أتفاقية سحب القوات الأمريكية ... الى أين؟


د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

كشفت جلسة مجلس النواب العراقي التي كان من المقرر أن تتم بها القراءة الثانية لأتفاقية سحب القوات الأمريكية من العراق أمورا مهمة ربما ألتبس بعضها على العراقيين ، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين تقودهم عواطفهم وليس عقولهم ومعرفتهم. لقد دهشنا وصدمنا للتصرفات المنفلتة وغير المنضبطة أو اللائقة لمجموعة من نواب التيار الصدري أدت الى خلق جو من الفوضى العارمة أفضى الى تأخير مناقشة الأتفاقية وألغاء الجلسة بحضور السيدين وزيري الخارجية والمالية.

ويبدو أن البعض ممن لم يصدق حتى هذه اللحظة ماآل اليه حاله، بأنتقاله من فقر يكاد يكون مدقعا للبعض الى جاه ومال وفير ومرتبات فلكية ومخصصات خيالية، لم يعد يتذكر معاناة الشعب العراقي الكريم فبدأ هؤلاء يعمدون الى أتباع سياسة (خالف تعرف) تطلعا الى المناصب الرفيعة والمواقع المتقدمة في السلطة. لكن أجواء الديمقراطية (المتاحة حاليا) أتاحت للجميع الأطلاع على مأساة ذلك التصرف والتخلف منقطع النظير ومن ثم خسارة المزيد من المواقع بعد أن خسروا كثيرا من قبل جراء سياسة مواجهة الأمريكان، مع أنعدام أي توازن، الأمر الذي أفضى الى خسارة الآلاف من الشباب ارواحهم وتدمير البيوت وأضافة آلاف الآخرين الى جيش البطالة! ثم أننا مانزال نتذكر ماعمله أتباع التيار الصدري، ومعهم المتظاهرون بالتدين الآخرين في البصرة، على وجه الخصوص، حين قتلوا بدم بارد المئات من الشباب والنساء ونهبوا النفط وموارد الدوائر الحكومة وأقاموا قاعدة رهيبة للفساد المقيت.

نقول هنا: لقد أطلعنا، ونحن طرف محايد لايهمه سوى مصلحة الوطن، على نص معاهدة أنسحاب القوات الأمنية بين الحكومتين العراقية والأمريكية. وفي ظل أطلاعنا على المعاهدات السابقة التي وقعتها الولايات المتحدة مع الدول التي أحتلتها قواتها وجدنا أن بنود هذه الأتفاقية أفضل بكثير من سابقاتها وأن الفريق الحكومي العراقي المفاوض بأشراف السيد المالكي حقق منجزات باهرة ودفع الطرف الأمريكي لتقديم تنازلات ملفتة يعزى البعض منها الى موقف المرجعية الدينية السديد في النجف وليس الى التصرفات الطفولية لبعض المحسوبين على السياسة!! ويبدو أن هذا المنجز التاريخي ، الذي يضمن سيادة البلد على مراحل، أثار حفيظة الأطراف المنافسة التي بدأت تفقد توازنها ومن ثم قاعدتها الواهية شيئا فشيئا وأنكشفت قدراتها الحقيقية بكل شفافية.

مطلوب من أبناء العشائر الأبطال بوجه خاص أن يعوا حجم المؤامرة المحاكة ضد بلدنا العزيز وأنسياق أطراف مشخصة اليوم في هذا التوجه. عليهم وعلى المثقفين وطلبةالجامعات والنساء معرفة مجريات الأمور وكيفية التعامل مع الآخر (الأجنبي) في ظل زمن العولمة الذي فرض نفسه على الجميع. وأقول: لاتقفوا موقف اللامبالاة أو المتفرج في الأنتخابات القادمة بل شاركوا بكل قوة لآجتثاث كل الفوضويين والمتخلفين وأنتخبوا من ترون فيه الوطنية الحقة والهمة العالية والثقافة الرفيعة الرصينة والأستقامة ونظافة اليد. وأضغطوا بكل قوة على أعضاء مجلس النواب لتمرير الأتفاقية ، فبخلاف ذلك سنظل أسرى الأحتلال والظلم والأضطهاد والسرقات الكبيرة لثرواتنا من الأطراف ذاتها التي بدأت النهب عام 2003 وقبله فضلا عن التبعية المقيتة لجيران العراق المجرمين.

أنه يوم الفصل وعزل الغث عن السمين والتمسك بشعار (العراق اولا).

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com