الشباب .. التغيير سمة الحياة .. (4)

 

هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

 اعصار الحضارة الاسلامية وبالغ اهتمامها بالعلوم واخرج الغرب من ظلام التخلف

 الكيمياء

ويعالج الدكتور هيل في الفصل الخامس إظافات علماء المسلمين في ميدان الكيمياء  وهو في البداية يفرق بين ما يمكن تسميته بالخيمياء (Alchemy) وهي الكيمياء القديمة المرتبطة بالسحر والتنجيم وعلم الكيمياء الصناعية (Chemistry) الذي يعنى بصناعة منتجات لها نفعها وقيمتها الاقتصادية أما الخيمياء فقد كان مولدها في مصر الهيلينستية في القرن الاول الميلادي وإن كان اقدم مخطوطاتها يحمل أسماء شخصيات أسطورية مثل هرمس وإيزس وديمقريطس ومن ابرز من عرفوا بالتأليف فيها زوسيمس من اهل القرن الربع الذي ينتمي الى مدينة (إخميم) في صعيد مصر وهي المشهورة بمعابدها الفرعونية وله في هذا العلم موسوعة عثر علي بعض أجزائها وقد عرف المسلمون اعمال الخيميائيين الكتوبة باليونانية وكانت في الغالب كعنية بالمعادن ولاسيما بمحاولة إنتاج الذهب من فلزات خسيسة او رخيصة أو بفكرة إطالة العمر والمحافظة على الشباب ..وفي خلال القرن الرابع الميلادي تظهر شخصية العالم جابر بن حيان الكوفي وهو يعد من أعظم الخيميائيين العرب وينسب اليه نحو (خمسماية كتاب) كثيرمنها يتناول الموضوعين المذكوريين إنتاج الذهب وإطالة العمر  واشتهر بعد جابر أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب المشهور  ذوالمقدرة العقلية الفائقة وهو الذي حول الخيمياء النظرية الى الكيمياء العلمية كما يتجلى في كتابه(الاسرار) الذي يكشف عن إنكاره لمحاولات من عاصره من الجابريين من إنتاج الدهب او اطالة العمر وأشهر المؤلفات الكيميائية بعد ذلك هي تلك المنسوبة للعالم الاندلسي مسلمة بن احمد المجريطي ثم كتاب أيدمر الجلدكي المصري وكانت كل هذه الكتب هبي المعتمد الاوربي حتى شطر كبير من العصر الحديث وكان الرازي قد شرح في كتابه (الاسرار) ما كان يستعمله في معاملة  من مواد واجهزة ولات انتقل الكثير منها في الترجمات الاوربية بلتها العربية .وأما العمليات التي كان يجريها فتشمل التقطير والتكليس والتذويب والتبخير والبورة والتصعيد والترشيح والتشميع وفيما يتعلق بالكيمياء الصناعية يتبين ان العرب وصلوا قبل الاوبيين بقرون الى تقطير الكجول واستخلاص مختلف أنواع الزيوت وصناعات العطور واستخراج النفط وتكريره قبل أن يحظى بأهميته العالمية وتحضير الحوامض والقلويات

الآلات الميكانيكية

وفي الفصل السادس يوضح الباحث هيل الانواع مختلفة من الآلات والعدد النافعة التي طورها العرب أو بتكروها ومنها الات رفع المياه المستخدمة في مجال الري مما لايزال مستخدما حتى عصرنا الحاضر ومن هذه الالات مرفاع البئر وحلزون الماء والصنبور والساقية والناعور ومن اهم المنجزات في هذا المجال كتاب لمهندس يدعى الجزري في الالات التي قام باختراعها وكان هذا العالم يعمل في خدمة بني أرتق السلاجقة أمراء ديار بكر وفي أواخر القرن الثاني عشروتوجد مخطوطة كتابة المؤلف في سنة 1206 في خزانة البودليه في اكسفورد وفيه رسوم لعدد كبير من الالات الميكانيكية  لرفع المياه والمضخات وقد قام المسلمون بتطوير الطواحين المائية التي تولد الطاقته من سرعة اندفاع المياه ومن هذه الطواحين نماذج كثيرة في مختلف بلاد الاسلام من خراسان وما وراء النهر الى صقلية والاندلس ولم تقتصر مهمة هذه الطواحين على طحن الحبوب بل استخدمت ايضا في صناعة الورق بفضل ما استفاده المسلمون من تجارب الصين في هذه الصناعة وكذلك الامر في الات الحرب والمعارك العسكرية من الات الحصار والدبابات والقاذفات المنجنيقات الخفيفة والثقيلة وقاذفات الهب.

التقنيات الاوتوماتيكية والالات الدقيقة

ويتناول الدكتور هيل في الفصل السابع تفاصيل طريفة عن التقنيات الدقيقة التي تعد نوعا من الهندسة المعنية بضوابط التحكم المعقدة وهي تشمل أنواعا من الساعات والاجهزة الالية والاجهزة الدقيقة والنوفير وغيرها ذلك من الالات التي تصمم للتسلية أو المتعة الجمالية أو لخدمة اغراض عملية ومن أهم المصادر التي تبرز دور المسلمين في هذا المجال كتاب(الحيل) الذي الفه بنو موسى ابن شاكر في بغداد في اواسط القرن التاسع ففيه وصف لمجموعة من الالات الاوتوماتيكية تدل على مهارة فائقة وسيطرة على المجالات الفيزيائية أظهروا فيها تفوقهم على ما أنجزه أسلافهم من الاعلام

 الجسور والسدود

ويتناول في الفصل الثامن جهود المسلمين وابتكاراتهم في بناء الجسور والسدود أما الجسور فقد استفاد المسلمون فيها من تجارب الرومان والفرس والمصريين القدماء في بناء ماعلرف بالجسور القوسية ومنها جسر قرطبة على نهر (الوادي الكبير) وجسر ارجان في فارس الذي كان يتألف من قوس أو عقد واحد وجسر هراة في افغانستان الذي بني سنة 990 ميلادية وفي وصفه يقول الرحالة المقدسي إنه لامثيل له في خراسان كلها والجسر الذي بناه احمد بن طولون على النيل سنة 884 ميلادية  وأما السدود فقد كان الهدف من إنشائها خدمة نظم الري وكان اقدم السدود التي بناها العرب من دون الاستناد الى تجارب الامم السابقة سد مأرب في اليمن في سنة 900  ق.ب واعيد بنائه عدة مرات بعد سلسلة من انهيارات متعددة كان اخرها سنة 574 م   ومنها من شيد في ظل الاسلام سد الطائف الذي بني سنة 677 ولايزال قائما حتى اليوم ومن السدود التي تعد من اعظم المنجزات في الاسلام ذلك السد الذي بناه عضد الدولة البويهي سنة 960 م على نهر كور بين شيراز واصطخر وكان يقوم على حائط كبير مقوى بالرصاص وشكلت المياه الواقعة وراء السد بحيرة كبيرة واقيمت على جانبي السد دواليب مائية وتحت كل دولاب طاحونة بحيث كانت القنوات الخارجية من البحيرة تروي ثلاثماية قرية ويبلغ طول هذا السد 250 قدما وارتفاعه ثلاثين وهو يعد من عجائب إقليم فارس  وانشأ المسلمون سدودا في الاندلس اهمها سد قرطبة أقد السدود الاندلسية ثم ما تلاه من سدود مماثلة جعلت من اسبانيا في ظل الحكم الاسلامي أكثر البلد الاوربية ازدهارا في مجال السدود والري والزراعة ويجدر بنا ان نشير الى ثمانية سدود أقامها المسلمون على نهر توريا(Turia) في منطقة بلنسيه وقد وصف الدريسي بالتفصيل هذه السدود والتي لاتزال باقية حتى اليوم وكذلك السدود التي بنوها على نهر شقوة (  R.Segura) وبفضلها اصبحت منطقة مرسة من اغزر مناطق اسبانيا بالمحصولات الزراعية 

الهندسة الهيدروليكية

ويبين الفصل التاسع لكتاب الباحث هيل الهندسة الهيدروليكية المتعلقة بالري وإمداد المياه وهو يبدأ بالتعريف باربع طرق مختلفة للري:الاولى ري الحياض على ضفاف الانهار ذات الفيضانات المتوقعة في تواريخ ثابتة وهوما كان متبعا في مصر العليا حتى انشاء السد العالي

الثانية الري الدائم عن طريق شبكة من قنوات متفرعة من مجرى النهر الرئيسى لسقاية المحاصيل الزراعية بطريقة منتظمة طوال فصول السنة وهي التي كانت متبعة في سهول العراق ودلتا النيل

الثالثة ري المصطبات المدرجة في مناطق الهضاب الجبلية وهي مستخدمة في بلاد الشام وفلسطين والهند والصين وامريكا الجنوبية قبل الفتح الاسباني

الرابعة هي الري بواسطة الاودية وذلك في مناطق معتمدة على المطر حيث تقام السدود تضمن تجميع المياه الناتجة عن الامطار والسيول ومن نماذجها سد مأرب في اليمن أما نظم الري في الغالبية البلاد الاسلامية من اسيا اوسطى الى اسبانيا فقد قام على طريقة الري الدائم

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com