|
كلام في الأتفاقية الأمنية
نجاح الحسني لعل الكتابة عن الأتفاقية العراقية ـ الأميريكية / الأتفاقية الأمنية / المزمع توقيعها صار تكراراً من الكلمات والجمل والآراء، حتى اذا قدر لنا جلب كل المقالات وأفرزناها لوجدنا منها ماهو منسوخ تماما،... وطبعا هذا ليس من باب الأقتباس وأنما من تصادف تطابق الآراء والرؤى، فلا يستطيع القارىء الكريم أو الكاتب بالأخص أن يتمكن من قراءة كل المقالات الواردة في موضوع لذا قد يفوته شيء ويكرر أشياء لكثرة ما كتب وما يكتبون . فقد ألقت الأتفاقية الأمنية بظلالها على جميع محاور السياسة والسياسيين والقرارات وأصحابها بل وعلى كل مفصل من مفاصل الحياة اليومية لكافة شرائح المجتمع المدني والعسكري . ومن ضمن ما فيها تقييم نجاحات الماضي أو فشله وبهما تتحدد مكاسب كل طرف وبهما أيضاً يتكلم المفاوض من موقع الأقتدار أو الضعف وشتان ما بين الفرض والأذعان . وكذلك تقييم الحاضر وحياة اليوم التي نعيشها ونحن مكرهون ما بين نسيان الأمس أو التقلب على نار جواه وما بين الغد . فآفاق المستقبل من ضمن ما تحدده في أعداد الخطوط للآتي القريب والبعيد وطرق السلامة ومنافذ الأمان لأحتمالات ترد أو لاترد وللأتفاقية صناع وسياسيين وشعب. فالقسم الأول وهم صناع الأتفاقية ـ وهم معدي ومبرمجي بنودها أصحاب المصلحة فلا مجال للفرض بأن الأعداد كان بأدارة فريق من الطرفين وهذا عادةً ضمن الظروف الطبيعية بل أعدت من طرف واحد فقط لأنه لا يخفى بأن الأميركان لوحدهم هم من وضعوا بنودها / بأعتباره ظرف أستثنائي كالعادة / . وأذا كان من شك لأحد بكونها أحادية الأعداد فلينظر الى كم التعديلات والتحويرات التي طالب بها الوفد العراقي المفاوض في وقت لم يطالب الأميركان بشيء بل يتكرمون بالأستجابة لبعض ما في حساباتنا انه تنازلاً عن بعض الفقرات وفي الحقيقة هي ليست كذلك الا لأننا أعتبرناها من الثوابت، مضافاً الى ان المسودة أصلاً قدمت للعراقيين لأستحصال الموافقة ولا تقل لي بأنهم أستعانوا بخبراء عراقيين كي يساعدوهم على ذلك، والأمر الآخر في تبيان أحادية أعدادها هو كثرة الأختلاف والتناحر بين كل المستويات السياسية والوطنية للعراقيين في قبولها من عدمه،وقد أتفق عليها الجميع هناك ولا أختلاف . أما سياسييها وهو القسم الثاني ـ فهم هناك بين من يعيش في سباق مع الزمن وهواجس معطيات وأفرازات ردود الفعل لدينا، وبين من يحاول أن يتكأ على الزمن ليقضيه في تجاذبات وأجتهادات وهمية طويلة الأمد، وبينهما مصالح رئاسية وأنتخابية كمعيار أيهما أجدر في تعامله مع ملف العراق سيما وقد تكون هذه الأتفاقية هي الثمرة الأنضج . وعندنا هنا يشتد العراك لدرجة الأشتباك والكل متهمون، بين مؤيد عميل ورافض صفوي وصامت نفعي فأعانهم الله على تحمل بعضهم فيما هم فيه مختلفون، فهم جميعاً مبتلون بمسؤولية تمريرها بقدر مسؤولية عدم التمرير، وظلوا يتخبطون كالعمي في ليلة ظلماء ولاهادي لهم، لأن الطريق ليس واحداً والخطى مبعثرة والهدف ليس ثابتاً والنفوس تغيرت فبالعواطف تجزم الأمور وليس بالعقول،والكل يريد الوصول قبل غيره وليس هدفهم الوصول معاً. فأنتخابات قادمة وأخرى تتبعها تحتاج لمن يستجلب الأصوات وأحزاب وتيارات ومقومات أخرى تدعوا المتصيدين للتربص من أجل الحفاظ على منصب هنا أو هناك أو اللهاث وراءه أو مآرب أخرى ليس أقل ما فيها تسقيط الآخرين وجعلهم في مصب الخيانة وأثبات الذات الوطنية، ورؤوس قد أينعت وحان وقت قطافها . ولاننكر أن هناك من يحتكم في هذه الظروف الصعبة الى دينه ومبادئه ووطنيته وضميره وذاته الخالصة النظيفة ولعله من أكثر المتصادمين تضرراً لقوة الأحتكاك مع الآخرين لدرجة التقاطع ولاتجمعه معهم أية زاوية ميل . والقسم الثالث والأخير هو الشعب ـ تلك المادة التي جعل كل شيء منها حي في عالم السياسة، أولئك الذين لاحول لهم ولا قوة. فليس من ينفض الغبارعن تلك النفوس التي أنهكتها الأحلام والوعود أكثر من التعب بعينه، رغم تحول بعض منهم الى مسؤول رفيع وكان قبل ذلك يتحدث عن الظلم والألم والخلاص ولكنه وبأزدواجية مريبة سرعان ما ينسى ذلك وكأن على رأسه الطير وهو يرتدي البدلة وربطة العنق تلك التي كان لايمتلك ثمن أحداهما . وينسى أنه من الشعب وبالشعب والى الشعب . ويصادر هذا الرقم المهول أمام نفر من الساسة، فملايين منهم لهم أجتهادات وآراء قد تفوق ما يفكر به علية القوم، ولكن بماذا ؟ بطرح يجهلون كل شيء فيه الا عنوانه . فهل يعرف العوام فحوى هذه الأتفاقية لولا ماتجود به بعض المواقع الألكترونية، فتارةً يكذبها مسؤول وأخرى يغمز لها بعينه الكريمة فلا أخبار سوى أبتعدنا ـ أقتربنا ـ أوشكنا وما الى ذلك من ذر الغبار، بحجة الكتمان ولاشك ان السرية مطلوبة ولكن أسألك بالله هل يجوز أن يقرؤها المواطن الشريف في هذا البلد من مواقع الغرباء والأعداء كمواقع القاعدة، فأي سرية هذه ؟ وهو يتساءل ببساطة ـ اذا لم نوقع فمتى ستخرج أميركا ؟ واذا وقعنا فمتى ؟ وأين نحن من كل ذلك ؟ فلا مجيب ولا مستجيب، ولاشيء سوى كلام في الثوابت الوطنية والسيادة وكرامة الأنسان العراقي وحقوقه وووو، وكل يوم نحر وهتك وقمع وسلب ونهب ودوي، ولا يدري الشعب عن أي شيء يتحدث قادته الأجلاء . لذا فقد آثر هذا المسكين / اللامنتمي / الا لدينه وأرضه وعرضه الأذعان والأنتظار فلا من منصت، قبل أو رفض، صاح أم ناح، تجمهر أو تفرق . وبالتالي الكل ينظر الى الثلة. فهم كمن ترك الغدير وراح يترحم قطرة الماء
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |