سلسلة الوحدة الإسلامية.. (2) .. التقية والإتهام بالنفاق

الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

رئيس جماعة علماء العراق/ فرع الجنوب

mh_aldosary@yahoo.com

إن مصطلح التقية هو الوجه الآخر لمصطلح ( الإكراه ) الذي نستخدمه نحن أهل السنة وهو أن تظهر ما يوافق الأعداء من قول أو فعل (ما لم يكن فيه دما) لدفع ضررهم وتجنب شرهم. ونلاحظ النبي صلى الله عليه وسلم قد أشاد بسيدنا عمار بن ياسر (رضي الله عنه) عندما نال من الإسلام بلسانه ليدفع الموت عن نفسه من المشركين حيث قال تعالى : ( إلا أن تتقوا منهم تقاةً ) فنحن نسمي فعل عمار بن ياسر رضي الله عنه ( إكراهاً ) والشيعة الأمامية يسمونه (تقية).

ثم هل يوجد دين أو مذهب أو فكر في الكون لا يرتضي لأتباعه أن يفعلوا مثل ما فعل سيدنا عمار وهل أصحاب الفتاوى النارية المتطرفة الذين يسمون التقية نفاقاً يستطيعون أن ينتقدوا حكامهم ولو بشطر كلمة مع ما يفعلون من مجون واستهتار وعلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب وسياسات متخبطة، فماذا يسمى سكوتهم هذا...؟! تقية أم إكراهاً أم نفاقاً ...؟

وبالعودة إلى النصوص الشرعية ألم يقرءوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنا لنكشر في وجوه أقوامٍ وإن قلوبنا لتلعنهم ) وكان سبب ورود الحديث أن رجلاً واجهه النبي عليه الصلاة والسلام بابتسامة وسلام ولكنه وصفه بأنه: ( بئس أخو العشير ) فعندما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أجابها عليه الصلاة والسلام ( بانا نكشر في وجوه أقوام ...الخ الحديث ) هذه هي المعايشة الاجتماعية فليس من المعقول أن تفصح عن ما في قلبك من كره أو امتعاض لكل الناس أو إذا بغضت إنساناً تخيره ببغضك وتخاصمه وتقاطعه ولا تسلم عليه.

والسؤال الذي يطرح نفسه وهو ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا اجتهد المجتهد فأصاب فله أجران وإذا أخطأ له اجر واحد ) .

وفي هذا الحديث من السعة والرحمة ما أننا نثبت الأجر والأجرين لصاحب الاجتهاد الشاذ وغيره فلا نشك بأن اجتهاد الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه بعدم وجوب النية في الوضوء أو الغسل هو اجتهاد وله فيه أجر. أو اجتهاد الإمام مالك رحمه الله بعدم حرمة أكل الأفاعي والكلاب، أو فتوى أبن تيمية بفناء النار... الخ وغيرها من الفتاوى البعيدة عن مراد النصوص، كل هؤلاء لهم الأجر والأجرين إلا الشيعة فلا يسعهم هذا الحديث ولا حتى رحمة الله التي وسعت السماوات والأرض...!

نحن جماعة علماء العراق في الجنوب متأكدون بأن الدافع وراء هذه الاتهامات لطائفة مسلمة كبيرة بالنفاق والكفر ليس الحرص على الدين الإسلامي الحنيف بل هو الوجه الآخر لعمليات التهجير والتفجير وقتل الأطفال في مدارسهم وتقطيع أواصر المجتمع  والذي يُمارس حقيقةً من قبل أصحاب  هذه الفتاوى التي تساهم في تفكك الأمة وضعفها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com