|
الجميع منتصرون
نجاح الحسني في أي صراع لابد أن يكون هنالك طرف منتصروآخر مهزوم ، وشعور النشوة والمرارة في نفسي المتصارعين ربما ستجعل كل منهما يفكر بأن اللعبة لم تنته بعد . والخلاصة هنالك طرف رابح , وطرف خاسر حتماً. أحتمال آخر يرد وهو أن الطرفين خاسران أذا أنتهى الصراع بدون حل جذري أو نهاية مقنعة تتناسب وأسباب قيامه رغم أنتهائه صورياً. وبحسبة بسيطة فأن الخسارة تشكل نسبة 50% على الأقل (( عند أدنى حالاتها بأفتراض الأنتصار لأحدهما بدون خسائر أو تضحيات أثناء الصراع , وهذا أشبه بالمستحيل )) , وتشكل نسبة 100% عند خسارة الطرفين . أما الربح فنسبته أقل من 50% عند أنتصار أحدهما ((وهو في أعلى حالاته)) و بسهولة لا يتعدى نسبة الصفر% عند خسارتهما معاً. وعند جمع المعادلتين بأعتماد مناصفة نتائج الصراعات, فستكون نسبة الربح أو الأنتصار 25% فقط (( في أفضل الأحوال وبأفتراض عدم وجود خسائر للمنتصر , وكما أسلفت )) . وهنا يطرح تساؤل ؛ هل من حالة لا منتصر فيها ولامهزوم ؟ ومن زاوية أخرى ؛ أليس في تجنب الصراع الحل ؟ بأعتبار أذا لم يكن هنالك شيء منه فلا هذا ولاذاك ,وبالتالي فلاحاجة للعناوين. ونتساءل أيضا ؛ هل يمكن حل الأمور بتجنب الصراعات ؟ الجواب نعم , وأن لم يكن فبمعظمها . أما عند الأضطرار للدخول في صراع مفروض من طرف واحد وبعنوان الدفاع أو الحفاظ على الدين مثلا , أو الشرف , أوالوطن الى آخره من المسميّات التي تكون التضحية فيها عنواناً للأنتصار الأعظم . وهنا يمكن القول ؛ هذا صراع تدخله وأنت منتصر حتماً . فهاك الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام , أيجرؤ أحد من أعدائه قبل أنصاره أن يقول أنه مهزوم ؟ وعوداً على بدء فالحياة اليومية مليئة بالصراعات أن نحن بحثنا عنها , أو حتى عنونة أي حالة من الحالات تحت هذا المسمّى وهي ليست مبدئية بالضرورة وياليتها حقاً . فمن الممكن أن تدخل الصراع وأنت تقود السيارة , أوعند ممارسة أداء معين , أو في في داخل حلقة نقاش (( وكثير من الحالات التي لا حصر لها)), وعندها يعلق المرء في شباك حبالها الوهم ليجد نفسه قد تشرنق بها وهي لم تحاك له أصلا . فلو أمعن كل منا التفكير وبرويّة أن طرفه لاينوي الصراع ((على أن يكون المقابل على قدر من المسؤولية والاحترام بوروده في خواطر الآخرين بالصورة الحسنة )) , فيصبح الطرفان بذات المستوى من ((حسن الظن)) ,فلا أعتقد أنه سيبقى خاسر بيننا ولك أن تتخيل مجتمعا لا مهزوم فيه وهو واقع الأمر , لأنه لا خسارة الا عند ((سوء الظن )) وفي داخل أنفسنا فقط وهذا من وسوسة الشيطان لعنة الله عليه . فالجميع منتصرون وأذا تجاوزنا هذا, فكم سيدفعنا لأحترام ذواتنا وأحترام الآخرين بنفس القدر, ونتمتع جميعا بنشوة الأنتصار. ولنتذكر جميعا. أذا اتسعت الحلقة فستستوعب الجميع
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |