ألا إن ذالك لم يثني لوكليزيو واستمر يقدم وصفا حيا للخلفية أو المشهد الثقافي أكثر من تقديمه الطبيعة كجزء من تفكير شخصياته .

ابتعد لوكليزيو عن النرجسية والخيال الذاتي وطرق موضوعات مستسقاة من الحياة العصرية وكان بحق يستحق جائزة نوبل رغم أمنياتنا إن تكون عربية هذا العام فالأدب العربي وبعد عام88 عندما فاز الأديب نجيب محفوظ لم يتوج على منصة الأكاديمية السويدية ,والسؤال المطروح هنا لماذا استبعد العرب عن جائزة نوبل هذا العام والأعوام السابقة هل لقلة الترجمات وعدم الاطلاع على الأدب الغربي او لانشغال العرب بالجيوسياسية والانعزالية أم هي الأقدار التي تضع الأديب نصب أعينها أم هو الصمت المطبق وعدم التنفس من رئة الآخرين لكي يكسب الأديب استقلاليته التي تعتبر رأس مال أي كاتب على وجه الأرض.

أسئلة كثيرة تطرح ومازالت كفة الميزان تتأرجح بحيرة

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com