الديمقراطية .. (35)

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

توثين الصحاح

طفح صحيح البخاري بالطامات  

يذكر علماء السلف ان صحيح البخاري جمع صحاح الاسرائيليات واحاديث ضعيفة كما وا ان كتاب البخاري تضمن سيلا من الاحاديث الموضوعة والسقيمة كحديث (ان النبي كان مسحورا..) صحيح البخاري ج4ص68 وج7ص28  وغيره من الاحاديث المكذوبة وحشدا من الاسرائيليات واورد مجموعة من الطامات لخوفه من طغاة زمانه من خلفاء بني العباس  واخذه الحديث بطرق الخوارج والمارقين والوضاع والضعفاء وكل مايسمعه البخاري يجعله مادة كما في تناوله لرواياة الكذبة لابواب تحط من مكانة الرسول لذلك لم تمنع هالات التقديس له من عدم تقليد بعض العلماء والاخذ بمروياته بل نقده امثال العلامة الحافظ ابو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمان وكابي زرعة الدمشقي كما ضعف طائف كبيرة من أحاديثه الامام الدارقطني والعلماء الذين انكروا احاديثه جملة  ولم ينكروها من غير ادلة قامت عندهم وفق موازين علم الحديث والرجال  ..ولاندري كيف اصبح العلم والتحقيق  واثبات الحق واخراج الزيف يعد طعنا في دين الاسلام وهدما للسنة  كما يذهب بعض مرتزقة المعممين

افتتان  البخاري بالوضاعين والضالين 

فقد انتقد العلماء من احاديث البخاري أكثر من مائة حديث كما انتقدوا رجاله وطعنوا في الكثير منهم  لانهم أناس لاقيمة لهم في ميزان الصدق والعدالة ومنهم جمهرة من الضعفاء لايتصف حديثهم بالصحة منهم على سبيل المثال :

إسماعيل بن عبد الله بن اويس بن مالك قال يحيى بن معين:إن إسماعيل مخلط كذاب وقد تكلم فيه النسائي كما انه عرف بوضع الحديث لاهل المدينة إذا اختلفوا فيما بينهم  تهذيب التهذيب ج1ص280-502

زياد بن عبدالله العامري  فانه كذاب قال الترمذي عن وكيع :إن زياد بن عبد الله على شرفه كان يكذب في الحديث  تهذيب التهذيب ج3ص328-2172

الحسن بن مدرك السدوسي الطحان قال عنه أبو داود كذاب  تهذيب الكمال للمزي ج6ص323-1274   ولا نريد هنا  ان نستغرق في ذكر الوضاعين والكذابين الذين حواهم صحيح البخاري

أما الضغفاء فقد ذكروا منهم عددا لايقل عن الثمانين ضعيفا امثال :الحسن بن ذكوان البصري فقد كان قدريا يدلس وعرف بالخطأ وضعفه الامام احمد والامام ابن معين والامام النسائي والترمذي وابن المدينى  تهذيب التهذيب ج2ص 254- 1311 

ومنهم أحمد بن أبي الطيب البغدادي وسلمة بن رجاء التميمي وبسر بن آدم الضرير وغيرهم ممن نص الحفاظ على ضعفهم

اما روايته عن القدرية فعددهم كثير منهم عبدالله بن أبي لبيد المدني وعبدالله بن أبي نجيح المكي وكهمس بن منهال السدوسي وهارون بن موسى الازدي وسفيان بن سليمان وعبد الوارث بن سعيد وغيرهم

حتى بلغ التهويل ذروته باتن تخريج البخاري هو دليل الوثاقة وشاهد العدالة وأن من يروي له البخاري (فقد جاز القنطرة) كما يقولون فماهي الا افتراءات واكاذيب في عالم بدعة الصحيح  واللمزيد انظر اضواء على الصحيحين ص92-127

 البخاري وولاء للنواصب

دع عنك تخريجه لاناس عرفوا بالنصب لعلي وبغضهم لآل محمد (ص) من الخوارج وغيرهم امثال :عمران بن حطان السدوسي البصري الذي مدح اشقى الاولين والاخرين ابن ملجم المرادي بقوله :

ياضربة من تقي ما أراد بها       إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

الاصابة في تميز الصحابة ج5ص232-6891 

فعمران هذا قد تحدى مقام المصطفى(ص) فسمى من وسمه النبي بانه أشقى الاولين والاخرين بانه تقي وقدصح عن النبي(ص) انه قال::(ياعلي أتدري من أشقى الاولين ؟فقال علي (ع) :الله ورسوله اعلم فقال(ص):عاقر الناقة قال(ص):ياعلي أتدري من أشقى الاخرين ؟ فقال علي (ع) الله ورسوله اعلم قال(ص):قتلك ياعلي ) اخرجه الامام احمد بن حنبل وابن الضحاك ورواه الطبري ذخائر العقبى ص115

 والذي يبعث على الدهشة ما يقوم به كبير علماء القوم وشيخ محدثيهم البخاري ممن يوسم بحفظة السنة وحماية الشريعة من اعتماد احاديث امثال (حريز بن عثمان الحمصي  )الخارجي ويقولون عنه (ثقة اي ثقة)وهم نفسهم يذكرون في ترجمته في كتبهم الرجالية كتهذيب الكمال للمزي بانه كان يلعن عليا دبر كل صلاة سبعين مرة ويعلن ذلك على الملىء  من دون خوف او ورع او وجل ويقول لا احب عليا  ويقول :لنا إمامنا (يعني معاوية) ولكم إمامكم (يعني عليا) تهذيب التهذيب ج2ص219 _1252 ولكنهم يقبلون روايته ويوثقونه ويقولون عنه بالحرف الواحد ثقة اي ثقه وغير هذا من رجال صحيح البخاري  الذين عرفوا بالنصب أمثال إسحاق ابن سويد التميمي وعبد الله بن سالم الاشعري وزياد بن علاق أبو مالك الكوفي  ...!!وهو الاعن لنفس المصطفى واول القوم اسلاما واحوطهم على الاسلام وهو الصحابي والعقبي والبدري واسد الاسلام وخليفة المسلمين الراشدي كما يدعون على الاقل ...فكيف تصدق اخبارهؤلاء وتقبل احاديثهم ويؤخذ بها وهؤلاء الكفرة مردوا على النفاق  ؟؟وقد قال المصطفى (ص) :(ياعلي لا يحبك إلا لامؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) الرياض النضرة ج2ص163  والباري يقول:(والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) المنافقون :1

ام خفي على البخاري قول النبي لعلي :(ياعلي حربك حربي وسلمك سلمي ) أليس علي هو من النبي بمنزلة هارون من موسى كما يحدثنا البخاري نفسه في صحيحه ج2ص199؟! لكن جحدوها واستيقنتها انفسهم  والقوم زين لهم الشيطان اعمالهم فانساهم ذكر الله قال تعالى:(أفمن زين له سؤء عمله فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلاتذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ) فاطر:8 

وان أمام الرجاليين عند السنة ابن ابي حاتم الرازي في كتابه (الجرح والتعديل) ج7ص191 يطعن في البخاري نفسه وصيره في جملة المتروكين الذي لايعتد به وبسقوط مروياته .....

واخيرا فان مايبعث على الدهشة والاستغراب ان علماء مدرسة السقيفة اركسوا انفسهم في مستنقع موحل كلما نطوا للخروج منهم ازد ادوا غورا فيه فهم يصرحوا وبكل وضحوا انه لايصح الاخذ منه الا صاحب هذا القبر اي النبي (ص) المعصوم لكنهم يذهبون ذات ايمين وذات الشمال ويهبوا العصمة للبشر وما يقولونه (صحاح) لايأتيها الباطل من بين يديها ولامن خلفها وحتى من كل صوب ...وهذه ازدواجية مفرطة في الانحراف .!!

وهذا الكم المهول من  الرواسب من تقديس الغث والسمين وعدم الوعي للفهم والفرز هي المعوقات الرئيسية في طريق الاصلاح والرقي ونظام الحكم الانتخابي السليم والاحترام لمنهج العقل وبالخصوص من النخب المثقفة ورجال العلم الذي عليهم يدار الاصلاح والتغير التي لازالت تزعق بتوثين الصحاح 

 

ثانيا:توثين نقلة الحديث حتى وان اتو بالطامات ..

وكذلك فان الذي يبعث على الدهشة والحيرة ان تلاحظ   حملة العلمة واصحاب الدرجات الاكاديمية وثلة المثقفين يقفون اسارى امام ركام التراث ولايملكوا الا التمجيد لرواة الحديث لحد اللغلوا وان كان مسرفا بالرواية والتخليط بها وغير ملتزم بالضبط والحفظ وحتى يدخل المرويات الخرافية والاساطير والاسرائيليات بالحديث النبوي الشريف التي تعج بها امهات كتب التفسير وصحاح الحديث لكنهم يدافعوا عنه بانه حافظ السنة وجامع الحديث امثال شيخ المضيرة ابو هريرة الدوسي وهذا التناقض الذي يقعوا فيه بين المباديء والتعصب للموروث والتهالك في الدفاع عنه والاقتداء به يقصم ضهر النهضة والنهوض والاصلاح والصلاح للامة

عن السائب بن يزيد انه سمع الخليفة عمر بن الخطاب يقول لابي هريرة :(لتتركن الحديث عن رسول الله او لالحقنك بارض دوس ! وقال لكعب الاحبار :لتتركن االاحاديث او لالحقنك بارض القردة) انظر ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 1475 كما في حاشية (سير اعلام النبلاء للذهبي (2| 600-601 )وابو هريرة من الرواةعن كعب الاحبار كما في ترجمته في مثل (تهذيب التهذيب) و(تهذيب الكمال ) فعندي ان عمر بن الخطاب منعه من الرواية لاجل الاسرائيليات

ويؤكد ذلك ما جاء عن بسر بن سعيد وهو من كبار التابعيين ومن رجال الكتب الستة ومن تلاميذ ابي هريرة انه قال :( اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد رايتنا نجالس ابي هريرة فيحدث عن رسول الله (ص) ويحدثنا عن كعب ثم يقوم فاسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسول الله ) رواه مسلم في كتاب التمييز (1|175) وذكر الحفاظ لذلك امثلة من احاديث التجسيم والتشبيه  وبذلك اعترف ابن تيمية في فتاواه (17|236)   انظر البخاري في تاريخه الكبير (1|413-414)  قال بعضهم عن ابي هريرة عن كعب وهو اصح) وقال ابن كثير في تفسيره (1|72) وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري وغيرواحد من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب الاحبار  وان ابا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الاحبار وقد اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعا وقد حررذلك البيهقي )

فذا كان شيخ المحدثين ابي هريرة الدوسي او حافظ السنة كما ينعته الجمهور بهذه الشاكلة من التخليط والخبط في الحديث النبوي الشريف حتى ان الخليفة عمر ابن الخطاب هطره على صدره بدرته مرات وانذره بتقليل رواية الحديث والتزام الدقة فيه والا فسينفيه الى ارض دوس فلماذا يعتم على كل تجازاته ويتجاوز عن اخطائه وينعت بنعوت الاكبار والتقديس وهو(شيخ المضيرة)  والمضيرة اي الاكلة المحببة لابي هريرة وكان يعملها له معاوية انظر كتاب العلامة المصري الشيخ ابو رية (ابو هريرة شيخ المضيرة)وفي بحثه الموضعي عن شيخ المحدثين ابو هريرة يضعه تحت المجهرويبين حقيقته على واقعها من خلال تعريته بخلع هالات التقديس عنه ..؟

الم تكن كل نكسات الامة ناتجة من حزم الكذب عليها وعدم بيان الحقيقة للناس .؟

ولماذا كل هذا الف والدوران في الكذب على الذات ..؟

الإشكالية تتمثل في ان الخلل الثقافي الذي نعاني منه وغياب المعايير والرؤية الجامعة يسمح بنبات وامتداد الكثير من الغش والاعوجاج وحتى السقوط في حياتنا القافية والتعميمم أو التعامل العامي مع الاشياء والاشخاص والافكار واختلال الرؤية حتى الذي قد يبدع في شيء يصبح عندنا مؤهل لكل شيء دون حواجز أو معايير !

إن المطلوب اليوم :بناء رؤية ثقافية صارمة قادرة على النقد والتقويم والمراجعة والمقارنة والمقاربة بشكل موضوعي واكاديمي تعيد تشكيل ذهنيتنا الجمعية وتعيد الاعتبار للقيم والمعايير التي تمكننا من اختبار الاشياء وتحديد فرزها مانعرف منها وما ننكر توقف هذا التضليل الثقافي والتشويه للقيم الاسلامية من خلال تقديس البشر والتستر على اسائاتهم بل وجعلها من صحيح الطريق القويم من خلال التحريف والتأويل وتلبيسها بحلل قشيبة من التعابير والاطراء ..!!

واخيرا الى متى نبقى نقدس البشر ...؟

والى متى نبقى نلغي عقولنا ...؟

والى متى نبقى اسراء للعصبية ...؟

والى متى ..والى متى..؟

والامام علي يقول :نعوذبالله من سبات العقول..

 العودة الى الصفحة الرئيسية