|
قبل حوالي ألفي سنة، اجتمع المسيح عليه السلام والحواريون حول مائدة عشاء، عرف بالعشاء الأخير، في تلك الليلة قبض أحد الحواريين، وهو يهودا الأسخريوطي، ثمن خيانته لرسول الله، أربعين قطعة من الفضة، احتجز اليهود الرسول، لم يكترثوا بإحياءه الموتى بقدرة الله، ولا بنفخه الروح في الطير بقوة الله، وسلموه للسلطة الرومانية، وبتحريض من حاخامات اليهود، صلب الرومان المسيح، هكذا تروي نسخة الإنجيل المتداولة، أما نحن فنعتقد بأنهم ما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم. بالأمس انعقد عشاء مماثل، في نيويورك لا القدس، لم يحضره المسيح، لكن اليهود كانوا مدعويين، وبالطبع روما العصر أمريكا، وغاب عنه يهودا الأسخريوطي، لكنه أرسل ممثله عبد الله بن سعود، وهو جدير بحمل لقب أسخريوطي أيضاً، انبعثت منه رائحة نفاذة، طغت على كل روائح المأكولات الشهية، نتن الخيانة، لم يخونوا المسيح فقط هذه المرة، بل كل أنبياء الله، الذين سكنوا فلسطين، أو مروا بها، أو أسرى بهم الله إليها، وأولهم خاتم الأنبياء والمرسلين. جلس حول مائدة العشاء قتلة الأبرياء وأحفاد قتلة الأنبياء، واتفقوا جميعاً على صلب فلسطين، وطن الأنبياء والأبرياء، ولم يقبض عبد الله الأسخريوطي أربعين قطعة فضة، ثمناً لتسليم فلسطين لحاخامات صهيون، بل هو و أخوانه من أعراب الجزيرة قدموا أربعمائة مليار دولار من ثروات شعوبهم، قرباناً على محراب الربا العالمي، ليرضى عنهم من لا يرضون عنا حتى نتبع ملتهم. انتحر الخائن يهودا الأسخريوطي، قبل أن ينفق فضة الخيانة، وهذا نذير للأسخريوطي المعاصر، بعدها بسنين قلائل خلت فلسطين من اليهود، وسيعيد التاريخ نفسه بإذن الله، ولم ينقضي وقت طويل حتى اندثرت امبراطورية روما، وهو المصير الحتمي للإمبراطورية الأمريكية، وبقيت وستبقى فلسطين لأهلها. بيتوا صلب فلسطين، متناسين المسجد والصخرة والجمعة الأخيرة من رمضان والصامدين في غزة والمجاهدين في جبل عامل واللابسين أكفانهم في الكوفة والمرابطين في إيران، ونسوا وعد الله الحق، فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوه الصهاينة وحلفائهم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |