|
رئـــــيس وزراء قوي .. برلـــــمان قوي
سهيل أحمد بهجت كـلنا يتذكر الموقف الشجاع الذي اتخذه المالكي حينما وقع على مرسوم إعدام الطاغية المقبور في الوقت الذي كان الطائفيون والقوميون جن جنونهم لهذا القرار الشجاع ورفضوا إعدامه بذرائع وحجج مختلفة، ولا أحد بالطبع يستطيع إنكار ذلك الموقف الشجاع للمالكي، اللهم إلا أؤلئك المتعامين بحب الإجرام البعثي ودكتاتور مكابر يرى نفسه من خلال الطاغية، والعراق الآن من خلال هذه المرحلة الحساسة بحاجة إلى رجل قوي وحين نقول ذلك فإننا نعني حقا أن يكون قويا من خلال ترسيخ القانون والضرب على أيدي المفسدين وناهبي ثروات الشعب، وإذا كان البعض يفهم القوة التي تحدثنا عنها على أنها الدكتاتورية فهومخطيء بالتأكيد. فالدكتاتور الغاشم صدام حسين لم يكن يوما ما قويا والعنف الذي مارسه تجاه شعبه وجيرانه والعالم كان أكبر دليل على جبنه وخوفه، فالشجاع هوذلك الذي يقف إلى جانب الفقراء والضعفاء وأصحاب الحقوق، وبالتأكيد فإن مصاصي الدماء ومحتكري الكراسي ودعاة المحاصصة الطائفية والقومية العنصرية هم أكبر أعداء الديمقراطية العراقية، وعلينا الآن كمثقفين وباحثين أحرار أن نبدأ في هدم النظام الفاسد القائم على إلغاء "الاستحقاق الانتخابي" في خدعة للإجهاز على الديمقراطية وقتلها مستقبلا، فما سماه المغامرون الباحثون عن السلطة والهيمنة والنفوذ "ديمقراطية توافقية" كان في الواقع تلاعبا وخدعة لتعطيل الديمقراطية التي تعني بالتأكيد حـــكم الأغــــلبية. لكن لكي تنجح الأغلبية المنتخبة في إيجاد صيغة حكم ناجحة فإن عليها أن تتخطى الطائفية والفوارق القومية والعنصرية وتوجد مقاعد للأقليات بين صفوفها، فتكون هذه الكتلة ـ التي نرجوأن تتحول إليها كتلة الائتلاف العراقي الموحد ــ مكونة من الشيعة والسنة والعرب والأكراد والتركمان والمسيحيين واليزيديين والصابئة والشبك، وهوما سيثمر بالتأكيد عنصر الاستقرار والتلاحم الوطني بدلا من السياسة الفاشلة التي اتبعها الائتلاف العراقي وتبنيه نظرية "إسلامية" صارمة أتاحت لأؤلئك المعجبين بطائفية البعث وعنصريته فرصة لتقسيم العراقيين وابتلاعهم في إجندتهم التقسيمية الإرهابية. المصيبة التي وقعنا فيها نحن العراقيون هوأن من انتخبناهم على الأغلب يرددون الكثير من الشعارات الوطنية وتزويق كلام جميل عن الأخوة الوطنية والمواطنة وكرامة الإنسان العراقي، ولكنهم ما أن دخلوا إلى البرلمان حتى أظهروا حقيقة مواقفهم من الآخرين، فأحدهم طائفي لا يثق إلا بذوي طائفته وآخر قومي عنصري حزبي يريد ابتلاع القوميات والمذاهب ودمجها في قوميته على الطريقة البعثية، إذا لا بد لنا أن نعرف أن التقوى الظاهرية والكلام المعسول سهل الخداع وأن علينا أن نصوت في المرة القادمة لمن يفعل أكثر من الكلام وعلى الائتلاف العراقي أن يتخذ لنفسه هذا الطريق إذ لا أمل كبير في الكتل الأخرى التي تفتت الدولة والمجتمع والنظام، والائتلافيون إذا لم يقروا برنامجا وطنيا فعليا وقانونا حضاريا غير بدائي ومتخلف ومتشبث بالماضي "التليد"!! فإن الشعب سيلفظهم كما سيلفظ الكتل الأخرى. وهنا يأتي السؤال: هل يقوم الائتلافيون بهذه الخطوات لإنقاذ العراق أم أنهم سيبقون مغرقين في التدين وسكرة الإعجاب "بالأنا التقية"..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |