|
صـــناعة العراق الجديد .. المشاكل والحلول (3)
سهيل أحمد بهجت كيف نستطيع الوصول بالعراق إلى محطة الديمقراطية والأمان والاستقرار؟ خلال هذه الحلقة سنتحدث عن مشكلة الكهرباء، هذه الطاقة التي تعتبر شريان وعصب الحياة لكل دولة عصرية ومتمدنة، ومن المؤسف أن الكهرباء أصبحت تعاني في العراق منذ دخول البعث في سياسة شن العدوان على دول الجوار والعالم وخلال فترة الحصار البعثي على العراقيين خلال التسعينيات، تحطمت هذه الطاقة وأصبحت حكرا على المسئولين وأصحاب النفوذ. وبعد التحرير والإطاحة بنظام البعث تعاقب على وزارة الكهرباء وزراء مشبوهون ومتهمون بالفساد وأولهم أيهم السامرائي الفار من وجه العدالة وإلى الآن فإن هذه الوزارة متهمة بالفساد، وحقيقة فإن الحكومة العراقية مقصرة من ناحية أن هناك مليارات الدولارات تنفق على إعادة التسليح والتدريب للقوات الأمنية، بينما قطاع الكهرباء – وهوأحد أكبر المساهمين في ترسيخ الأمن والاقتصاد – مهمل ولا يحصل على الإنفاق والمتابعة الرقابية المناسبة لتطوير هذه الطاقة لصالح الشعب والمواطن. النقطة المهمة الأخرى التي أغفلها الكثيرون، وربما يجهلها غالبية الشعب، هوتسبب الكهرباء بسقوط ضحايا كثر، أحد المواطنين الفقراء كان يملك دكانا يرتزق هووعائلته منه، وذات يوم ومن دون أن يعلم أن هناك سلكا كهربائيا على تماس بالباب الحديدي أصيب بصعقة أردته قتيلا على الفور، شاب آخر كان تخرج للتومن الإعدادية ذهب قبيل العيد إلى الخياط لشراء بدلة وإذا به يصاب بصعقة قرب المحل ما أدى إلى فجيعة عائلته بهذا المصاب الجلل والخطير، وشاب آخر كان يعمل في صيانة الكهرباء أصيب بصعقة أدت إلى إصابته بالعمى وذوبان أطرافه الأربعة. كل هذه القصص المروعة وغيرها كثير جدا نتج عن استخدامنا المتخلف لنعمة الكهرباء، ولأنني لست خبيرا في الكهرباء ولكن الذي أعلمه أن هذه الطاقة تستخدم في أوروبا وأمريكا وحتى في الجارة إيران بفولتية تتيح للمواطن استخدام كافة الأجهزة دون أن تشكل خطرا على أحد، إن العلم يتيح للإنسان السيطرة على الطاقة واستخدامها بالشكل المفيد، لكننا نحن العراقيون لا تزال نعيش منطق العالم الثالث الذي يلقي بكل أخطائه ومصائبه على القدر الإلهي دون أن يلوم نفسه "وما أصابك من مصيبة فمن نفسك". وإلى الحلقة القادمة
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |