|
الديمقراطية .. (34)
هلال آل فخرالدين توثين الصحاح نحن لا ننكر عظمة الحديث النبوي (ص)وبركت اثاره وانه السنة الشريفة لكن نتسائل لاي شيء اختص صحيح البخاري دون غيره بهذه الخصوصية والمنزلة من دون غيره من مدونات الحديث ؟! ان نظرة اولية وقرأة ابتدائية ترى الناظر ما يحيطه القوم بكتب الصحاح من تمجيد بل من تقديس يوازي كتاب الله سبحانه وبالخصوص منها (صحيح البخاري) بانه المقتدى به بعد كتاب الباري ويجب ان لايخلوا منه بيت حتى لايخلوا من البركة وان يوضع في (البيمارستانات) اي المستشفيات لاجل شفاء المرضى واذكر هنا طريفة :فعندما كانت السلطنة العثمانية تدشن سفينة حربية جديدة يوضع في داخلها (صحيح البخاري) وفي مرة كان حاضرا في الاحتفال الشاعر العراقي الفيلسوف الزهاوي فقال لهم ساخرا ان السفينة تسير بالبخار وليس بالبخاري فثارة ثائرة الترك وغضبوا عليه واقالوه من وظيفته لانه تهكم على الكتاب المقدس ..مجلة رسالة الاسلام السنة الخامسة ص403 فتقبل رواية صحيح البخاري من غير نقاش تهيبا لمكانته وحذرا من التهجمات القاسية والتعنيف المر لانه حسب زعمهم اعظم كتاب على وجه الارض او انه (عدل القران وانه إذا قرىء في بيت أيام الطاعون حفظ أهله منه وأن من ختمه على اي نية حصل مانواه وانه ما قرأ في شدة إلافرجت ولاركب به في مركب وغرق ) ..قواعد التحديث للقاسمي ص250 ونتساءل لم لم يقرأ القران وفيه شفاء للناس ودفع لما يكرهون ؟! ولماذا صحيح البخاري اصبح من العقائد الراسخة والمكانة المقدسة يتوسل به ويتلى لدفع المجاعة ويوزع احزابا في المساجد والبيوت كما حدث في مجاعة سنة(798 هجرية)في مصر؟! وقد جرى على العمل بذلك كثير من رؤساء العلم ومقدمي الاعيان إذا ألم بالبلاد نازلة يوزعون أجزاءه على العلماء والطلبة لكشف الخطوب وتفريج الكروب فهو يقوم عندهم في الحرب مقام المدفع والصارم المسلول والاسل وفي الحريق مقام المضخة والماء وفي الهيضة مقام الحيطة الصحيحة وعقاقير الاطباء وفي البيوت مقام الخفراء والشرطة وعلى كل حال هو مستنزل الرحمات ومستثقر البركات من مقال لاحد علماء الازهر نشر سنة 1320 وقواعد التحديث ص251 فقد جاء في قواعد التحديث عن شهرة البخاري قطع صحيح البخاري شوطا بعيدا من الشهرة ونال قبولا دون غيره من كتب الحديث فأصبحت له منزلة لايشاركه بها غيره ومن العسر مؤاخذته بشيء لان ذلك يدعوا إلى الرمي بالبدعة والخروج عن سبيل المؤمنين) قواعد التحديث للقاسمي ص:241 شذرات من نقد أئمة الحديث لصحيح البخاري أشير الى بعض من نقدات ائمة الجماعة لصحيح البخاري وانه لايساوي عندهم لا صحيح مسلم ولا موطأ مالك من حيث وثاقة الرجال وانتقاء الحديث الصحيح وعلو مكانت هؤلاء في العلم وبالخصوص الامام مالك يقول الامام الذهبي في تعرضه لبعض احاديثه :ولولا هيبة الصحيح لقلت إنها موضوعة كما ذهب العلامة ابن حزم إلى تكذيب بعض احاديثه فعنف لان التسليم بجميع مافي كتاب البخاري سنة تهذيب التهذيب ج8 ص:146 وصحيحه اصبح معمولا به فلا يمكن لاحد أن يعمل بحرية ارأي ومع هذا فإن بعض الحفاظ من كبار أئمة المحدثين تناولوه بالنقد بصراحة وحرية في الرأي من وجوه أهمها: 1-ترتيب الكتاب والعلاقة بينه وبين الترجمة وما تحتها 2-إنه يقطع الحديث فيذكربعضه في باب وبعضه في باب اخرى وقد تختلف الرواية في الاجزاء المختلفة وقد يذكر بعضها متصل السند وبعضها منقطعة وخذعليه ماخذ لم يستطع المنتصرون له أن يجيبوا عنها ضحى الاسلام لاحمد امين ج2ص116 3-انتقد الحفاظ في بعض أحاديث بلغت 110 منها 32 حديث اتفق فيها هو ومسلم ومنها ما انفرد بتخريجه وهو 78 4- إن بعض الرجال الذين روى لهم غير ثقات وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو(الثمانين)راوي فاذا كانت له ميزة صحيح احاديثه فلماذا لم تكن هذه الخصوصية لموطأ الامام مالك الذي قيل فيه انه أصح كتاب بعد كتاب الله؟! او صحيح مسلم الذي قالوا فيه :ماتحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم تذكرة الحفاظ ج2ص104 ويقول العلامة ابن حجر :حصل لصحيح مسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لم يحصل لأحد مثله بحيث إن بعض الناس كان يفضله على صحيح البخاري وذلك لما اختص به من جمع الطرق وجودة السياق والمحافظة على أداء الالفاظ من دون تقطيع ولارواية بمعنى تهذيب التهذيب ج10 ص:115-6932 وقالوا :ان كتاب الترمذي أنور من كتاب البخاري فاذا كانت تلك العظمة التي احرزها صحيح البخاري لما حواه ؟! فالقران أولى بأن يتخذلدفع تلك المشاكل حتى ان جمال الدين الحنفي يقول:(من نظر في كتاب البخاري تزندق) شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي ج7ص40
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |