|
الضربة التأديبية على وكر الدبابير في البو كمال .. الرد القاتل
وداد فاخر المقدمة : الحديث عن ضربات تأديبية للمجاميع الإرهابية يأتي الآن متأخرا جدا كون الحقيقة التي يجب أن تقال بان الأمريكان كان عليهم في أول بداية نمو ونشاط الإرهاب القاعدي في العراق توجيه ضربات تأديبية موجعة لتجمعات الإرهاب خاصة على الحدود العراقية – السورية حيث تشكلت أول الأمر نواتات لمجاميع إرهابية تقدم الدعم المالي واللوجستي وتوفر الأدلاء للمجاميع الإرهابية القادمة لنشر ثقافة الموت داخل ربوع ارض الرافدين من دول الجوار أولا ، ومن ثم من بعض دول المغرب العربي التي حطمت كل تطلعاتهم لمستقبل سعيد مدن بيوت الصفيح التي يخيم عليها الفقر والجوع والعري فجاءوا يبحثون عن بديل لحياتهم التعيسة راضين بما جاد به تجار الموت من الوهابيين المتاسلمين بقطع تذكرة للذهاب للجنة ، ومثلهم بعض الجياع اليمنيين ، والباحثين عن ثقافة الموت من الوهابيين القادمين بدفع من فتاوى علماء السعودية ومحميات الخليج الأمريكية . وكذلك ضرب تجمعات ومعسكرات فيلق القدس على الحدود العراقية – الإيرانية حيث يتم تدريب عناصر جيش المهدي ( الجهادية ) التي بدا بتشكيلها واشرف عليها عماد مغنية والتي تحدثنا ونبهنا عنها في أول أمر البدء بالتشكيل والتدريب من قبل فيلق القدس الذي يقوده العقيد قاسم سليماني منذ عام 2004 ، وبعض الفنادق داخل العمق الإيراني التي تأوي مجاميع أخرى من قياديي القاعدة ، ومتابعة المجاميع الإرهابية التي تستقر معظمها في البصرة كحزب الله وثار الله التي سيطرت على المراكز التجارية والموانئ في البصرة ، وتهريب النفط والسلاح. لكن يجب التركيز الآن على بذل اكبر جهد استخباري لملاحقة قيادات الإرهاب المتمركزة داخل أوربا وبعض البلدان العربية وإيران والتي تدعم الإرهاب ماليا وتجند الإرهابيين بعيدا عن أعين رجال المخابرات ، أو عن طريق غض النظر في بعض الدول الأوربية والعربية من خلال اتفاق ضمني بالابتعاد عن القيام بأي عمل إرهابي داخل تلك الدول ، وهو ما يحصل بالضبط في بعض محميات الخليج الفارسي الأمريكية كقطر والإمارات والكويت حيث تتواجد قوى وتجمعات الإرهاب والتي تملك أموال ومواقع الكترونية تحث فيها على الإرهاب بصورة علنية وتنشر وسائل تعليم كيفية صناعة العبوات المتفجرة ونشر بيانات القاعدة والتحريض على قتل الأكراد والشيعة وضم لهم الآن قيادة قوات الصحوات كطرف مناوئ للقاعدة. صراع الديكه : تحول الصراع السياسي الخفي بين دول أوربا وخاصة دول وسط أوربا ألمانيا وايطاليا وفرنسا وبعض الشئ النمسا إلى صراع يشبه صراع الديكه المتنافرين ليكون بالتالي ضحية ذلك الصراع الشعب العراقي الذي يجري قتله وتخريب بلده على مر الساعة باسم معاداة الأمريكان التي يرفع شعارها أحزاب وقوى اليسار الأوربي التي تحتضن غلاة البعثيين والبعثو – قاعديين ، وتوفر الملاجئ الآمنة لهم باسم اللجوء حيث يتمركز أمراء للقاعدة في وسط أوربا وقيادات بعثية عسكرية قاعدية توفر كل ما تتطلبه ديمومة عملية الإرهاب في العراق والعالم . فقد تحولت ملايين الدولارات داخل أوربا لكي تكون بؤرا مالية منتجة في مجال اقتصاد السوق بالعمل على تدويرها داخل محلات ومؤسسات وعقارات سجلت باسم أشخاص معينين لم يكونوا قبل تاريخ 9 نيسان 2003 يملكون هذه المبالغ الخيالية الطائلة والمحلات والمطاعم والفنادق وغيرها من الأعمال التجارية المريبة . والى جانب كل هذا تنشط منظمات إسلامية دولية وهيئات إسلامية وجمعيات اغاثة باسم التبرع لفقراء المسلمين و لدعم أطفال وفقراء العراق وفلسطين لتضخ ملايين الدولارات لمساجد ومراكز إرهابية تتواجد في دول عربية عديدة لتجنيد عشرات الإرهابيين لدفعهم عن طريق الممر السوري ( الآمن ) خصوصا طريق دير الزور والقامشلي للدخول للأراضي العراقية وتنفيذ جرائمهم الإرهابية اليومية ضد العراقيين الآمنين باسم ( مقاومة الاحتلال الأمريكي ) . عملية قنص الثعلب في دير الزور : وقد شكلت عملية قنص الثعلب التي قامت بها القوات الأمريكية عبر الحدود العراقية – السورية باستخدام أربع طائرات مروحية للانقضاض على هدف مشخص ومراقب مراقبة دقيقه وبإيعاز من قسم العمليات الخارجية في إدارة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بعد أن وفرت لها وزارة الخزانة الأمريكية المعلومات اللازمة عن الإرهابي الملقب بـ ( أبو غادية ) تطورا جديدا في العمليات المضادة للإرهاب وملاحقة الإرهابيين خارج الحدود . ورغم تأكيد أطراف إعلامية عديدة بوجود تنسيق مسبق بين السلطات الأمنية السورية والقوات الأمريكية المحتلة في العراق وهذا ما تؤكده صحة المعلومة التي وصلت للقوات الأمريكية عن تواجد الهدف المقصود في عش الدبابير الذي انقضت عليه القوات الأمريكية وفق خطة معدة مسبقا واستطاعت بكل سهولة إتمام عملية القنص وقتل الهدف المنشود . لكن يبقى السؤال هو عن : مدى نجاح العملية في مجال محاربة الإرهاب مستقبلا والأضرار الناتجة عن هذه العملية الناجحة ؟ . ونجاح مثل هذه العملية في إصابة الهدف لا يعني نجاحها ستراتيجيا كون الأضرار المستقبلية التي ستنتج عنها هي أكثر من نتائج نجاحها لأسباب عدة وهو رد عملي وشجاع لكنه رد قاتل . وإذا تفحصنا الأمر لظهر لنا خطأ القيام بمثل هذه العملية لاقتناص الإرهابي ( بدران تركي هيشان المزيدي ) على بعد 8 كيلومترات داخل الأراضي السورية ومجموعة من مساعديه وسط أناس آخرين لا نستطيع تسميتهم بالأبرياء كونهم ارتضوا أن يوفروا ملاذا آمنا لمجموعة تقوم بتهريب عشرات الإرهابيين وتقدم لهم دعما ماليا ولوجستيا ، لكن تنفيذ العملية بهذه الطريقة يعود بالضرر نتيجة قتل المتواجدين في نفس المكان من الذين يقال عنهم خطئا ( مواطنين مدنيين ) لان قتلهم في نفس المكان مع المجموعة الإرهابية سيزيد من نقمة البعض من أهاليهم وحنقهم وبالتالي لا يستبعد أن يقدموا عن طريق الثأر لهؤلاء الدعم للإرهابيين أو ينخرطوا في صفوفهم . وكان من الأفضل أن تتم عملية قنص الهدف وفق خطة استخبارية دقيقة عن طريق إعداد مصيدة على طريقة صيد الثعالب ( THE TRAPE ) ، وقنص الهدف أو مجموعته منفردين بواسطة عملاء محترفين ، أو عميل مزدوج . وقد أكد حقيقة عدم جدوى محاربة الإرهاب بالطريقة الأحادية المتمثلة بالطرق العسكرية المباشرة الرئيس التونسى زين العابدين بن على إذ قال ( إن مكافحة الإرهاب لا يمكن حلها اعتمادا على تعزيز الأمن فقط، بل يجب اتخاذ إجراءات وقائية، وبحاجة إلى تحسين حياة الشعب، وتعميم التعليم والثقافة، ورفع مكانة المرأة والتخلص من الفقر لاستئصال شآفة الإرهاب. وإذا تم الاستناد إلى القوة الفعلية الجبارة، واتخاذ الوسيلة العسكرية عشوائيا، فستكون النتائج التى تتحقق فى مكافحة الإرهاب اقل بكثير). لذا نلاحظ إن نسبة كبيرة من منفذي العمليات الإرهابية هم من فقراء المدن القادمين للحصول على متع الجنة والحور العين كما صورها لهم جهاز الدعاية الإرهابي بعد أن حرموا منها في حياتهم العادية . ولو أخذنا شمال ووسط سيناء بمصر مثلا التي تلقى الكثير من الإهمال في كافة الخدمات ، وعدم وجود مياه كما إن 40 بالمئة من البدو يعانون من سوء التغذية ( تقرير برنامج الغذاء العالمي ) ولا حق لهم في تملك الأرض ، ونسبة عالية جدا من البطالة لذلك فلا غرابة أن ينحدر معظم المشتبه بهم في تفجيرات سيناء من قبائل فقيرة . كذلك فإن جميع الإرهابيين القادمين من مدن المغرب العربي انحدروا من مدن الصفيح الفقيرة جدا وعانوا من الحرمان وسوء المعيشة ويساويهم في الحرمان وشظف العيش الإرهابيين القادمين من اليمن . خطر بعض المتحولين للإسلام عن طريق الجماعات الدعويه الإرهابية : وتعتبر أوربا والغرب عموما أكثر البلدان تجييشا وتصديرا للإرهاب لسهولة العمل بين المهاجرين الفقراء القادمين خاصة من دول المغرب العربي وبعض دول جنوب شرق آسيا وتنشط المجاميع الإرهابية التي تجيش الإرهابيين في دول معينة حاليا في تجنيد إرهابيين جدد تحولوا للإسلام حديثا بفعل نشاط القواعد الإرهابية الدعوية في الخارج وأصبحوا بديلا عن المهاجرين مسلمي المولد وأولادهم الذين ولدوا ونشئوا في الغرب . وتكمن فائدة تجنيد المتحولين للإسلام حديثا في عدم كفاية أدوات مكافحة الإرهاب مثل البحث عن الأسماء الإسلامية أو منع الإرهابيين المحتملين من عبور الحدود ودخول البلاد . فهم يعرفون الثقافة المحليّة وممتزجون بها، ولا يُمكن إبعادهم أو طردهم، وفي إمكانهم إخفاء هويتهم الدينية بتفادي الذهاب إلى المساجد، وبعدم الظهور والبروز كمسلمين ، وحتى بشرب الخمر وتعاطي المخدرات كي يظلوا بعيداً عن الأنظار. وينصح دليل إرشادي للقاعدة الذين ينوون القيام بعمليات انتحارية أن "يرتدوا الجينز، ويأكلوا الدونات، وأن يحملوا معهم دائما جهاز الوكمان" وهم في طريقهم إلى العراق ، مما يبعد الكثير من الشبهات عنهم . وسبق أن قامت بلجيكية تحولت للإسلام، اسمها موريل ديجوك تبلغ من العمر 38 سنة من بلدة شارلروا Charleroi الصناعية، لأسرة كاثوليكية واعتنقت الإسلام في الثلاثينيات من عمرها وقامت بعملية انتحارية في العراق ضد موكب أمريكي في بعقوبة جنوبي بغداد في 9 نوفمبر 2005 ، أسفرت العملية عن مصرعها وإصابة جندي أمريكي ، وهي تصبح بذلك أول امرأة غربية مسيحية المولد تقتل نفسها لأغراض إسلامية متطرفة. وكان نصف عدد الأشخاص الأربعة عشر الذين تم اعتقالهم بسبب وجود صلات تربطهم بديجوك هم من المتحولين للإسلام . وهناك قائمة طويلة بأسماء العديد من الأشخاص الذين تحولوا للإسلام وكانوا جزءا مهما من عمليات منظمة القاعدة الإرهابية ، بدءا من استراليا حتى الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك دول جنوب شرق آسيا كالفيليبين حيث تتهم الحكومة الفيليبينية القاعدة والجماعة الإسلامية باستغلال حركة راجا سُليمان (الأمير سُليمان)، وهي جماعة من المتحولين إلى الإسلام، لتنفيذ الهجمات الإرهابية . وينتقل المتحوّلون للإسلام من غير الغربيين إلى العيش في الغرب ومن ثم ينخرطون في العمل الإرهابي هناك. وللدلالة على ذلك هناك ثلاثة حالات أو قضايا أمريكية: راشد باز، درزي لبناني المولد، 141 سنة في السجن، لقتله ولد يهودي على جسر بروكلن. واضح الحاج، كاثوليكي- لبناني المولد، سجن مدى الحياة دون التمتع بأي إطلاق سراح مشروط، لتورطه في العمل لدى أسامة بن لادن. جون صموئيل، مسيحي- أثيوبي المولد، ينتظر محاكمة في جوانتانامو بتهمة دخول الولايات المتحدة للقيام بأعمال إرهابية لصالح القاعدة . الدور المهم في القرابة بين الإرهابيين: قامت الزيجات الدينية أو المصاهرة المقصودة بدور فاعل في دعم الإرهاب ، وهناك مثل على فعالية هذه العلاقة بين 15 بالمئة من الإرهابيين حيث تقول إحدى الدراسات حول هذا الشأن ( خالد شيخ محمد وابن شقيقه رمزي يوسف، الكندي المصري الأصل احمد سعيد خضر وأولاده: عبد الله وعبد الرحمن وعمر، الاندونيسي علي غفرون وإخوانه: علي عمروسي وعلى عمرون وعلي فوزي، السعودي وائل الشهري وأخوه وليد، السعودي نواف الحازمي وأخوه سالم، السعودي حمزة الغامدي وابنا عمه: احمد إبراهيم الغامدي واحمد ابراهيم الحزناوي الغامدي، السعودي خالد المحضار تزوج ابنة اخ اليمني رمزي بن الشيبة، الكندي المصري الاصل احمد سعيد خضر حاول إقناع ابنته زينب لتتزوج سودانيا كان معه في باكستان، لكنها رفضت، الاندونيسي حارث فضل الله زوج ابنته ميرا الى عمر الفاروق من الكويت، اسامة بن لادن زوج ابنه الى ابنة أبو حفص المصري – قتل اثناء الغارات الامريكية في افغانستان في الحرب على طالبان - ) . وقالت الدراسة ان هذه الزيجات تمت لاسباب دينية اكثر منها «لدعم الارهاب». واشارت الدراسة الى (زواج الاندونيسي يزيد سوفات، احد قادة «الجماعة الإسلامية» في ماليزيا، وقاد عمليات لحرق كنائس في اندونيسيا، ونظم لقاء كوالالمبور الذي جرى خلاله التخطيط لهجمات 11 سبتمبر والهجوم على المدمرة الاميركية «كول» في اليمن. وأوضح التقرير ان سوفات تزوج اندونيسية متدينة جدا، وتردد أنها هي التي دفعته للإرهاب إلا أنهما نفيا ذلك ونفيا أن يكون لزواجهما صلة بالإرهاب. كذلك لم يجد المحققون دليلاً على ذلك ). كذلك كان لبعض الصداقات بين بعض الأفراد دور في جذب العديد للمجاميع الإرهابية ، وان 75 في المائة من الإرهابيين انضموا إلى منظمات إرهابية بسبب علاقة صداقة أو معرفة سابقة، لا بسبب زواج، وان العكس كان صحيحا، أي إن الانضمام إلى منظمة إرهابية قاد أحيانا إلى زواج . ملاحقة أموال دعم الإرهاب وتجفيف منابعها : في علم مكافحة الإرهاب لن تفي أي عملية لاقتناص هدف إرهابي معين بالغرض المنشود منها وتدخل عملية قتل ( أبو غادية)ضمن هذا المفهوم الصحيح ، فالتنظيم الإرهابي تنظيم عنقودي يبادر بسرعة بإحلال شخص مؤهل آخر بدل العنصر المفقود فهناك عشرات ممن على شاكلة ( المزيدي ) الذين تدربوا على العمليات الإرهابية ولديهم أوكار عدة يستطيعون اللجوء إليها في حالة اكتشاف احد أوكارهم . فعلى بعد عدة كيلومترات من مقر (أبو غادية ) يوجد في قرية ( مو حسن ) في دير الزور وكر آخر أكثر أهمية من الوكر الذي تمت فيه العملية في البوكمال وفي مدن عربية هناك مساجد وبيوت لإيواء الإرهابيين وتوجيههم على كيفية الدخول للأراضي العراقية ومراكز توزيعهم داخل العراق . وكل هذه العمليات تجري بعيدا عن هذه المدن وفي بلدان أوربية ( آمنة ) بالنسبة للداعمين للعمليات الإرهابية إما وفق توافقات بينهم وبين مخابرات تلك الدول على طريقة ( غض البصر إذا جرى كل ذلك بعيدا عنا ) ، أو استخدام مغريات مالية توفر أرباحا لبنوك ومؤسسات أوربية كما جرى في بلد أوربي عندما طلب بنك الاتحاد الأوربي في بروكسل من احد البنوك في ذلك البلد إلغاء حسابات تنظيمات وجماعات إسلامية وردت تقارير عنها في دعم الإرهاب ، لكن التدخلات الشخصية الرسمية لحزب يساري أوربي وإغراءات المال دعت البنك المذكور للعودة عن قراره السابق مما اعتبره الناشطين في مجال مكافحة الإرهاب دعما غير مباشر للإرهاب العالمي ، وللعمليات الإرهابية التي تجري خارج حدود البلدان المتضررة من الإرهاب . كذلك جرى تعتيم كبير على أسماء معينة وردت في التحقيق مع مدان مسجون حاليا وستجري إعادة محاكمتة لاحقا في دولة أوربية هددها المدان المذكور ودولة أخرى بتفجيرات بواسطة فيديو نشر نشرته وسائل الإعلام ، والأسماء لأشخاص لا زالوا يعملون علنا ويجمعون الأموال خاصة في رمضان والأعياد ومن حفلات خاصة يحييها مغني بعثي معروف ويدعون بكل ترحاب للقصر الجمهوري في ذلك البلد كونهم من يجمع الأصوات الانتخابية للحزب اليساري الذي يدعم نشاطاتهم . وورد في عملية التحقيق مع المدان اسمين بالذات لعنصريين من عناصر البعث القاعدي شاركا في تسهيل عملية سفر المدان للعراق ورجوعه منها لمرتين أصيب في المرة الثانية فيما يسمى بعملية ( جهادية ) ، ولا زال الشخصان طليقين ويتاجران بما حصلا عليه من أموال معروف مصدرهما خاصة عندما شكلا أول سقوط النظام مجموعة لتهريب السيارات للعراق عن طريق البحر ووصل عدد السيارات المهربة إلى 1200 سيارة علما إن كل التفاصيل تحتفظ بها إدارة الأمن في تلك الدولة عن النشاط المعادي للشخصين المذكورين علاوة على المجموعة المرتبطة بهما مع علم كامل للطرف الأمريكي بذلك . ووصول معلومات مفصلة للجهات الأمنية العراقية التي لم تتحرك للآن للحضور للبلد الأوربي للإطلاع على التحقيقات التي جرت مع المتهم والوثائق المضبوطة والتي كانت بحدود 190 ألف ساعة من المراقبة والتصنت والمستمسكات والاستماع لمكالمات كون القضية تتعلق في بعض من تفاصيلها بالوضع الأمني العراقي وأحقية العراق باستلام المدان بعد انقضاء محكوميته هو والمشاركين معه للمحاكمة داخل الأراضي العراقية والحديث هنا موجه لرئيس الوزراء العراقي بالذات السيد المالكي ووزير الأمن الوطني . ووصلت أراض تلك الدولة مجموعات بعثية قاعدية عن طريق دولة أوربية شرقية سابقة يقع فيها ملاذ آمن كسكن مؤقت يملكه تنظيم بعثي لتهريب القادمين لأوربا منها 5 أمراء للقاعدة كانوا ضمن قيادات القاعدة في العراق ومن قبلهم مجموعة من الضباط البعثيين الذين كانوا ضمن قيادات القاعدة في العراق وقادوا معظم عمليات الابادة الجماعية داخل الوطن العراقي باسم ( المقاومة ) ، وكان البعض منهم مشاركين في جرائم التطهير العرقي التي قام بها النظام الفاشي السابق للبعث . وقد عملت شبكات الإرهاب على استخدام مختلف الطرق لدعم الإرهاب من خلال تمويله ماليا وعبر قنوات مختلفة تشمل البنوك والجمعيات الخيرية وهيئات الإغاثة وأنظمة التحويل البديلة ، لذلك يجب تدويل المعركة القائمة ضد الإرهاب وإيجاد هيئات دولية متخصصة لملاحقة أموال وأسلحة تهرب بطرق مختلفة وبواسطة منظومات مالية غير رسمية ومنظمات غير حكومية من خلال ثغرات في القوانين الدولية السارية . وهناك ترابط وثيق الصلة بين عمليات تهريب وبيع المخدرات وبين دعم الإرهاب وتوفير السلاح للإرهابيين ، وقد اثبت مؤتمر مكافحة المخدرات المنعقد في المقر الأوربي للأمم المتحدة في فيينا هذه الحقيقة على لسان المؤتمرين حيث أكدوا هذه الحقيقة بان وراء معظم عمليات تهريب المخدرات يد الإرهاب الدولي الذي يمول معظم عمليات الإرهاب من أموال بيع المخدرات . وتلعب بعض الجمعيات وهيئات الإغاثة الإسلامية دورا مهما في دعم وتمويل الإرهاب وتقع مهمة مراقبة هذه الجمعيات والهيئات على عاتق الحكومات التي تنشأ في بلدانها وكمثل على التحكم بتلك الجمعيات فقد قامت المملكة العربية السعودية في أواسط العام 2004 بوضع جميع الجمعيات الخيرية الخارجية التي تقع مقارها في السعودية تحت إشراف منظمة راعية تخضع لسيطرة الحكومة. وأدى هذا الإجراء إلى إغلاق فعال لمكاتب الفروع الخارجية لمؤسسة الحرمين، وهي جمعية خيرية عالمية رئيسية قام العديد من فروعها بتقديم الدعم للقاعدة. ومكّن هذا القرار المملكة العربية السعودية من التحكم في المعاملات بين الجمعيات الخيرية السعودية وفروعها في الخارج. وقامت الولايات المتحدة حتى الآن بتسمية 384 شخصا وكيانا. والسلطة القانونية لتجميد الأرصدة مشمولة في الأمر التنفيذي 13224 الموقع في 23 أيلول/ سبتمبر 2001، الذي يستمد سلطته من قانون السلطات الاقتصادية للطواريء الدولية وقانون المشاركة للأمم المتحدة. ونشط في هذا المجال إيطاليا حيث قدمت عددا أكبر من المرشحين لعقوبات الأمم المتحدة من أي دولة أخرى، وجاءت بعدها الولايات المتحدة ثم الجزائر والمملكة العربية السعودية وألمانيا. ولتطبيق قرارات ملاحقة أموال الإرهاب عمليا يتوجب إنشاء وحدات استخبارية مالية ترتبط ببعضها دوليا وتتبادل الأسماء والمشورة ، وقد أطلق على مجموعة المخابرات الدولية المالية اسم ( ايغمونت ) ، والتي ارتفع عدد المنضمين لها من 69 عضوا إلى 84 عضوا وهي معنية بمراقبة تداول وتحويل وغسيل الأموال من قبل الجماعات الإرهابية . وهناك قطاع خطر ومهم تجب مراقبته وهو القطاع الأهلي الذي تحول من خلاله أموال ضخمة عن طريق التسليم الشخصي والبعيد أحيانا عن مراقبة الإدارات المالية والبنوك والمؤسسات المالية الدولية ، وهو أكثر حركة ونشاطا من التحويل الرسمي . حيث يتم وعن طريق الشخص ( الناقل ) تجميع أموال دعم الإرهاب وتسليمها لقنوات الصرف بكل يسر وسهولة وهو ما يحدث عموما عند تحويل الأموال للإرهابيين في العراق . وحتى تتم المراقبة والملاحقة بسهولة وعن قرب يجب تشكيل شبكات من جواسيس ينخرطون في العمل المشترك مع المجاميع الإرهابية ضمن عملية التداول المالي تحت مسميات عدة أو حتى شركات وهمية تجسسية مع مراقبة دقيقة لشبكات الانترنيت وبعض غرف المحادثة التي تستخدم حاليا كوسيلة حديثة وبديلة للاتصال بين الإرهابيين في العمل والتخطيط والتنظيم وتحويل الأموال . وتأتي صعوبة ملاحقة هياكل المجاميع الإرهابية من كونها عبارة عن تشكيلات هلامية غير مرئية تتحرك بكل حرية على الأرض دون أن ترى رؤية العين وقد شبه أحد الخبراء الإرهاب بأنه ( كجبل الجليد الذي لا تظهر للعيون إلا قمته, أما باقي جسده فانه يختفي تماما تحت الماء, كما أن قاعدته الأساسية توجد في قاع البحر. لذلك فان جميع محاولات مكافحة الإرهاب لم تنجح حتى الآن, لأنها استهدفت هذا الجزء الظاهر فقط, في حين أنها أغفلت باقي الأجزاء الأخرى). تظافر جهود مكافحة الإرهاب: تشتمل أدوات محاربة تمويل الإرهابيين على فرض القانون والتسمية وتجميد الأرصدة والمبادرات الدبلوماسية المختلفة. وتعمل هذه الأدوات عادة على تعزيز بعضها البعض . ومن أهم الجهود التي تبذل من اجل مكافحة الإرهاب هو في تسمية الإرهابيين ورفع الغطاء القانوني عن نشاطاتهم وكشف مصادر تمويلهم وملاحقة الأشخاص والجماعات المرتبطين بهم والداعمة لهم من وراء الستار ، وخاصة كشف بعض الألاعيب والطرق التي تتبعها بعض الأحزاب اليسارية الأوربية لدعم هيئات وتنظيمات إرهابية بدعوى كونها هيئات وجماعات إسلامية بحتة ، ويجري هذا الدعم المشبوه لقضايا انتخابية بحتة خاصة في الآونة الأخيرة حيث تلعب بعض التنظيمات الإسلامية الرسمية دورا مهما في حشد أصوات الناخبين لهذا الطرف اليساري أو ذاك في دول أوربا الغربية بين جمهور المسلمين المغتربين . لذا يتوجب أن يكون هناك تظافر في جهود جميع الوزارات وخاصة الخارجية والداخلية والدفاع والمالية ومجالس الأمن القومي لملاحقة ومتابعة ما يجمع من أموال بما يسمى للتبرعات ودعم فقراء وأطفال المسلمين وان يشترط في تحويلها لجهات رسمية أو شبه رسمية في البلد المعني وبكفالة وإشراف وزارة المالية في ذلك البلد ، عكس ما يحصل حاليا من تقديم شهادات عن تسليمها لأطراف وجهات غير رسمية يحتمل 90 بالمائة أن تكون أطراف مرتبطة بقوى الإرهاب . وتعمل القوانين الغربية والديمقراطية المتاحة على إفلات العديد من القائمين على الإرهاب بدعوى عدم كفاية الأدلة مما يعطي زخما قويا للإرهاب والداعمين له للعمل بدون خوف أو تردد بحيث يعيش الإرهابي أو الداعم للإرهاب كأي مواطن عادي بين الناس ومن دون أية مساءلة تذكر رغم توفر عدة معطيات موجودة لدى دوائر الأمن والمخابرات في الدول الغربية ، ولدى بعض الأطراف الوطنية التي تلاحق الإرهاب وتحتفظ بقوائم ومستمسكات بأسماء داعمين للإرهاب من السياسيين المتاسلمين الذين يعملون داخل الأحزاب اليسارية الأوربية . وقد قدمت من قبل العديد من القوى الوطنية التي تعيش في دول اللجوء للجهات الأمنية المختصة في البلدان الأوربية الكثير من المستمسكات المهمة التي تتعلق بنشاطات الإرهابيين ودورهم على الساحة الأوربية ، كما في الحالة العراقية حيث ينشط العديد من المخلصين في مكافحة الإرهاب بهذا الشأن للدفاع عن وطنهم ودرء الأخطار عنه حاليا وعن بلدهم المضيف مستقبلا من خطر الإرهاب . مغزى تلقب ( بدران تركي هيشان المزيدي ) بـ (أبو غادية ) : والغادِيَة (السَّحابَة التي تَنْشَأُ غُدْوة، وقيل أَثَرُ غادية في إثْرِ ساريةٍ في مَيْثاء رابيَةٍ؛ والغادِية السَّحابة تنشأُ فتُمْطر غُدْوةً) ، وهو تعريف لمعنى غادية . وهناك قصد مدروس من هذه التسمية وهو قصد طائفي بحت معادي تماما للطرف الآخر الذي كان ( يقاتله ) الملقب بـ (أبو غادية ) في داخل العراق وهم ( الشيعة ) . حيث تقول الروايات ( قال ابن حجر في الإصابة ج 7 ص 258 " أبو الغادية الجهني ، اسمه يسار بتحتانية ومهملة خفيفة بن سبع بفتح المهملة وضم الموحدة " ). وهو الذي روي عنه بأنه سمع النبي الكريم يقول (إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام ) في خطبة بيعة العقبة التي أكد ( أبو غادية بن سبع الجهني ) بأنه بايع رسول الله فيها بيمينه ، لكنه قتل بإصرار صحابيا متعبدا في معركة صفين ( 39 هـ ) وهو ( عمار بن ياسر ) . وعندما سأل عن سبب قتله عمار قال قتلته لأنه أوقع بعثمان في المدينة فتوعدته بالقتل . وعندما قدم على الحجاج بن يوسف الثقفي ( ت 95 هـ )، ( فلما رآه الحجاج قال: مرحبا بأبي غادية ، وأجلسه على سريره ، وقال أنت قتلت بن سمية ؟ قال : نعم . قال كيف صنعت ؟ قال فعلت كذا وكذا حتى قتلته . فقال الحجاج: يا أهل الشام من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا . ثم ساره أبو الغادية فسأله شيئا فأبى عليه .فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا ). خاتمة المطاف : يعتبر الإرهاب داء العصر الحديث والمضاد الرئيسي لعملية تطور ونشوء المجتمعات المتطورة الحديثة في محاولة لقوى الإرهاب بالنكوص عن التقدم البشري الحضاري للوراء وعكس الماضي على الحاضر حتى ولو كان سيئا ومتخلفا ، ورفض كل ما هو مفيد ومؤثر في تقدم البشرية . كذلك أساء الإرهاب بشكل كبير للإسلام الدين السمح وشوه قيمه الإنسانية ووفر أعداء رئيسيين له بين الديانات الأخرى بعد أن أعطى الإرهابيون أمثلة سيئة على التعامل مع البشرية باسم الإسلام الذي يرفض ذلك تماما حيث يترسخ مبدأ مكارم الأخلاق في قوله تعالى وهو يخاطب رسوله الكريم ( وانك لعلى خلق عظيم ) – القلم 4 – أو الآية ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) – آل عمران 159 - ، كذلك كان رسول رب العالمين الذي قال ( بعثت من اجل مكارم الأخلاق ). لكن كما إن رفض الإرهاب أمرا مهما يتوجب محاربته بكل الطرق الممكنة لكن هناك مسالة مهمة يجب أن تأخذ في الحسبان وهي محاربة آفة الفقر والعوز التي ترمي بالإرهابيين بهذا الأتون المحرق بموجب مغريات مادية دنيوية أو دينية مؤجلة كالوعد بالدخول للجنة التي يتعكز عليها دعاة الإرهاب وقادته المحتمين بين أسوار عالية لحماية أنفسهم بينما يزجون أبناء الفقراء وضعاف النفوس وعديمي الثقافة الدينية داخل محرقة الإرهاب . لذلك يجب أن تكون هناك عملية تطور ثقافي – اقتصادي متلازمة للحد من الإرهاب ومراقبة المناهج الدينية الدراسية والدعوية التي تبث في وسائل الإعلام وتنقيتها من الشوائب ووسائل الكره والتحريض على الطوائف الإسلامية الأخرى والديانات السماوية ، وسن قوانين تعاقب على بث الفرقة والكره ونفي الآخر . وملاحقة مواقع الفكر التكفيري التي استغلت الانترنيت حاليا لبث كل حقدها وسمومها بين الجيل الجديد والتي تحرض على الإرهاب وتمجده وتنشر بيانات القاعدة وتعاليم التكفيريين وتشيد بهم . وملاحقة منابع الإرهاب المالية وتجفيفها وتقديم القائمين عليها إلى القضاء العادل بالتظافر والتعاون بين المنظمات الدولية المناوئة للإرهاب وبين الوزارات المعنية في دول العالم ، مع توثيق أواصر العلاقات الدولية بين كافة الإدارات الأمنية في كافة دول العالم لتشكيل منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب والداعمين له ماديا ولوجستيا ، من خلال تبادل المعلومات والخبرات وتسمية الإرهابيين والداعمين لهم مهما كانت درجتهم ومنزلتهم السياسية أو الدينية .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |