|
هكذا ينبغي ان تفهم علاقة شعبنا العراقي بأيران الاسلامية!
كاظم شلتاغ منذ الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 م على يد السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سرّه، والاطاحة بالنظام الملكي الشاهنشاهي القومي البغيض في هذا البلد، تغيّرت المعادلة الايدلوجية منذ ذالك الوقت في ايران مئة وثمانين درجة بالنسبة للشعوب والحكومات العربية والاسلامية المحيطة بهذا الكيان المسمى ايرانا، فقد حلّت الايدلوجيا الاسلامية مكان الايدلوجيا القومية، وتبدلت تحالفات هذا البلد على هذا الاساس لتصبح الولايات المتحدة من الحليف السوبر الى الشيطان الاكبر مع توابعها وذيولها السياسية، ومن ثم تلاحقت التطورات والارتدادات الذي انتجها التغيير الاسلامي هذا، حتى وصوله الى التغييرات الروحية والنفسية والعاطفية والفكرية للشعوب العربية والاسلامية ايضا، فمن الشعوب من تجاوبت عاطفيا وبشدّة مع تجديدية التجربة الاسلاميةالايرانية مثل العراق ومصر والجزائر والسودان .... وباقي المحيط العربي والاسلامي الذي بانت فيه امارات التفاعل مع الثورة الاسلامية في ايران، وكذالك في الاتجاه المعاكس رأينا ان هناك شعوبا وحكومات وتوجهات سياسية رأت في المنتج التجديدي الاسلامي الايراني خطرا كبيرا جدا على المصالح والايدلوجيات القائمة في المنطقة العربية والاسلامية، وعلى هذا الاساس الثاني بنى طاغية العراق المقبور صدام حسين كل حسابات نظامه الاجرامي في شنّ الحرب على التجربة الاسلامية الجديدة في ايران، اعتقادا منه انه سيجني ثمار كل المعسكر الذي بدى معارضته للتجربة الاسلامية الايرانية وبقيادة الادارة الامريكية وحلفائها الاوربيون واذنابها من نظم وامارات الخليج العربي التابعة لحماية الادارة الامريكية والغربية على السواء!. وبالفعل شنّ صدام حسين بغض النظر عن ميول شعبه العاطفية في الداخل العراقي حربه ضد جمهورية ايران الاسلامية بمساندة مال البترول الخليجي، وسلاح الترسانة الامريكية والغربية لاسقاط وقتل التجربة في مهدها ولايام ولادتها الاولى، ولكن مافات السفيه صدام حسين ان ايمان الشعب الايراني بالتجربة الاسلامية وتصويته لقيام نظامها الاسلامي هو الضمان الحقيقي لنجاح اي ثورة واستمرارها في الحياة الى مالانهاية، وماهي الاسنة واختها حتى تغيّر ميزان المعركة والحرب لصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية، والى ثمان سنوات خرجت فيها جمهورية ايران الاسلامية بلا نصر ولكن ايضا بلا تومان واحد مدينة هذه الجمهورية لاي بلد في هذا العالم، بعكس بطل الحفر وبالوعات الصرف الصحي صدام حصين الذي خرج من حربه مع ايران بلا نصر، ولكن مع مليارات من الدولارات ديونا على كاهل الدولة العراقية لدول البترول الخليجي الذي امدّت الحرب بحطب الموت والدمار الشامل للشعب وللكيان وللدولة العراقية على العموم، مما دفع طاغية العصر صدام حسين على اثر ذالك بغزو الكويت طمعا منه في ان الغرب الاستعماري سيغض النظر عن غزوه للكويت اعتقادا منه ان الكويت ستكون ثمنا لابأس فيه لقيامه بحرب دمرت الشعب العراقي بالتمام من اجل المصالح الغربية والامريكية، ولكن مافات هذا الطاغية مايفوت الطغاة دوما انه احقر من ان يساوم اسياده على ثمن خدماته لهم في اثارت الحروب والقتل والدمار في هذه المنطقة!. أما في الجانب الاخر من المعادلة فان الجمهورية الاسلامية بعد او وضعت الحرب اوزارها التفتت وبعقلية رجال الدولة الاوفياء لشعوبهم ومصالحها الكبيرة، شرعت في اعادة بناء ايران الاسلام وعلى كافة الصعد والميادين البشرية، ففي الاقتصاد وفي الاعمار وفي العلاقات الدولية وكذا في بناء ترسانة الدغاع العسكرية ... أظهرت الجمهورية الاسلامية كل طاقاتها الابداعية لتصل بايران حتى هذا اليوم لقوّة امبراطورية كبيرة جدا في منطقة الشرق الاوسط العربي والاسلامي!. ان بعد هذه المقدمة المتواضعة من مسيرة ايران الاسلامية، وماذكرناه من ان الشعوب العربية والاسلامية كانت ولم تزل حاضرة هذه التجربة بكل وعيها وعاطفها وعقلها المفكر ... لمراقبة تطورات التجربة الاسلامية الايرانية، وبعد ان رأت بأمّ عينيها كيف ان هذه التجربة انتصرت على كل المؤامرات الدولية والاقليمية التي ارادت الاطاحة بها وهي في مرحلة الجنين، وبعد ان وصلت اليوم الى مرحلة الشباب والفتوة والقوة يُراد من جديد من بعض القوى التي ساهمت في الماضي بتدمير العراق شعبا ودولة ومواردا اقتصادية وبشرية، يُراد من العراق ان يعيد الكرّة مرّة اخرى لصناعة العداء والكراهية بين الشعبين العراقي والايراني لولادة جنين حرب جديدة يكون فيها الشعب العراقي حطب جهنم التي تمد بنار اموال البترول الخليجي من جديد!. والحقيقة ان هناك الكثير من الاغبياء الذين يعتقدون ان علاقة الشعب العراقي بالشعب الايراني هي من نوع العلاقات الهشة التي بالامكان التلاعب بها في كل حين باسلوب شيطاني عدائي مختلف!. كما ان هناك من اغبياء العالم الذي لايرغبون بفهم عقلية الانسان العراقي ومنسوبية ذكائه الطبيعي التي تلتقط التجربة ولاتكرر الخطا مرتين لتقع في نفس النتائج الكارثية من جديد!. نعم في زمن المقبور صدام حسين كان الشعب العراقي مغلوب على امره من قبل النظام الصدامي القائم ومن قبل الدعم الغربي والامريكي والخليجي البترولي لهذا النظام، وأمّا اليوم فالشعب العراقي كسر القيد وتحرر من لعبة الارهاب والرعب وملك عقله ولسانه فلايمكن لهذا الشعب ان يبيع دماء شبابه واطفاله وشعبه من جديد في سبيل مصالح غربية واجنبية لاتمت لمصالحه وحياته ومستقبله باي حال من الاحوال!. كما ان الشعب العراقي ومن جانب اخر شعب مسالم ويحب السلام له ولجيرانه من الشعوب الاخرى، ولايمكن له التفكير في انشاء منظومات عداء جديدة مع جيرانه في المنطقة العربية والاسلامية، وهذا بغض النظر من ان الشعب والجمهورية الاسلامية الايرانية القائمة اليوم هي من اقرب الشعوب عاطفة ومصالحا وحبّا وتصالحا مع الشعب العراقي المظلوم، فهناك الكثير من العلائق والروابط الاخوية والدينية والعاطفية والمصالحية التي تربط بين الكيان العراقي والكيان الايراني الاسلامي!. صحيح هناك منتفعون يحاولون اللعب على وتر استهلكه صدام حسين كثيرا في الماضي، وهو وتر كيفية خدمة المصالح الغربية الامريكية للحصول على مقعد الحكم في العراق، لكن اليوم المعادلة السياسية وكرسي الحكم اصبح في يد الشعب العراقي وليس في يد المخططات الامريكية والغربية والخارجية ليهب حكم العراق لاي عميل يقدم خدمات اكثر لاسياده في الخارج، ومن هذه النقطة ترى ان الكثير ممن يعزف على لحن صناعة الكراهية لايران الاسلام ليوهم الشعب العراقي بالعداء بين القطبين هو في حيرة من امره بين ارضاء الاسياد في الغرب واقناع الجمهور العراقي في الداخل ؟!. لا ... الحقيقة انه لايستطيع اي كيان سياسي اليوم ان يدحرج كرّة الكراهية بين ايران والعراق، كما انه ليس بقدرة احد من الاقزام ان يعيد كرة محرقة الشعب العراقي في سبيل مصالح خارجية وبعيدة عن مصالح الشعب والجمهور في العراق، ليس فقط لان التاريخ اعطى درسه للعراقيين ففهموه فحسب، ولكن ايضا لان العلاقة بين الشعب العراقي والشعب الايراني هي في مرحلة اليوم لايمكن لاي شخص في هذا الوجود ان يلعب على متناقضاتها القومية او الدينية او الحضارية او السياسية ....، لان كل هذه المحاور اثبتت التجربة بانها يجب ان تعمل في اطار التكامل وليس في حيز التنافر والتناقض!. ايضا للداعين الى اقامة جدار برلين بين العراق وايران من جديد ولكن بجدار من الكراهية خدمة لاسيادهم نقول لهم :انكم تفكرون بموازين وقوانين تجاوزها العصر الحديث بكل الياته المتحركة اليوم، فليس اليوم هو يوم الكراهية والحروب الباردة واقامت الجدر والعودة الى روح العالم المتعدد الاقطاب!. لا ... بل اليوم تسود روح العولمة رغما عن انوف تجّار الحروب ومقيمي متاريس الكراهية بين الشعوب، فليس بين العراق وجيرانه اليوم من طريق الا التكامل لاسيما انه البلد الذي تأخر في حركته الحضارية عن دول الجوار ودول العالم بمراحل زمنية فلكية كبيرة جدا!. ايران الاسلام الظهر القوي لعراق اليوم، والنهر الثالث الذي بامكان العراق شقه بين طهران وبغداد ليرفد العراقيين بكل امكانيات ايران التقنية والحضارية والعسكرية والعمرانية، وهكذا في الجانب التركي والاخر السوري وكذا الكويتي باستثناء السعودي الذي يرى الموت ولايرى للعراق كيانا انسانيا الى جانبه، فهذه الدولة السعودية حتى وان بذل العراقيون جهدهم في اتقاء الشّر القادم من هذه المملكة، فلاسبيل مع الاسف مع دولة الكراهية السعودية لالتقاء معها على عنوان، ومع ذالك لاندعو مطلقا للانجرار مع من يكره العراق بلدا وشعبا ان تكون لغة الحرب هي اللغة المعتمدة في بناء العراق الجديد!. تحيا ايران الاسلام بلدا شقيقا وسندا واخا وعضدا للعراق والعراقيين!. ويحيا العراق بلد الخلافة ومجمع الحضارة ومركز العلم والادب والفلسفة والسيرة الحسنة!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |