|
أوبامــا .. القلب الأبيض في الجسم الأسود سلوى غازي سعد الدين أوباما .. القلب الأبيض في الجسم الأسود سلوى غازي سعد الدين ها هوالرئس الامريكي الرابع والاربعين الذي يصل الى السلطة بصورة ديمقراطية وانتخابات حقيقية ومن دون توافقات ومحاصصات طائفية وعرقية، بينما دولنا الشرقية وأحزاب هذه الدول يتحكم بها فرد قد يزيد حكمه عن أربعة وأربعين عاما، وليكن في العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية فيها أكبر عدد من الأعراق والألوان والطوائف ومن أصول أوربية آسوية وأفريقية هي التي انحدر منها أوباما ونذكر ها هنا وبهذه المناسبة أن الدول التي انتقدت سياسة الولايات المتحدة ولخصوا سياسة أمريكا بالرئيس وبشخصية جورج دبليوبوش، لكي يخيل للمواطن الشرقي المعصوب الأعين أن رئيس أمريكا هوشبيه وقرين لرؤساء الدول العربية في اتخاذ القرارات من دون تدخل ودراسة واستراتيجية وكانوا ينظرون إلى أمريكا وكأنها "مزرعة" بوش. ويتصور الكثير من الناس أن الرئيس الأمريكي هوالآمر الناهي والقاتل والغاصب لحقوق الشعب، ويبدولهم أن الرئيس في امريكا مقدس كما هوالحال في الدول العربية والإسلامية الملكية مثل المملكة العربية السعودية لأن شعوب المنطقة مهمشة وبالأغلبية من قبل حكامها الفاسدين الذين يفضلون التخلف والإرهاب على الديمقراطية التي سيجني منها المواطن الطمأنينة والرفاه والحرية والمساوات. بعد فوز هذا الرجل الذي لا يتحيز إلى أي جهة دينية وقومية عنصرية، فهومؤمن بقوة القانون الأمريكي ومؤمن بحرية الإنسان وسيقف بشدة ضد الدول الإرهابية ومن يدعم الإرهاب. والآن ترتعد فرائص رؤساء الحكومات ورؤساء الأحزاب القومية الطائفية من ديمقراطية أمريكا لأن كراسي حكام الدكتاتورية لا تهتز إلا بشدة الديمقراطية. إن الأحزاب التي لا تود التعامل بجدية مع الولايات المتحدة في نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، مصيرها الفشل وسيسقط المزيد من الأصنام في عهد أوباما مستقبلا وهذا ما أتوقعه، وهناك أمثلة كالسودان، سوريا، مصر، الجزائر، السعودية وليبيا، والقائمة طويلة وفي نفس الوقت نجد حكومات هذه الدول مستعدة أن تتعلون مع دول دكتاتورية مثل الصين وروسيا وفنزويلا وترفض التعاون مع الولايات المتحدة لان الأخيرة تطالب هذه الحكومات بتحسين سجلات حقوق الإنسان وتطالب بحرية الإنسان وترفض التمييز بين إنسان وآخر على أساس طائفي وقومي. وانتخاب الرجل الأسود للبيت الابيض أزعج الرؤساء المستبدين الملتصقين بكراسي الحكم والذين لاهم لهم سوى البقاء في السلطة وأن يستمر الشعب في الهتاف "رئيسنا يليق بنا.. الله يخلي الرئيس الله يطول عمره.."!! ولم تقف مساعي هؤلاء الحكام في الدول الإسلامية والعربية الإسلامية إلى هذا الحد بل كانوا يتمنون أن تكون أمريكا دولة دكتاتورية لكي يتعاونوا معها بجد وليستولوا بشكل كامل على حياة الناس ولكي يستطيعوا أن يتدخلوا بكل صغيرة وكبيرة تصدر من المواطن وإعدام وسجن المواطن بادنى هفوة وغلطة تجاه الرئيس القائد والحزب المناضل وما نملك من حرية وأدنى درجة من درجات حقوق الانسان ليس الا بفضل دولة كبرى وهي الولايات المتحدة والتي لوسحبت يدها من المنطقة ستقوم الحكومات الشرقية بمجازر وستقيم للمواطنين مقابر جماعية وأفران لحرق الجثث ولن تكفيهم هلوكست "محرقة" واحدة بل ستكون هناك هلوكوستات هلوكوست لليهود وهلوكوست للمسيحين واليزيدين والصابئة وهلوكوست خاص بالشيعة وهلوكست للسنة المعتدلين وهذه المناورات التي تقوم بها الأحزاب ورؤساء الدول العربية ما هوإلا نوع جديد من النفاق السياسي لكي يستغلوا سذاجة المواطن المسكين وطيبة الحكومة الديمقراطية في أمريكا سواء كان أوباما رئيسا وجاكي شان وبوش وهيلاري ولا يهم من سيكون الرئيس لكن المهم أن أمريكا هي دولة القانون المؤسسات ولا يستطيع الرئيس أن يتخذ القرارات الصعبة والاستراتيجية إرتجاليا من غير موافقة وتدخل الكونكريس ومجلس الشيوخ وأذكر المواطن الشرقي في الدول الإسلامية والقومية فأقول: صحيح أن أوباما أسود اللون لكن قلبه أبيض، ليس مثل الحكام في الشرق الأوسط أصحاب القلوب السوداء التي تحمل الكراهية لشعوبها وتحمل العداء والكراهية لامريكا واسرائيل وسائر الديمقراطيات.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |