|
أوهام القابعون في فنادق الخمسة نجوم .. د. عمر الكبيسي مثالاً
عبد الخالق ياسين من غير المستغرب أن تتعالى بعض الأصوات وتتسارع الأقلام لتسطير أشياء لا وجود لها يوهمهم آخرون أنها حصلت وهي ليست كذلك، ويدفعون بهم دفعاً نحو بناء قصور من الرمال وهم يعبثون بعقول الناس ويقلبون الحقائق ويتعرضون لأمور بالغة الحساسية في حياة المواطن دون فحص أو تروٍ فيقعون في الخطأ الفادح ويوقعون الآخرين بأخطاء اكبر واشد فداحة. أقول هذا بعد أن قرأت مقالة الدكتور "عمر الكبيسي" (عندما ركع رجال أمام الاملاءات الأمريكية، صرخت امرأة في البرلمان بوجه اتفاقية العار). وقد أصابني الحزن الشديد وأنا أجد إن شخصية معروفة مثل الدكتور الكبيسي على مستوٍ عالٍ من الثقافة والفهم وهو ينساق وراء عواطفه وتأثيرات بعض المحيطين به. وأقول ايضاً إن موقف الدكتورة نوال السامرائي كان في مجلس الوزراء ولم يكن في البرلمان كما أورده المقال (هذا للتصحيح)، وفي الوقت الذي أحيي فيه هذا الموقف المبدئي والشجاع والصداح بالحق لامرأة عراقية أصيلة، عُرفت بمواقفها الشجاعة طيلة السنوات الماضية وخصوصا في إشهار سيف المطالبة بالعدل والإنصاف واحترام الحقوق والدفاع عن المظلومين. وفي السياق نفسه اشد على موقف وزراء جبهة التوافق الآخرين تجاه الاتفاقية، الذي تراوح بين الرفض القاطع والتحفظ الشديد كما هو موقف الدكتور رافع العيساوي والدكتور عبد ذياب العجيلي، مع التأكيد على أن الرفض كان أولى من التحفظ، ولكني اقدر بأن للسياسة والعمل السياسي ضرورات وأحكام يمكن لنا أن نتفهمها ونعذر صاحبها. وبالرغم من الإشادة بهذه المواقف لكن هذا لا يعني أننا ليس لدينا انتقادات للحزب الإسلامي ولجبهة التوافق عموما، فهم ليسوا معصومين من الخطأ. خصوصا وأنهم لم يكونوا في السابق من أصحاب الخبرة في الميدان السياسي، لكن العدل والإنصاف يقتضي توخي الدقة والموضوعية في سرد الوقائع وليس كما فعل كاتب المقال الذي أورد أشياء من نسج خياله لا وجود لها وبنى عليها أوهامه، والأدهى من ذلك انه يدعو الناس لتصديقها ... خصوصا وانه طبيب كان يُفترض به تحري الدقة وهو أمر محزن لأننا أصبحنا نخشى أن الطبيب عمر الكبيسي يعالج مرضاه أيضا من خلال تقارير طبية تصله من "سوق مريدي" أو "سوق الهرج" ... ونقول له أين علميتك ومصداقيتك يا دكتور عمر ... ؟!! كيف ستبرأ ذمتك أمام الله وأنت تأخذ الناس بالشبهة وسوء الظن؟... ونعتقد بأنك لم تطّلع على محضر اجتماع مجلس الوزراء ولو كنت قد اطلعت لما وقعت في الخطأ. كما أتيحت لنا فرصة الإطلاع من خلال مصادرنا في بغداد. ومن اجل ألا تواجه طعنا من أناس لا يريدون طعنك كان الأجدر بك أن تبقى في طور التقييم المتجرد للاتفاقية والتركيز على جوانب الخلل فيها وعدم الانحدار باتجاه آخر ـ مع الأسف، ومن هنا نقول إن ما ظهر للقارئ لم يكن الهجوم على الاتفاقية بقدر ما كان الهجوم على جهة سياسية قد نتفق أو نختلف معها في الكثير من المواقف. وحرصا على أن يظل تركيز العراقيون باتجاه واحد هو إصلاح الخلل، أذكره هو والآخرين بقول الله عز وجل (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) ... وأقول لهم إنكم إن واصلتم مثل هذا الأسلوب التخريبي فلن تفعلوا شيئا أكثر من خدمة المروجين للاتفاقية الذين يوصلون الليل بالنهار من اجل أن يمرروا الاتفاقية من وراء الكواليس، وفي المقابل فإنكم تفتّون في عضد المعارضين الحقيقيين لها، أولئك الداعين لعرضها أمام الاستفتاء الشعبي ليقول الشعب كلمته بصددها. (أليس منكم رجل رشيد)
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |